سلطت صحيفة 'نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء على الأعمال المهمة التي لم ينجزها الرئيس الأمريكي باراك أوباما فيما يتعلق بسياسته تجاه آسيا، ومن بينها اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ - التي تضم 12 دولة - والتي وصلت إلى حالة من الجمود في واشنطن، ذلك بالإضافة إلى توسع برنامج كوريا الشمالية للأسلحة النووية الذي فشل أوباما وقادة العالم في ردعه.
واستدركت الصحيفة - في افتتاحيتها الصادرة اليوم الخميس - قائلة إن أوباما أحرز تقدما في تطمين الدول الآسيوية مجددا بأن الولايات المتحدة تعتزم الحفاظ على تواجد متوازن في المنطقة مثلما كان الوضع منذ عقود وأن تكون ثقلا موازنا لنفوذ الصين المتزايد وجرأتها المتنامية، ولا سيما في بحر الصين الجنوبي.
وأفادت الصحيفة بأنه مع استعداده لترك منصبه، فليس هناك توقعات كبيرة بشأن تمكن أوباما من وضع حد لتهديد كوريا الشمالية، التي تمتلك مواد انشطارية تكفي لإنتاج 21 سلاحا نوويا ، وذلك في ظل رفض الصين - مورد الأغذية والوقود الرئيسي لكوريا الشمالية - فرض ضغوط من شأنها إحداث الفارق في هذه القضية.
وأضافت أن ثمة مخاوف أخرى حول سياسة أوباما، بما في ذلك التقليل من شأن قضايا حقوق الإنسان في الصين ولاوس واستعداده لبيع المزيد من الأسلحة إلى آسيا، مما يهدد باندلاع سباق جديد للتسلح.
وقالت إن أوباما وأغلبية زعماء آسيا يعتقدون أن اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ هي أمر أساسي في سياسة الرئيس الأمريكي الآسيوية، وذلك بتعزيز علاقات اقتصادية على نحو أعمق مع الدول الأعضاء في اتفاقية الشراكة. .بيد أنه على الرغم من معارضة مرشحي الحزبين الرئاسيين الديمقراطي والجمهوري والعديد من النواب لهذه الاتفاقية، يعتقد مسئولو الإدارة الأمريكية أنهم قادرون على إقناع الكونجرس بالتصديق عليها.
وأضافت أنه بغض النظر عما إذا كان سيتم تحقيق ذلك من عدمه، فإن تحركات الصين العدوانية في بحر الصين الجنوبي من شأنها السيطرة على مستقبل المنطقة على نحو متزايد، بل وستشكل تحديا معقدا أمام خليفة أوباما.
ورأت الصحيفة الأمريكية أن لاوس قدمت ختام ملائم لزيارة أوباما الرسمية الحادية عشر إلى آسيا والتي تنتهي اليوم الخميس، لافتة إلى أن هذه المحطة - الأولى لأي رئيس أمريكي - تعد اعترافا بالدمار الذي ألحقه القصف الأمريكي خلال حرب فيتنام فضلا عن ملايين القنابل التي لم تنفجر التي ظلت في لاوس عقب انتهاء الحرب.
وأشارت إلى أن زيارة أوباما ورحلته الآسيوية كانت الأخيرة لأوباما في إطار جهوده واسعة النطاق لتعزيز الانخراط مع دول المنطقة.
وبالإضافة إلى فتح فصل جديد مع لاوس، أقام أوباما علاقات مع ميانمار عندما وافق الحكم الدكتاتوري العسكري السابق على الانتقال إلى نظام ديمقراطي، كما تم إلغاء الحظر المفروض على بيع الأسلحة إلى فيتنام، فضلا عن التفاوض بشأن اتفاقات جديدة حول إنشاء قواعد عسكرية للقوات الأمريكية مع الفلبين وأستراليا.
واستكمالا لإنجازات إداراتي بيل كلينتون وجورج بوش، وصل أوباما بالعلاقات الهندية - الأمريكية إلى مستوى جديد من التعاون، وبلغت ذروتها في اتفاق الدفاع الذي تم التوصل إليه شهر يوليو الماضي، والتي كانت قيد التفاوض لمدة عشر سنوات.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن الولايات المتحدة توسع مناوراتها العسكرية مع معظم هذه الدول فضلا عن توسيع نطاق مبيعاتها من الأسلحة، بما في ذلك نظام الدفاع الصاروخي لكوريا الجنوبية.
وتابعت قائلة إن كل هذه الانجازات تطلبت عملا دبلوماسيا شاقا، بيد أن القوة الدافعة لهذه الدول نحو توثيق العلاقات مع أمريكا هي قدرات الصين العسكرية المتنامية وجهودها غير اللائقة للمطالبة بأحقيتها في معظم بحر جنوب الصين كجزء من أراضيها، وتحويل الشعاب المرجانية والصخور إلى جزر اصطناعية بمهابط طائرات ومنشآت العسكرية.