اعتبرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن تصريحات الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي تثير المخاوف بشأن مستقبل التحالف مع الولايات المتحدة، الذي يمتد إلي 65 عاما.
وقالت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته اليوم الأربعاء على موقعها الإلكتروني - "إنه على الرغم من ميل الولايات المتحدة باتجاه آسيا، إلا أن إحدى حليفاتها الأقدم بالمنطقة تبدو وأنها تبتعد وتخلع عباءة أمريكا".
وأضافت أن الفلبين تعد حليفة بموجب اتفاقية يعود تاريخها إلى عام 1951 مع الولايات المتحدة، لكن تصريحات الرئيس الفلبيني هذا الأسبوع، والتي أعلن فيها نهاية الدوريات البحرية المشتركة في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه وطرد القوات الأمريكية من مدينة مينداناو الواقعة في جنوب البلاد، أثار مخاوف بشأن مستقبل التحالف".
ولفتت الصحيفة إلى تصريح دوتيرتي الذي قال فيه "إن الصين حاليا تمتلك النفوذ ولديها أفضلية عسكرية في المنطقة"، موضحة أن التطورات تأتي وسط صدوع أوسع نطاقا في المشهد الجيوسياسي بجنوب شرق القارة الآسيوية مقابل تعمق النفوذ الصيني.
وأشارت الصحيفة إلى أن العلاقات بين أمريكا وتايلاند، التي تصنفها واشنطن كحليف كبير ليس عضوا بحلف شمال الأطلسي "الناتو"، أصابها الفتور بسبب الانتقاد الغربي لانقلاب مايو 2014 الذي قام به جنرالات الجيش في بانكوك للسيطرة على الحكم، وتابعت "أن كمبوديا تلقت مساعدات مدنية وعسكرية بالمليارات من بكين، حسبما يبدو، في مقابل جهودها لتخفيف حدة انتقادات رابطة دول جنوب شرق آسيا "الآسيان" لمطامع الصين في الأراضي، فيما اكتسبت ميانمار أيضا اهتماما متزايدا منذ وصول حكومة جديدة هذا العام يقودها مدنيون من بينهم زعيمة حزب الأغلبية في البلاد أونج سان سوتشي".
واكن دوتيرتي، الذي تعهد بوضع سياسة خارجية مستقلة، قد صرح قائلا "نحن لا نقطع صلات غاية في القوة، لكني لا أريد أيضا تعريض بلدي لخطر".
وبحسب الصحيفة، فإن التعدي الصيني على الجزر المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي كان قد دفع مانيلا وواشنطن منذ أعوام لتقوية العلاقات بينهما، ونتج عن ذلك هذا العام بدء دوريات بحرية مشتركة، وهو تطور يتراجع دوتيرتي عنه الآن، وبالإضافة لذلك أخبر الزعيم الفلبيني القوات الأمريكية بالمغادرة من جزيرة مينداناو الواقعة في جنوب البلاد، زاعما بأن تواجدهم يساهم في تمرد إسلامي، وأعلن خططا للسعي من أجل الحصول على معدات عسكرية من الصين وروسيا.
ورأت الصحيفة أن هذه التحركات دفعت بكين بالفعل لتحول ملحوظ في التصريحات، حيث قال نائب وزير الخارجية الصيني ليو جينمين "إن العلاقات الصينية الفلبينية حاليا تشهد نقطة تحول جديدة، مرجعا السبب في تصريحات دوتيرتي إلى مزاجه المتقلب وليس إعادة تقييم جوهرية لتحالف عمره 65 عاما".