"ارحمونااااااا" كلمة من حروف بسيطة ولكنها تحمل معاني كثيرة أصبحت لسان حال المرضي في مصر خاصة في مستشفيات وقطاعات الحكومة المختلفة، ففي مشهد مريب تقشعر له الابدان ينتظر المرضي علي أحر من الجمر مسئول شباك التذاكر في معهد ناصر منتظرين رصاصة الرحمة التي ستمنحهم العلاج.
حيث اصطفت طوابير طويلة من عشرات المرضي أمام شباك التذاكر بمعهد ناصر منذ الساعة الثامنة صباحا في انتظار قطع التذاكر للتوافد علي العيادات الداخلية لتلقي العلاج.
ولكن افتراش المرضي للطرق بالمعهد لم يبعث ملمح للرحمة في قلوب بائعي التذاكر بالمعهد فما بين الام الانتظار والشعور بالام المرض المضاعفة لم يأتي المسئول عن شباك التذاكر الا في تمام الساعة العاشرة والنصف بعدما تناول وجبة الإفطار ومن بعدها كوب الشاي علي حساب صحة المرضي.
لم يرحم مسئول التذاكر بالمعهد آلام المرضي واوجعاهم وآنينهم بما فيهم القادمين من المحافظات البعيدة فعتالت الأصوات تشكو من المرض ومن أداء إدارة المعهد تجاه الحالات المرضية التي اعياها الفقر الي جانب وهلة الوجع والمرض.و من جانبها أكدت "ه.م" ربة منزل ومريضة كبد أن تلك الحالة تكررت كثيرا علي مدار الأيام الماضية موضحة ان هناك اهمال شديد في علاج المرضي والاهتمام بهم حتي ان الحالات من الممكن ان تتعطل كشفها بسبب الروتين الذي يتحكم من خلال ورقة في مصير المريض مطالبة المسئولين بالنظر الي حال المرضي الفقراء في مصر بعين من الرحمة فهم ليسوا أعباء علي أحد.
لم يكن الإهمال في رعاية المرضي والاهتمام بهم فقط هو مساؤي المعهد ولكن قلة الامن والأمان هناك فخلال ثلاثة شهور فصلت بين حادثتين داخل معهد ناصر، كشفت غياب الأمن داخل المعهد وضعف وسائل الأمان، ومنها الاعتداء على مدير الخزينة بهدف السرقة، بالإضافة إلى انتحار شاب مصاب بالسرطان.
وكشف منصور رمزي إبراهيم، مدير خزينة معهد ناصر، تفاصيل الاعتداء عليه من قبل أحد العاملين بالمعهد ومحاولة قتله لسرقة خزينة المعهد.
أما الواقعة الثانية ترجع إلى أبريل الماضي، وهى انتحار "إيهاب حمدي" 29 سنة، مريض بسرطان الغدد اللمفاوية، بعد إلقاء نفسه من الطابق الخامس بمستشفى معهد ناصر، في الساعة الثانية بعد منتصف الليل، ودخلت الممرضة إلى حجرة مصاب بالسرطان في الغدد اللمفاوية لإعطائه الدواء في الموعد المقرر، إلا أنها لم تجد المريض ووجدت الحذاء على التكييف الموجود في الغرفة، لتفاجأ بأن المريض ألقى بنفسه من شباك الغرفة إلى حديقة المعهد.
وكشف مصدر مسئول داخل معهد ناصر أن المعهد ليلا لا يوجد به أمن ولا إشراف طبي لمتابعة المرضى؛ حيث يوجد فقط الممرضة تدخل غرفة المريض تعطيه الدواء وتخرج ولا يمكنها منع المريض أو حمايته من الانتحار.
وتجدر الإشارة الي انه تم افتتاح المعهد في عام 1987 حيث يعتبر من أكبر المراكز الطبية المتخصصة التابعة لوزارة الصحة ويقع مستشفى معهد ناصر على كورنيش النيل علي مساحة 104 الف متر مربع تقريبا حيث يتكون من اربع مباني رئيسية.