"واشنطن بوست": الاتفاق الأمريكي الروسي حول سوريا "لن يصمد طويلا"

الاتفاق الأمريكي الروسي
كتب : وكالات

نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن مسئولين في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، وآخرون في البيت الأبيض، تشكيكهم باستمرار وتماسك الهدنة الروسية الأمريكية التي أعلن عنها، الجمعة، في جنيف، معتبرين أن تاريخ الاتفاقات الخاصة بوقف إطلاق النار في سوريا لا يبعث على التفاؤل، بحسب ما نقلت عنهم صحيفة الواشنطن بوست.

واعتبرت الصحيفة أن موسكو تريد أنْ تناور خلال هذه الهدنة الجديدة التي تعتبر الأوسع؛ لكونها تشمل كل سوريا، على أمل البدء بجولة مفاوضات جديدة مع الإدارة الأمريكية التي ستخلف الإدارة الحالية برئاسة باراك أوباما.

وكانت الولايات المتحدة وروسيا قد وافقتا، الجمعة، على هدنة لوقف إطلاق النار في سوريا، تبدأ اعتباراً من يوم الاثنين المقبل، أول أيام عيد الأضحى المبارك، لوقف جميع الهجمات البرية والجوية من قبل جميع الأطراف في سوريا، وفي حال صمدت الهدنة لمدة 7 أيام متتالية تبدأ عمليات إدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، حيث أعلن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، في ختام جولة المباحثات مع نظيره الروسي، أنه سيتم إنشاء مركز التنفيذ المشترك؛ لغرض تنسيق أي جهود عسكرية ضد الجماعات المسلحة التي توصف بالإرهابية.

الاتفاق الذي أُعلن عنه في وقت متأخر من مساء أمس، الجمعة، جاء بعد ساعات طويلة من المفاوضات بين الجانبين الروسي والأمريكي، إلا أنه لم يقدم أي تفاصيل إضافية بشأن الكيفية التي سيتم تنفيذه فيها، كما لم يتم الكشف عن أي وثائق تحدد تفاصيل الاتفاق، حيث وصف سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي، الخطوط العريضة للاتفاق دون الدخول في التفاصيل.

وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما ناقش مع نظيره الروسي الأسبوع الماضي تفاصيل المقترح الأمريكي لوقف القتال في سوريا، ورغم أن الروس لم يكونوا متحمسين له، إلا أن مباحثات جنيف، الجمعة، بين وفد أمريكي يضم ضباطاً وخبراء في الأمن القومي مع نظرائهم الروس، وعقب جلسة مباحثات طويلة، كان ناجحاً على ما يبدو في التوصل إلى اتفاق يشمل كل سوريا، وأيضاً يضم طيران وقوات النظام في سوريا، التي ألزمها الاتفاق بوقف أي عمليات عسكرية، وفق ما ذكرت الصحيفة الأمريكية.

وبينت الواشنطن بوست أن "المشكلة التي كانت حاضرة في اجتماع الأمس هو الجماعات التي توصف بالإرهابية، حيث أشارت مصادر إلى أن الجانبين اتفقا على ضرورة مطاردة تلك الجماعات المسلحة غير المشمولة بالاتفاق، وهنا كانت نقطة خلاف جوهرية أخرى حيال تسمية وتصنيف من هي تلك الجماعات التي سوف يشملها الاستهداف؟".

وأوضحت أنه "في المناقشات التقنية بين الطرفين التي سبقت الاجتماع الذي عقد أمس في جنيف، فإنه تم الاتفاق على تحديد صناديق خاصة بالأطراف المسلحة التي لن تكون مشمولة بالهدنة، خاصة في بعض المناطق التي يتداخل وجود هذه الفصائل مع فصائل المعارضة السورية، وأصرت روسيا أيضاً -خلال المفاوضات- على ضرورة أن تفصل الولايات المتحدة الفصائل المدعومة من طرفها عن تلك التي تتداخل أو تقترب من الجماعات الإرهابية".

ورحبت الأمم المتحدة على لسان مبعوثها إلى سوريا ستافان ديمستورا بالاتفاق، معتبرة أن ذلك سيضمن فرصة مناسبة لجمع أطراف الصراع في سوريا من أجل التفكير لوضع مسار آخر للبلاد.

واعتبرت الصحيفة أن "الاتفاق الأمريكي الروسي في سوريا ما هو إلا استمرار لاتفاقيات مماثلة عقدت في وقت سابق، إلا أنها لم تصمد طويلاً بسبب خرق الهدنة من قبل أطراف الصراع، الأمر الذي يبدو أنه مرجح في هذا الاتفاق أيضاً؛ خاصة أنه لم يحدد ما هي الإجراءات التي يمكن أن تتخذ حيال أي طرف يخرق الهدنة الجديدة".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
أسعار الدولار اليوم الإثنين 25 نوفمبر 2024.. اعرف بكام؟