يفتح عينيه منذ ولادته في أحضان صعيد مصر في بيئة ذات طبيعة خاصة، في بيت لا يخلو منه القرآن وسنة رسول الله، تحاوطه دائما أجواء دينية، فيجد والاده "منشد ديني"،فيجري في دمه الفقه والبلاغة وعلوم التفسير، ويبدأ مشواره ليسير على درب أبيه، ليكمل طريق الإنشاد من بعده.
إنه محمود ياسين التهامي، والذي يعتبر من رموز الإنشاد الديني في العالم العربي والإسلامي.. نشأ بقرية الحوانكة بمحافظة أسيوط ودرس علوم الحديث والتفسير والفقه والبلاغة، وبحكم دراسته فى كلية اللغة العربية جامعة الأزهر، عرف قواعد اللغة العربية وحفظ القرآن الكريم مبكرًا، مما أهله كثيرًا لهذا المجال.
أخذ الموضوع بجدية واحتراف وعلم، فكان حريصًا على الاهتمام بثقافة الإنشاد الدينى، ولهذا التحق بكلية اللغة العربية، واتجه للدراسات الحرة فى الموسيقى فدرس فى معهد الكونسرفتوار، وحصل على دورات من دار الأوبرا المصرية، والتحق بالدراسات العليا بجامعة أسيوط، ونال درجة الماجستير فى علم النفس لأنطلق نحو فن الإنشاد والمديح النبوى.
أسس نقابة الإنشاد الديني حتى يكون للمنشدين كيان وبيت يجمعهم، والتي سعى لتأسيسها منذ عام 2008، خاصة بعد أن فشلت محاولات والده الشيخ ياسين لتأسيسها، وأتممت إشهارها فى عام 2013.
حاول مرارًا أن يكون والده هو النقيب لكنه رفض على أساس أن هذه فكرته ومجهوده، ونظرًا لكثرة مشاغله، فيما وصل عدد أعضاء النقابة لأكثر من "1500" عضو تقريبًا.
وللتهامي الابن طقوس خاصة قبل إحياء أي حفلة، فهناك بعض الأوراد التى يقولها قبل الصعود على المسرح، والصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم، وهناك بعض الآيات القرآنية، التى يرددها حتى يستعد روحيًا، فدائمًا يقرأ سورتى الفاتحة ويس، بالإضافة إلى ضبط الصوت وتهيئة الفرقة الموسيقية.
وسافر إلى اليمن والجزائر والدوحة وماليزيا ودبى وسنغافورة وإنجلترا وفرنسا وإسبانيا وقام بإحياء حفلات للإنشاد بها، ومن أبرز من ينشد لهم "مولانا الحلاج وسيدى عمر بن الفارض، ومولانا ابن عربي.