بعد سنوات من العلاقات الفاترة بين البلدين الجارين رواندا وتنزانيا، أبت جسور الصداقة إلا أن تمدد من جديد على مدى الأشهر القليلة الماضية.
وكانت العلاقات بين البلدين الواقعين بشرق أفريقيا قد تدهورت خلال فترة الرئيس التنزاني السابق جاكايا كيكوتي، وعلى مدى عدد من الخلافات الدبلوماسية والسياسية، ومن ثم بدأت بوادر مصالحة تدريجية مع نهاية عقد كيكوتي.
وبحسب المراقبين فقد مر اتجاه المصالحة واستعادت العلاقات الودية بوتيرة متسارعة جدا منذ تولية الرئيس التنزاني جون ماجوفولي في نوفمبر 2015، وبذل جهودا في سبيل ذلك؛ كان منها الأكثر رمزية في أبريل الماضي، بحضوره مراسم إحياء ذكرى الإبادة الجماعية في رواندا 2016 وشارك نظيره الرواندي بول كاجامي فى وضع إكليلا من الزهور وإضاءة شعلة تذكارية تكريما لضحايا الإبادة الجماعية عام 1994.
من الناحية الرمزية على علاقات تجارية أوثق؛ تم عقد أول منتدى للتجارة بين تنزانيا ورواندا بكيجالي في يونيو الماضي، وقبل العقدين الماضيين، كانت العلاقات بين البلدين جيدة إلى حد ما، قبل اندلاع الإبادة الجماعية، حيث استضافت تنزانيا المفاوضات بين حكومة الرئيس جوفينال هابياريمانا والجبهة الوطنية الرواندية، والتي أسفرت عن اتفاقات أروشا.
وبعد عام 1994 كانت تنزانيا من أوائل الدول الإقليمية لإجبار الروانديين - وأغلبهم من الهوتو- اللاجئين على العودة وتعاونت في إلقاء القبض على مرتكبي الإبادة الجماعية.
وبدأت الشقوق في جسور العلاقة، عندما وافقت تنزانيا على استضافة المحكمة الجنائية الدولية لرواندا، وهو ما كان ضد رغبات الحكومة الرواندية، التي أرادت أن يعقد محليا.
وتعمقت هذه التوترات في عام 2006، عندما صوتت تنزانيا ضد رواندا في انضمامها لجماعة شرق أفريقيا، بالرغم من أن كلاهما انضما في نهاية المطاف في 2007.