فى مثل هذا اليوم من العام الماضى، غطت صحفَ العالم صورةٌ للطفل “إيلان” الغريق الذى عبر البحر هربا من الحرب فى سوريا ولكن الأمواج ابتلعته، معلنة غياب ابتسامة طفل كانت تشفى عليل أمه وآبيه، الذى فشلت كل محاولاته لإنقاذ عائلته الصغيرة.
صورة (1)
“إيلان” طفل لم يكن يدرى بما يدور من حوله ولكنه القدر حالة من الغضب والحزن اجتاحت العالم عقب اختفاء ابتسامته، لم يذق طعم الاستقرار يوما منذ ولادته، حيث نزحت عائلته من كوبانى بدمشق إلى إدلب لكن الأوضاع لم تستقر هناك فاضطروا إلى العودة لكوبانى.
ولكن أسلحة داعش، كانت تطارد أحلام الطفل لتقضى عليها أولا بأول حتى هاجمت داعش كوبانى، ما اضطر العائلة الصغيرة إلى الهروب لتركيا ولكن سبقهم القدر إلى البحر.
صورة (2)
ولقى كل من إيلان وشقيقه غالب وأمهما “ريحان”، حتفهم، إثر انقلاب قاربهم في أثناء محاولتهم الوصول إلى جزيرة كوس اليونانية، كما عثر على والد الطفل فاقدا الوعى ونقل إلى مستشفى قرب بوضروم بتركيا، حيث عثر على الجثث.
وكانت صحيفة “ديلى ميل” البريطانية، أكدت على لسان فاطمة الكردى عمة الطفل إيلان، أنه عندما انقلب القارب رأسا على عقب، ظلت الأمواج تدفعهم إلى أسفل، وكان الولدان بين ذراعى عبدالله، والدهما، قالتها ثم انفجرت فى البكاء.
صورة (3)
وأضافت أن شقيقها حاول بكل ما أوتى من قوة لدفعهم فوق الماء للتنفس، وسط صخاتهم “بابا.. أرجوك لا تموت”، لحظات ثم أدرك عبد الله أن “غالب”، ذو الخمس سنوات، مات فترك جثته فى محاولة لإنقاذ إيلان، إلا أنه وجد الدماء تخرج من عينه، فأغمضها وتركه هو الآخر.
وكانت صحف العالم قد تناولت الخبر بغضب عارم وبصور ايلان صاحب القميص الأحمر والبنطال الأزرق القصير والحذاء الصغير قبل أن يلقى حتفه حتفه فى رحلة الموت ويدير حذاءه للعالم ويرحل بهدوء.
وقالت صحيفة “ الإندبندنت “ إن الصورة مؤلمة جدًا وقاسية إن لم تؤثر على أصحاب القرار فى أوروبا والعالم فهى كارثة للإنسانية وضمير ميت، قائلة “ إن لم تغير هذه الصورة المؤثرة موقف أوروبا مما يحصل مع اللاجئين السوريين فما الذى سيغيره؟”.
فيما ذكرت صحيفة “ الغاردين “ البريطانية، أن صورة الطفل “إيلان” كانت صدمة للعالم حتى أن الكثير ممن شاهدوا الصورة للوهلة الأولى لم يتمكنوا من الاستمرار فى مشاهدتها وأجهشوا فى البكاء.
صورة (4)
وصحيفة “إكسبريس“ البريطانية وعدد من القنوات الفضائية فى أوروبا أعادت نشر صور مروعة لأطفال فى حرب فيتنام لتأكيد تكرار المعاناة، كما نقلت عددًا من الصور للطفل “إيلان“ وهو يلعب مع شقيقه الذى واجه أيضًا ذات المصير فى رحلة وصفت بالمروعة.