أجرى الرئيسان الموريتاني محمد ولد عبد العزيز والفلسطيني محمود عباس، اليوم الخميس، مباحثات رسمية.
وأفاد مصدر رسمي موريتاني بأن المباحثات، التي وسعت لتشمل أعضاء الوفدين المرافقين، تناولت القضايا العربية والدولية.
وأكد المصدر أن القيادتين الموريتانية والفلسطينية سجلتا بارتياح خلالها تطابق وجهات النظر بشأن القضايا التي تم التطرق إليها.
كان الرئيس عباس قد وصل موريتانيا، مساء أمس الأربعاء - في زيارة عمل وصداقة بناء على دعوة من الرئيس الموريتاني - وأجرى فور وصوله مباحثات مع نظيره الموريتاني بالجناح الرئاسي بمطار نواكشوط الدولي أم التونسي.
وتناولت المباحثات تطورات القضية الفلسطينية، والجهود التي تبذلها الرئاسة الموريتانية حاليا للقمة العربية لوقف الاستيطان والتمهيد لإجراء مفاوضات جادة تضمن وقف معاناة الفلسطينيين وتطبيق الاتفاقيات الدولية ذات الصلة، وسبل تحريك الموقف الدولي لوقف التعنت الإسرائيلي.
رافق الرئيس الفلسطيني وفد هام يضم على الخصوص زاد عمر نائب رئيس الوزراء ونبيل أبو ردينة ومجدي خالدي.
بدوره، أعرب نائب رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور زياد أبو عمرو - في تصريح للصحفيين بعيد التوقيع على اتفاقيات التعاون بين البلدين في القصر الرئاسي في نواكشوط - اليوم، عن اعتزاز الجانب الفلسطيني بالدعوة التي وجهها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز للرئيس محمود عباس، تجسيدا للعلاقة الأخوية الوطيدة بين الشعبين الفلسطيني والموريتاني.
وبين أن هذه الزيارة "كانت ناجحة من وجهة نظرنا جميعا وجاءت في وقت لتعزز أواصر الأخوة بيننا".
وقال أبو عمرو "وقعنا اتفاقيات هامة هذا اليوم، اتفاقية لتعزيز الشراكة بين الحكومتين الموريتانية والفلسطينية خدمة للمصالح المشتركة وهي لجنة وزارية تتعاطى مع كافة القضايا التي تهم الشعبي الفلسطيني والموريتاني والحكومتين".
وأضاف "ووقعنا اتفاقية لتشجيع وحماية الاستثمارات بين فلسطين وموريتانيا واتفاقية للشراكة السياسية حيث يتم التنسيق بين البلدين فيما يتعلق بالقضايا السياسية على كافة المستويات".
وسجل أبو عمرو "لموريتانيا ولفخامة الرئيس السيد محمد ولد عبد العزيز بكل تقدير واحترام مواقفه المشرفة ومواقف موريتانيا المشرفة اتجاه القضية الفلسطينية ونحن نعرف ونقدر المواقف الموريتانية ومواقف الرئيس ودعمه المطلق للقضية الفلسطينية ولقضية القدس".
وفي ختام الزيارة، جدد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز - وفق البيان الختامي للزيارة - دعم الجمهورية الإسلامية الموريتانية، حكومة وشعبا للسلطة الفلسطينية من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف.
ودعا إلى ضرورة إحلال سلام عادل وشامل ودائم في المنطقة، يستند إلى مبادرة السلام العربية ومبادئ مدريد وقواعد القانون الدولي والقرارات الأممية ذات الصلة، ويصون حقوق اللاجئين الفلسطينيين وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194، ويعيد لكل الأطراف العربية حقوقها المشروعة.
فيما دعا الرئيسان إلى تكريس كافة الجهود في سبيل وحدة الصف العربي، انطلاقا من وحدة الهدف والمصير، للتصدي لمختلف التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي، والعمل على نشر ثقافة السلم والاعتدال والتسامح، ونبذ كل أشكال الغلو والتطرف والعنف والكراهية، وتطوير آليات محاربة ظاهرة الإرهاب والجريمة المنظمة.
كما شددا على ضرورة الالتزام بمعالجة الأزمات العربية بالطرق السلمية، ورفع التحديات التنموية وترسيخ قيم العدل والمساواة، وإعطاء المزيد من العناية لقضايا المرأة والشباب.