نعتقد أن ذوي الاحتياجات الخاصة يعيش حياة مختلفة تمامًا وله عالم خاص به ينقصه قدرات معينة وأحلام لم يستطيع تحقيقها بسبب إعاقته. ولكن لم تكن الإعاقة حاجز في طريق الإبداع وسلم النجاح، فالأحلام تحتاج إلى عقل صادق يؤمن بقدراته، ولذلك فأصبح ذو الاحتياجات الخاصة لهم دور مهم في المجتمع ويمارسون كل شيء يريدونه بكل حرية حتى مرضى "كرسي الإعاقة" يمارسون الرياضة.
بدأت "الألعاب البارالمبية" من داخل مستشفى في ألمانيا بعد أن شاهد الدكتور لودفيج جوتمان بعض المرضى الجالسين على الكراسي الخاصة بالمعاقين وكانوا يلعبون بإحدى القطع ويرمونها بكراسيهم من جانب لأخر، حيث تحمس لهذه اللعبة الجديدة وشارك مرضاه ممارسة هذه اللعبة، وهكذا نشأت لعبة البولو لكراسي الإعاقة. بعد ذلك مارس الكثير من ذوي الإعاقة الرياضات المختلفة، لأنها تقوي جهاز المناعة في الجسم وتعزز الثقة بالنفس.
نظم الدكتور جوتمان أول دورة ألعاب خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة وفي أواخر شهر يوليو عام 1948 وضمت مجموعة صغيرة من قدامى المحاربين البريطانيين من ذوي الإعاقة الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية.
ساهمت إيفا لوفلير، والتي كان عمرها آنذاك إحدى عشر عاما، في دورة الألعاب الأولى، إذ عملت كمساعدة فنية في مسابقة أقواس السهم وساهمت في جمع كرات تنس المضرب، إيفا لوفلير وضحت سبب تحمس والدها لتنظيم هذه الألعاب وذلك "لكونه يهودي كان يحس بالتعاطف مع الأقليات الأخرى الموجودة في المجتمع".
توسعت المشاركة في البطولة وأصبحت دولية عام 1952، بعد دعوة محاربين قدماء هولنديين للمشاركة في العاب البطولة. وفي سنة 1960 في روما توسعت الدورة بشكل كبير ولم تعد تقتصر على قدامى المحاربين بل أصبحت تضم لاعبين على كراسي الإعاقة. وفي سنة 1984 عادت دورة الألعاب البارالمبية من جديد لمدينة ستوك ماندفيل بعد أن رفضت مدينة لوس أنجلس الأمريكية، التي نظمت أولمبياد 1984، من تنظيم دورة الألعاب البارالمبية.
يعتبر السباح الانجليزي السابق كريس هولمز، أحد أفضل الرياضيين البارالمبيين في تاريخ انجلترا، يشغل حاليا مهمة التخطيط في الهيئة المشرفة على دورة الألعاب البارالمبية الحالية.
كريس هولمز وصف الوضع الحالي لدورة الألعاب البارالمبية بأنه يختلف تماما عن سنة 1984 وان هناك حاليا هيئة مشرفة مشتركة لدورة الألعاب الاولمبية والبارالمبية، يمارس فيها المنظمون عملهم بصورة مشتركة ويخططون سوية للعمليات اللوجستية والتقنية للبطولتين.