7 أسباب ستدفع ترامب للاستقالة.. إذا فاز!

ترامب
كتب :

عدد هوارد شوويتزر، شريك في إدارة مركز كوزين أو كونور للاستراتيجيات العامة في واشنطن، في مجلة بوليتيكو الأمريكية، سبعة أسباب تجعل دونالد ترامب كارهًا لتولي منصب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.

ففيما يسود اليوم اعتقاد بفشل حملة ترامب الانتخابية، وأنه ضيع فرصته للوصول إلى البيت الأبيض، هناك فرضية، قد يستغربها البعض، وتشير إلى أنه، في حال فوزه، فسوف يكره حياته خلال السنوات الأربع المقبلة.

صدمة

يقول شوويتزر إن ترامب لم يعمل قط في واشنطن، ولم يحصل على تصريح أمني، ولم يتلق أية إحاطة أخلاقية، ولم يجتمع قط بفريق من المساعدين الخبراء في الشأن السياسي، لذا سيواجه صدمة حياته، عندما يدرك في ٢٠ يناير( كانون الثاني)، ٢٠١٧، كم هو أصعب إدارة حكومة، من تسيير أعمال خاصة. وعندها سيكره منصب الرئاسة، وقد يميل للاستقالة قبل انقضاء مدة ولايته، وذلك لسبعة أسباب:

١- لن يستطيع طرد أحد

فقد يفترض ترامب أنه سيستطيع إدارة الحكومة كما فعل عندما أدار برنامج "ذا آبرينتس" التلفزيوني، بحيث أمكن له طرد كل من رآه ليس مؤهلًا للمشاركة في البرنامج. وهذا ما فعله إبان حملته الانتخابية، حيث استبدل عددًا من مساعديه. ولكن البيروقراطية الفيدرالية ليست منظمة مملوكة لترامب، بل سيكون ملزمًا بقوانين وتشريعات فيدرالية، وحيث لن يستطيع طرد أي بيروقراطي على الفور، وحتى لو كان أداؤه سيئًا، بل هو محكوم بعملية متكاملة قد تستغرق مدة من الوقت.

ويلفت شوويتزر إلى صعوبة أخرى تكمن في تعيين أشخاص. هناك تدقيقات يجريها إف بي آي للمرشحين لوظائف رسمية، وسواها من التصريحات الأمنية. وقد يتطلب تعيين مسؤول ما عدة أشهر، وربما سنوات، ما قد يغضب مدير غير صبور، مثل ترامب. وعلى سبيل المثال، يتطلب تعيينه لمسؤولين رفيعي المستوى، مثل وزير الخارجية أو الخزانة، موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي، هيئة قد ترفض مقترحات ترامب.

2- الكونغرس

ويقول الكاتب أن الكونغرس سيصيبه بالجنون. فقد توعد ترامب، خلال حملته، بأن يجري تخفيضات كبيرة على الضرائب، وأن يستبدل برنامج أوباما كير الصحي بآخر، وأن ينهي العمل باتفاقيات تجارية، فضلًا عن ذكره لبناء جدار هائل على حساب بلد آخر. ولكن ترامب أظهر ضعفًا في فهم كيفية تحكم السلطة التشريعية بأجندة رئيس ما. فإن الكونغرس، وليس الرئيس، هو الذي يطرح ويقر قوانين، كتخفيض الضريبة التي اقترحها ترامب.

3- عمليات تفتيش

سيخضع ترامب أيضًا لتحقيقات مطولة. إنه كرجل أعمال، تجنب تدقيقات مفصلة بشأن ثروته وعلاقاته التجارية. وقد تجنب علانية الخضوع لعمليات تفتيش.

ويقول شوويتزر أنه حال تسلمه الرئاسة، سيواجه ترامب كمًا من التحقيقات بشأن شؤونه التجارية، وعلاقاته مع زعماء أجانب، وكل ما يرى الكونغرس أنه يهم الشأن العام. وقد تعمد وزارة العدل لإجراء تحقيق خاص بها، ما إن تظهر أولى الفضائح.

4- أوامر تنفيذية

ويلفت الكاتب لقيام قضاة بمناقشة أوامره التنفيذية. ولكن رغبة ترامب الجامحة لإصدار تعليمات دون مراعاة ضوابط قانونية، تشير لاحتمال أن يمضي إلى أبعد مدى في استغلال سلطته التنفيذية. وهذا بدوره سيقود حتمًا لمنازعات قضائية، ستنظر فيها المحكمة العليا. وسوف تجرى هذه العملية مهما كرر ترامب شجبه لعرق أو إثنية قاض محدد.

5- الضجر

ويشير شوويتزر إلى أن كل من تابع أسلوب ترامب المفكك في خطبه، لا بد أن يلاحظ قصر مدة تركيزه على موضوع ما. لكن، لسوء حظه، كل رئيس أمريكي مضطر للمشاركة في مهام احتفالية، ولقاءات مطولة مع رؤساء دول صغيرة، والاضطرار للتوقف يوميًا عن عمل، لأن حرائق برية تهدد بيوتًا اندلعت في كاليفورنيا، مثلًا.

لا يوجد شيء اسمه" رئاسة انتقائية" تركز على الجوانب المفرحة، مثل" سأعيد لأمريكا عظمتها". سيضطر ترامب للتعامل مع آلاف القضايا التي لا يهتم بها أصلًا. فهو لا يستطيع أن يقرر تمضية أسبوعين في ملعبه للجولف في اسكتلندا، دون مرافقة جهاز الخدمة السرية، أو الصحافة، وقد تعطله عن رحلته أية أزمة محلية أو دولية، كبيرة كانت أو صغيرة.

6- الانتقاد

ويلفت شوويتزر لحساسية فائقة يعاني منها ترامب حيال أي انتقاد يوجه إليه. وهنا لن يكون لبقًا عند مواجهة جيش من الصحفيين، وتوجيه أحدهم سؤالًا محرجًا، وعندها قد يتصرف برعونة، ويطلق ألفاظًا لا تليق برئيس أمريكي. وسيكون طوال أربع سنوات، مع أسرته وأبنائه محط أنظار وسائل الإعلام كافة.

7- تعاطف

ويقول الكاتب إن رئيس أمريكا يستدعى أكثر من مرة، وعند وقوع أزمات محلية أو دولية، لإبداء تعاطفه. لكن ترامب يختلف عن رؤساء سابقين أظهروا عواطفهم مع أمريكيين وسواهم، عند وقوع كوارث وحوادث كبرى.

المطلوب منه كرئيس أن يبذل جهدًا كبيرًا لإقناع الناس بأنه مهتم لشؤونهم.

وخلاصة الأمر، يرى شوويتزر أنه من السهل أن يشفق المرء على دونالد ترامب خلال الفترة الحالية، بعدما كان قبل أشهر يتمتع بأقصى نجاحاته في المرحلة المبكرة من حملته. ولكنه اليوم يبدو مدركًا لحقيقة وضعه. وباتت نكاته قديمة وسمجة. وإن خسر، سيحمل لقب "خاسر"، وهو شيء لم يخبره قط. لكن إن فاز، فسوف يحكم أمريكا، ويقوم بكل ما تتطلبه تلك الوظيفة المضجرة، ويجب أن يكون قادرًا على ضبط أعصابه، لأنه سيكون مسؤولًا عن ملايين الأمريكيين.

في أعماقه، ربما يكون ترامب غير راغب بالفوز، بل لأول مرة في حياته، ربما يأمل ترامب حقًا بأن يكون مهزومًا.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً