أثارت واحدة من أكبر قوات الشرطة البريطانية ضجة وجدلا كبيرين، وتعرضت انتقادات شديدة عقب إعلانها عن احتمالية السماح لشرطيات مسلمات بارتداء النقاب، وهو ما يراه سياسيين كياسة سياسية فارغة.
ونقلت صحيفة "إكسبريس" البريطانية، عن قائد قوات شرطة ميدلاند الغربية ديفيد تومسون قوله بأن اتخاذ قرار بالسماح لمتطوعين جدد بجهاز الشرطة ارتداء النقاب تحت خوذتهم هو أمر "غير مستبعد"، وذلك من منطلق تعزيز التعددية والتنوع العرقى فى صفوف الشرطة.
وقال تومسون خلال اجتماع إن الشرطة البريطانية يجب أن تراجع قوانينها وحساسيتها الثقافية، مؤكدا على أن القانون لا يوجد به ما يمنع ارتداء النقاب، بحسب ما نقلته الصحيفة البريطانية.
وكانت بريطانيا من أوائل الدول التى اعترضت على سياسة الإملاء فيما يخص زى مواطنيها وذلك فى أعقاب أزمة منع فرنسا للبوركينى، كما صرحت شرطة ميدلاند مؤخرا بموافقتها على ارتداء شرطياتها للحجاب.
لكن قوبلت تصريحات تومسون برفض شديد لفكرة أن تقوم شرطية بارتداء النقاب أثناء مطاردة للقبض على متهم أو خلال استجواب، وهو الأمر الذى لاقى أيضا عدم استحسان من المجلس الإسلامى فى بريطانيا.
وقال فيليب ديفيز النائب عن حزب المحافظين إنه لا يؤيد حظر ارتداء النقاب، ولكنه يرى أن الشرطة هدفها أن تكون قريبة من المجتمع، ولكن ذلك الأمر لا يتحقق فى حالة النقاب حيث تعزل السيدات أنفسهن.
ووصف فيليب هولوبون نائب محافظ آخر الفكرة بالـ"مجنونة" و"غير مقبولة تماما".
وكذلك رأى بيل إثيريدج النائب عن حزب الاستقلال، مضيفا أن القواعد التى تخص زى الشرطة يجب أن تمكن الضابط من التعامل مع المواقف الخطيرة، وأن تصميم الزى نفسه يجب أن يكون ضمانا لسلامة الضباط.
وصرح المتحدث الرسمى للمجلس الإسلامى فى بريطانيا أن المجلس يعترض على ارتداء ضابطات الشرطة من الإناث للبرقع أو النقاب، وأن الأمر سيكون "مفاجئا" إن أصدرت الشرطة قرارا يسمح لأعضاءها بتغطية الوجه بالكامل.
وأوضح المتحدث أن مصطلح "النقاب" يشار له فى الإعلام على أنه "غطاء كامل للوجه، لكن الغطاء الذى يحتوى على فتحة للعينين يسمى النقاب".
كما استطرد قائلا إن النقاب هو ثوب كامل من الكتفين إلى الكاحلين مع بقاء منطقة الوجه ظاهرة.
وتطبيقا لسياسة إدماج عناصر عرقية مختلفة، تسمح الشرطة البريطانية للضباط المسلمين بارتداء القبعة الكوفى وضباط السيخ بارتداء العمامة كما تسمح للضباط اليهود ارتداء القلنسوة تحت خوذاتهم.
وجاءت تصريحات قائد قوات الشرطة "تومسون" ضمن خطط شرطة ميدلاند الغربية لتوظيف 800 ضابط جديد، بهدف أن يضموا 30% من أقليات عرقية مختلفة.