الأزهر والثقافة: صراع الجمود والتنظير.. "النمنم" يثير الجدل بتصريحات تنتقد "الأزاهرة".. والأزهر يرد:"بلاء"

يبدو ان صراع المثقفون مع الازهر بدأ ولم ينتهي فمنذ عبد الرازق حتي فرج فودة ونوح وحلاوة روح تستمر العلاقة بين الطرفين في توتر مستمر ما بين المنع والمصادرة حيث يشتكي المثقفون من تقييد ابداعات الحركة الثقافية رافضين الدولة المدنية.

ومن جانبه هاجم حلمي النمنم وزير الثقافة الازهر ملعنا تصريحاته لآكثر من مرة ان مصر دولة علمانية نافيا عنها الاسلامية او المسيحية، وكان من أبرز تصريحاته التي تهاجم الأزهر قوله أمس، بمؤتمر السلام المجتمعي الذي نظمته الهيئة القبطية الإنجيلية بالإسكندرية، إن المجتمع المصري يجب أن يتحلى بالشجاعة ومواجهة ظاهرة العنف، لأنه يعانى من قصور في النواحي الثقافية والتعليمية، وذلك يرجع إلى عدة أسباب، منها توغل التعليم الأزهري في مصر، لأنه يشكل نسبة كبيرة في مصر، وهو أمر لابد من إعادة النظر فيه، وكذلك إعادة النظر في المناهج الدينية التي تدرس في المعاهد الأزهرية.

وهو ما دفع الازهر الي الرد من خلال الدكتور محمد مهني مستشار شيخ الأزهر، على التصريح الذي أدلى به وزير الثقافة مشيرًا إلى أنه لا يصدق أن يصدر مثل هذا التصريح من وزير ثقافة، لديه انتماء للثقافة المصرية.

ووصف "مهنى" تلك التصريحات بالبلاء ويصنع الفتنة الطائفية، ويمزق المجتمع المصري، لافتا إلي إلى أن التعليم الأزهري الموجود منذ ألف عام، هو الذي صنع صورة الأزهر الحضارية الوسطية وجعله مرجعية علمية في العالم.

جابر عصفور 

ويعد الدكترو جابر عصفور وزير الثقافة الاسبق من أبرز الشخصيات التي تولت حقيبة الوزارة بعدما دخل في صراع شديد مع الازهر خلال الخمسة اعوام الماضية فدائما ما كان يخرج الوزير بتصريحات نارية ضد الأزهر وعلمائه.

بدأت أزمة عصفور مع الأزهر، بأنه لن يخضع لقرار الأزهر بشأن رفض عرض فيلم" نوح" الذي أثار جدلًا واسعًا، والذي كان قد اتخذ الأزهر قرارًا بعدم عرضه، وانتقد عصفور ذلك القرار وأكد أنه سيعرض الفيلم، وأنه ليس من حق مشيخة الأزهر أن ترفض أو تقبل فلسنا في دولة دينية، حسبما قال، وواصل عصفور حديث التحدي قائلًا: "لا يوجد نص قرآني يمنع عرض أفلام للأنبياء".

لم تكن تلك التصريحات الوحيدة لجابر عصفور التي أثارت أزمة بينه وبين الأزهر، فقال في أحد اللقاءات إن "الحجاب ليس فريضة، وهو عادة وليس عبادة"، موضحًا أنه على استعداد أن يقدم حججا تؤكد صحة هذا الرأي، متابعًا: "وهناك مشايخ كبار في الأزهر يقولون هذا، وأولهم رفاعة الطهطاوى، والمستشار سعيد العشماوي".

وأضاف وزير الثقافة الأسبق، فى حوار، أن "الدين الإسلامي لا يوجد به ما يسمى "سنة أو شيعة"، ولكن كل هذه صراعات سياسية"، متهما شيخ الأزهر بأنه كان يوجه إشارات سلبية إزاء الشيعة، معتبرا ذلك خطأ يمس وحدة المسلمين.

كما قال الدكتور جابر عصفور، إن "بنية الأزهر معارضة لتجديد الخاطب الديني"، مشيرا إلى أن "الغالب على دراسات الأزهر وعلى العقليات الأزهرية القديمة والمستمرة حتى الآن هو العقلية السلفية، وليس بمعنى الانتساب للجماعات السلفية، وإنما تقديس كل ما هو قديم، وتقديس كل ما هو مطبوع في كتب صفراء".

وطالب عصفور، بحذف الآيات القرآنية التي تدعو للجهاد من مناهج الأزهر، حتى لا تكون مبررا للتنظيمات الإرهابية أمثال داعش يستقطبون من خلالها المجاهدين ويستهدفون المدنيين والأبرياء بحجة الجهاد في سبيل الله، وقال إنه على الأزهر ألا يعتبر نفسه سلطة دينية يسلط سيفه على رقاب المواطنين، خصوصا الذين يخالفونه ويعارضونه".فاروق حسني 

أما وزير الثقافة الاسبق فاروق حسني ليس بعيدا عن معركة الحجاب التي خاضها الازهر والتي وصلت الي حد تصريحات لشيخ الأزهر السابق محمد سيد طنطاوي بالاستعداد للمثول أمام مجلس الشعب لشرح آيات الحجاب وبيان أصوله في القرآن والسنة.

وتعود اصول الازمة بين الازهر والثقافة الي كتاب "الإسلام وأصول الحكم" للشيخ علي عبد الرازق، ورغما عن كون علي عبد الرازق أحد الأزهريين بصورة أو بأخرى إلا أنه خرج عما اعتبروه ثوابت، وحاول الجنوح بعيدا عن سرب الأزهر، فكان الصراع الذي ما يزال حديث أروقة المثقفين والازهريين على السواء.فرج فودة

كذلك توجد أزمة فرج فودة والازهر حيث كانت البداية بعيدة تماما عن الأزهر إلا أن النهاية حملها الأزهر ممثلا في أبرز علمائه آن ذاك وهو العلامة الشيخ محمد الغزالي،والأهم في هذه الحلقة من الصراع أن محاولة استخدامها لصناعة حالة من الاستقطاب كانت جلية، حيث تم رفع قميص "فودة" ليصنع حالة من المظلومية الثقافية أمام "استبداد رجال الدين" وبالتالي تصوير الدين على أنه عائق أمام الإبداع وحرية التفكير، وهو ما يحقق مكاسب سياسية بالأساس.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً