قبل حادثة الرافعة.. اعتداءات إيران على الحجاج بدأت بـ"العتيبي" واستخدمت "الغاز السام والنعوش"

صورة ارشيفية

مع انتهاء موسم الحج الأعظم، يبدو أنه أخيرًا مر الموسم الحالي بسلام، وسط ترقب كبير من قوات التأمين السعودية، خاصة بعد تصريحات المرشد الإيراني الأخيرة ضد السعودية، خوفًا من تنفيذ أي اعتداءات داخل الحرم المكي برعاية النظام الإيراني.

ولإيران تاريخ حافل في الاعتداءات على الحرم المكي، أحدها كان في الثلاثاء الأول من العام والقرن الهجري الجديد 1400 للهجرة، الموافق العشرين من نوفمبر 1979م، نجح أتباع "العتيبي" في إدخال الأسلحة بالحيلة للحرم المكي؛ فقبل الفجر تم إدخال شاحنتين ( وايت )، الأولى تحوي تمراً و ماء، والأخرى ذخيرة، وذلك عن طريق منافذ لدخول الشاحنات ( الوايات )، إلى مكان مخصص في الحرم؛ لتعبئة المياه.

لتسجل تلك الحادثة واحدة من أخطر حوادث الاعتداء على الحرم المكي برعاية نظام إيران، استخدمت كذلك نعوش الموتى، حيث وضعت الأسلحة الخفيفة، على أنها جثامين سيتم الصلاة عليها بعد الصلاة، وتم إدخال هذه النعوش الوهمية، من أبواب متعددة؛ بهدف توزيع الأسلحة، التي ساعد المصلون في حمل النعوش ابتغاء في الثواب، وهم لا يعرفون أنهم يحملون أسلحة في داخل النعوش، أُعدّتْ لاحتلال الحرم المكي الشريف.

200 فردًا من جماعة "جهيمان العتيبي" شاركوا في تلك العملية، في حين رفع المؤذن الشيخ عبد الحفيظ خوج، أذان الفجر في المسجد الحرام كعادته كل صباح، وسط تجمع كبير من المسلمين الذين كان البعض منهم يؤدي مناسك العمرة، متنقلاً ما بين الكعبة المشرفة، وفي المواقع المخصصة للسعي ما بين الصفا والمروة، كان آخرون يروُون ظمأهم من ماء زمزم؛ إما لغرض الصيام أو غيره, فيما كان الطابق الأول من المسجد الحرام ممتلئاً بالمصلين، الذين كان عددهم يزيد على 60 ألف شخص، غالبيتهم من الحجاج الذين قضوا مناسكهم، وبقوا بجوار بيت الله الحرام، قبل أسبوعين من الحدث، تم اختطاف الميكوفون منه والاستيلاء على الحرم، وقدَّموا أحدهم إلى جموع المسلمين المتواجدين بالمسجد الحرام بمكة المكرمة؛ لأداء صلاة الفجر مدَّعين لهم بأنه المهدي المنتظر، ونادوا المسلمين المتواجدين بالمسجد الحرام للاعتراف به بهذه الصفة، وتحت وطأة السلاح منهم، وظلت جماعة (جهيمان العتيبي) مسيطرة على المسجد الحرام، مدة نصف شهر تقريباً، إلى أن تيسّر للحكومة السعودية حسم هذا الوضع الخطير، بعد خططٍ أحكمتها.

الحادث الثاني، كان عام 1987، عندما كشف رجال الأمن في السعودية عن كمية من المواد الخطرة شديدة الانفجار، وجدت داخل حقائب الحجاج الإيرانيين الذين قدموا إلى المملكة عبر مطار الملك عبد العزيز في جدة، على متن طائرة إيرانية كانت تقل 110 ركاب لأداء مناسك الحج.

وأقر حينها أصحاب الحقائب في اعترافات بثها التلفزيون السعودي، بحمل هذه المواد بأمر من النظام الإيراني بغية تفجير الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة التي وصل إليها في ذلك العام أكثر من مليوني حاج وحاجة.

النظام الإيراني استغل كذلك مجموعة من الكويتين الموالين له خلال موسم حج عام 1989، حيث قامت مجموعة من الكويتيين الموالين للنظام الإيراني، بتفجيرات في مكة بعد تسليم المواد المتفجرة لهم من قبل مسؤول في السفارة الإيرانية في الكويت يدعى محمد رضا غلوم ونتج عن ذلك قتل وجرح عدد من الحجاج.

وفي امتداد لمسلسل اشتراك كويتيين في الاعتداء على الحرم، قام أفراد من "حزب الله الكويتي" في 1990، بإطلاق الغاز السام في نفق المعيصم بالقرب من المسجد الحرام في مكة المكرمة، وبداخله الآلاف من الحجاج ما أدى إلى مقتل أكثر من ألف حاج وحاجة وإصابة العديد.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً