تفقدت الدكتورة ماريا نويل مديرة قسم البرامج بهيئة الأمم المتحدة للمرأة، وميوا كاتو مديرة مكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالقاهرة، مشروع مدن أمنة خالية من التحرش والعنف ضد المرأة والفتاة، بحي إمبابة والذي ترعاه هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة وجمعية حواء المستقبل لتنمية الأسرة والبيئة.
وأعربت الدكتورة ماريا نويل مديرة قسم البرامج بهيئة الأمم المتحدة للمرأة عن سعادتها برؤية هذه التجربة النجاحة في حي إمبابة لإحداث التغيير علي المستوي الفردي ثم علي مستوي المجتمع كله.
وأضافت أن طريق التغيير في رؤية المجتمع للمرأة يبدأ بهذه الجهود، مضيفة أنها تعلمت الكثير من التجربة التي رأتها في حي إمبابة وستسعي لتطبيقها في العديد من الأماكن الأخري في العالم.
وقالت ميوا كاتو مديرة مكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالقاهرة إن المجتمع الذي تستطيع المرأة فيه أخذ حقها، يعود بالسوء على الجميع. ودعت إلى التوسع في الجهود الرامية إلى جعل المرأة تسير في الشارع بآمان في كل مكان في العالم كما حدث في حي امبابة.. وقالت إن جهود المتطوعين تسهم في تغيير مجتمعهم المحلي والعالم بأثره.
وأشارت إلى أن الرئيس السيسي أعلن أن العام القادم سيكون عام المرأة وستسهم هيئة الامم المتحدة للمرأة بالمزيد من الجهود في هذا الصدد، لافتة إلى أن البرلمان المصري الحالي ١٢٪ من أعضائه من السيدات ومنهم سيدتين من إمبابة، مشيدة أيضا بإسهام الرجال والشباب في دعم وتمكين المرأة.
ومن جانبها قالت دكتورة إقبال السملوطي رئيسة جمعية حواء المستقبل الأمين العام لشبكة محو الأمية وتعليم الكبار في الوطن العربي، إن نجاح المشروع يعود إلى الشراكة الحقيقية وتبادل الخبرات بين الجهات المعنية لحل المشاكل التي يعانيها المجتمع.
وأضافت أن المشروع حقق على الأرض فكرة المواطنة ومشاركة الجميع دون تمييز وساهم في إحداث التغيير من الداخل بمشاركة الأهالي أنفسهم، باستخدام أساليب التربية بالفن والتربية بالرياضة، مشيرة إلى أن الشباب والمتطوعين ساهموا في تغيير سلوك الشباب وتفهم حقوقهم وواجباتهم، مما أدي إلى توقف الشباب عن التحرش بل ومواجهته إذا وقع من الآخرين.
وأوضحت أنه سيتم إقامة منتدى للأسرة والمرأة في إمبابة يشمل معارض لمنتجات السيدات ومنطقة لألعاب الأطفال وإقامة ندوات لتوعية المرأة بالحياة الزوجية وتربية الأطفال، بالإضافة إلى إقامة مدينة للتعلم بالتعاون مع منظمة اليونسكو، مؤكدة أنه إذا أصبحت المرأة أمنة سيكون المجتمع كله آمن.
ومن جانبها، قالت ساندرا عزمي مسئولة جمعية "كير" القائمة على مشروع مدن آمنة، إن الجمعية تعتمد على المتطوعين من الشباب لاستخدام أساليب المسرح والرياضة والعلاج بالفن لتغيير اتجاهات وسلوكيات الشباب، فضلا عن العمل علي تمكين المرأة وإدماج الرجال.
وأرجعت النجاح في هذه الحملة الخاصة بمشروع "مدن آمنة" على الاعتماد على الابتكار والعمل على العديد من المحاور القانونية والنفسية والاجتماعية في نفس الوقت، مشيرة إلى أن مشروع مدن آمنة قام بتدريب الكثير من الشباب وسائقي "التوك توك" للتوقف عن التحرش بل والتصدي له في حالة حدوثه من الآخرين.
وشهد الحضور عرضا مسرحيا تفاعليا مع الجمهور من أهالي إمبابة خاصة من الشباب وسائقي التوك توك، يعالج قضية التحرش الجنسي ويعزز مكانة المرأة في المجتمع.
كما تحدثت أيضا العديد من المستفيدات من المشروع حول ما تلقينه من تدريب للدفاع عن أنفسهن وبناتهن ضد التحرش. وتضمن المشروع أيضا مساعدة العديد من الشباب على التعافي من الإدمان واستئناف حياتهم الطبيعية ليفيدوا أنفسهم وأسرهم ومجتمعهم، بل أصبح عدد منهم من المحاضرين لتوعية غيرهم من الشباب ضد مخاطر الإدمان والإيدز.
واستمع الحاضرون أيضا إلى أغنية من الأطفال بعنوان "جسمي أنا.. ملكي أنا"، توعيهم ضد مخاطر التعرض للتحرش وكيفية الدفاع عن أنفسهم وإجبار الآخرين على احترام حقوقهم.