في تقريره في موقع بلومبرغ الأمريكي، لفت الكاتب ستيبان كرافشنكو إلى أنّ الغرب يرى في روسيا "مفترسًا سيبيريًا"، بينما ينظر قراصنة الشرق إليها على أنها "طريدة"، وذلك وفقًا لشركة كاسبرسكاي التي تعنى بالأمن الإلكتروني. أمّا عن الجهة التي تطارد موسكو سيبيريًا فتقول الشركة إنّه كان هنالك "ارتفاع حاد في الهجمات من قبل الصين".
يضيف كرافشنكو أنّ هجمات القرصنة التي استهدفت الصناعات الروسية بما فيها تلك المرتبطة بالدفاع والقطاع النووي والطيران تضاعفت بحوالي 3 مرّات خلال الأشهر السبعة الأولى من هذه السنة. فبعدما بلغ المجموع 72 هجومًا سنة 2015 وصل الرقم إلى 194 حتى شهر يوليو من هذه السنة، وفقًا لألكسندر غوستيف، كبير خبراء الأمن في كاسبرسكاي ومقرّها موسكو. واستشهد الكاتب بما أعلنته أيضًا بروفبوينت، شركة أمنية سيبيرية تتخذ من كاليفورنيا مقرًا لها، عن تصاعد هذا النوع من الهجمات ضد روسيا.
صداقة وشراكة... وقرصنة
وقال غوستيف إنّ القرصنة مستمرّة "بغضّ النظر عن الصداقة المروّج لها رسميًا بين روسيا والصين واتفاقات بشأن الأمن السيبيري والتعاون وعدم الاعتداء بين الحكومتين". وأضاف غوستيف خلال المقابلة مع القناة: "لا أراها (الاتفاقات) تعمل".
كرافشنكو شدّد على أن فلاديمير بوتين يسعى إلى تحفيز العلاقات الإقتصادية والعسكرية مع الصين التي يدعوها "الشريك الإستراتيجي" لروسيا. وأضاف الكاتب أنّ بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ وقّعا أكثر من 30 اتفاقية تعاون حول الطاقة والبنى التحتية للمواصلات وإنتاج الصواريخ، وذلك في قمة بيجينغ في يونيو، حيث أراد الرئيس الصيني أن تبقى الدولتان "صديقتين للأبد".
سجلّ لا يظهر حماسة
وتابع كرافشنكو كتابته عن النشاط الذي تصاعد ضد روسيا بعد توقيع جين بينغ وأوباما على اتفاق بعدم الانخراط المتبادل في التجسّس السيبيري، في شهر سبتمبر الماضي، مستندًا إلى ما قاله غوستيف. ونقل الكاتب عن تقرير لفاير آي، شركة أمنية عاملة في مجال الحواسيب، أنّ مجموعات قرصنة على علاقة بمصالح الحكومة الصينية خفّضت هجماتها الإلكترونية ضدّ أمريكا، بشكل جوهري خلال السنة الماضية. وفي حديث مع أوليغ ديميدوف، خبير أمني سيبيري في مؤسسة الرأي الروسية بي آي آر، قال الأخير إنّ سجلّ الصين في "التعاون الأمني السيبيري يظهر أنّ بيجينغ ليست دائمًا متحمّسة في تطبيق الاتفاقات بشكل كامل". وأضاف أنّ ذلك صحيح تحديدًا حين تتعلّق الاتفاقات "بالمصالح العسكرية والإستراتيجية" للصين.
وحاول كرافشنكو التواصل مع إدارة العمليات السيبيرية التي تديرها الحكومة الصينية، إلّا أنّها لم تردّ على محاولته كما كتب. لكنّه اشار إلى أنّ الصين اتهمت أمريكا باستمرار بتوجيه "اتهامات لا أساس لها عن تورّط الدولة بالقرصنة".
إستهداف 35 شركة ومؤسسة
لفت الكاتب إلى أنّ شركة كاسبرسكاي قدّرت أنّ "البرمجيّات الخبيثة التي أستُخدِمت ضدّ روسيا تتضمن أكثر من 50 عائلة من فيروسات طروادي (Trojan) التي هاجمت 35 شركة ومؤسسة هذه السنة". ومن بين هذه الأخيرة، كانت هنالك سبع مؤسسات عسكرية متخصصة بصناعة الصواريخ، الرادارات والتكنولوجيا البحرية. كما تعرّضت للقرصنة خمس وزارات حكومية، أربع شركات طيران وشركتان تتخصصان بالصناعة النووية، بحسب غوستيف.
فقدان واضح للمعلومات
غوستيف وفي نفس المقابلة أضاف ما هو أخطر: "تقريبًا كلّ كيان في الصناعة الدفاعية الروسية تعرّض للهجوم مؤخرًا، من قبل مجموعات صينية وخسر معلومات بشكل واضح". لكنّ كرافشنكو نقل حرص غوستيف على عدم تسمية أي من المؤسسات والشركات نظرًا لسياسة السرية التي تنتهجها شركة كاسبرسكاي مع زبائنها. وبالرغم من ذلك، قال غوستيف إنّ عدد الهجمات أكبر بكثير ممّا هو وارد في التقارير، بما أنّ 10% فقط من زبائن الشركة تبادلوا البيانات عن القرصنة مع شبكته الأمنية.
فيروس طروادي صيني
وذكر كرافشنكو أنّ مجلّة أس سي المتخصصة في المجال نفسه، أشارت في يونيو، إلى أنّ وزارة الدفاع الروسية ومكتب الخدمات الأمنية أف أس بي يتخذان إجراءات ضد نيت ترافيلير، فيروس طروادي مرتبط بالصين، ويُستخدم للتجسّس على صناعة الأسلحة ويهدد الأمن القومي. وأشارت المجلة إلى أنّ أورالفاغونزافود، شركة لتصنيع الدبابات تديرها الحكومة، بالإضافة إلى مروحيات روسية، كانت من بين المؤسسات التي تمّ استهدافها.
ومرّة أخرى، يذكر كرافشنكو أنّ هذه الشركات والمكتب الفيديرالي ومساعد بوتين في أمن المعلومات أندريه كروتسكيتش لم يردّوا على أسئلته.