يبدو أن دونالد ترامب المرشح لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، لن يفوت الفرصة دون أن يستغلها، فمرض المرشحة الأقوى منافسة له هيلاري كلينتون، ربما يكون نقطة ضعف لم تحسب لها كلينتون حسبانًا.
في تصريحات صحفية، اشتغل ترامب الحالة الصحية لمنافسته كلينتون، قائلًا إن الصحة تمثل مسألة مهمة في الحملة الانتخابية بعد أن كشفت منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون عن إصابتها بالالتهاب الرئوي، مشيراً إلى أنه سيصدر قريباً معلومات تفصيلية عن صحته. وقال ترامب في مقابلة هاتفية مع "فوكس نيوز": "آمل أن تتعافى وتعود للدرب وأن أراها في المناظرة". وبسؤاله عما إذا كانت صحة المرشحين مسألة هامة قال ترامب: "أعتقد أنها مسألة هامة. في الحقيقة... في الأسبوع الماضي خضعت لفحص... وعندما تظهر الأرقام سأصدر أرقاماً دقيقة جداً جداً".
وبعد إصدار الكونجرس الأمريكي لقانون يسمح لأهالي ضحايا أحداث 11 سبتمبر بمقاضاة الدول والتي يطرح أن تكون منها السعودية، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش آيرنست في مايو الماضي إن هذا القانون – لو صدر - سيغير القانون الدولي المعتمد منذ فترة طويلة المتعلق بالحصانة، ورئيس الولايات المتحدة لديه مخاوف جدية بأن يجعل هذا القانون الولايات المتحدة عرضة لأنظمة قضائية أخرى حول العالم.
ويقول الدكتور نايل الشافعي، وهو مهندس مصري أمريكي ومحاضر في الجامعات الأمريكية ومؤسس موسوعة المعرفة، إنه لو تم تمرير هذا القانون سيكون له عواقب هائلة على المنطقة العربية، وسيكون على السعودية لتفادي صدوره تقديم تنازلات هائلة.
وأكد أستاذ العلوم السياسية، أنه في حال فوز هيلاري كلينتون برئاسة الولايات المتحدة، فإن تشريع هذا القانون سيواجه مشكلة في آليات التنفيذ والتشريع، أما بعد إعلان مرضها وهو ما يقلل فرصها في الفوز برئاسة البيت الأبيض، فإن منافسها دونالد ترامب يكون مرشحًا بقوة للفوز بالرئاسة، وهنا لابد من النظر لبرنامج ترامب الانتخابي لمعرفة كيف سيتعامل مع ملف مقاضاة السعودية بسبب أحداث 11 سبتمبر وآليات تنفيذ قرار الكونجرس.
وأضاف طارق فهمي، إن علاقة ترامب بالشرق الأوسط، تعتمد على 4 زوايا، أولها هي الدول الأكثر تعاونًا ضد الإرهاب وهي الأردن ومصر، والثانية هي التعامل مع المصالح النفطية في الخليج، وهو يتعامل معه على أن قوته في السعودية، إلى جانب القواعد العسكرية الأمريكية في قطر، وهي التي لا يفكر في تفكيكها، أما الزاوية الثالثة فهي محاربة الإرهاب في الخليج من تنظيم القاعدة وداعش، بدءًا من اليمن وسوريا والتي تعد السعودية جزء من الصراع فيها، والزاوية الأخيرة هي أنه بعد قرار الكونجرس هل سيراجع ترامب سياساته عمومًا مع الخليج، وهل سيدخل في مناكفات سياسية مع السعودية، إلا أنه بشكل مؤكد لن يصطدم معها بصورة كبيرة.
الخبير السياسي، قال إن ترامب لن يخسر علاقته مع السعودية بأي شكل، فالتأكيدات الأمريكية الأخيرة بحسب "مركز التقدم الأمريكي" فإن ترامب سيضطر للتعامل مع أحفاد السعودية "ليكون في الحكم محمد بن سلمان" وهو ما أكدته زيارته لأمريكا خلال الفترة الماضية وإجائه عدد من الاتصالات هناك، هذا بالإضافة على التطورات التي قد تحدث في الإمارات.
وقال فهمي، إن إيران حاضرة في الملف، وفيما يتعلق بقرار الكونجرس فإن تأثير إيران بأنها قد تدفع في اتجاه تنفيذ القرار ضد السعودية، وهو ما يهدد العلاقات الأمريكية السعودية بان تكون على حافة الهاوية، إلا ان السعودية يمكنها استخدام الاتفاق على الملف النووي "5+1" للتفاوض بشأن وقف تنفيذ قرار الكونجرس، مضيفًا أن إسرائيل كذلك ستكون فاعلا في الملف، خاصة بعد اللقاءات الستة التي عقدت بشأن توحيد الآراء بين السعودية وإسرائيل ضد إيران.