"صوت ملائكي، حنون، طموح" ولكنه ترك العالم في ضجة مزعجة مخلفًا أحزانًا وآلامًا فى قلوب الكثيرين من المعجبين والعاشقين لصوتها الدافئ، إنها المطربة الراحلة "ذكري" والتى تحل اليوم ذكري ميلادها، حيث ولدت فى يوم 16 سبتمبر 1966 في منطقة "وادي الليل" في تونس، ثم جعلها الأمل تترك بلدها متجهة إلي مصر "بلد الفن"، لكن الموت والشهرة لما يتركاها ترسم أحلامًا لمستقبلٍ وردي تمنته كثيرًا.
وفي عام 2003، اشتهرت "ذكري" بعيدا عن عالم الفن، في مذبحة ألقت بظلالها علي جميع وسائل الإعلام، عندما لقيت مصرعها علي يد زوجها رجل الأعمال أيمن السويدي، والذي إنتحر بعد قتلها، وأعلن أن زوجها قام بقتلها وقتل الخادمة بسلاح ناري قبل أن يقتل نفسه تحت تأثير الخمور، لكن كانت هناك بعض الشكوك تشير إلى أن الجريمة وقعت لأسباب أخرى أو من قبل جهات أخرى.
وشاب نبأ رحيلها الكثير من الشائعات بسبب أغنية انتقدت فيها السلطات السعودية.
وخلال رحلة حياتها الفنية قدمت "ذكري" ديو شهير مع الفنان محمد عبده تحت اسم "حلمنا الوردي" كما قامت بالغناء في عدد من الديوهات الخليجية وتم اختيارها- علي خلفية ذلك- من أفضل المطربات الخليجيات وتسبب نجاحها في في توحيد العديد من المطربين والمطربات.
من أِهم الديوهات التي قدمتها "ذكري" مع فنانيين خليجيين: "طلال مداح" في أغنية "ابتعد عني"، و"أبو بكر سالم" في أغنية "يا مشغل التفكير"، وديو مع الفنان عبد الله الرويشد في أغنية "مافقدتك"، صدر بعد وفاتها أواخر 2003.
ومن أشهر تصريحات الراحلة ذكري ما قالته عن معاناتها التي شبهتها بمعاناة الرسول "عليه الصلاة والسلام" في رحلته في نشر دعوته الإسلامية، مما جعل الشيخ إبراهيم الخضيري القاضي في المحكمة الكبرى بالرياض، الإفتاء بإقامة الحد الشرعي عليها، والذي يقضي بتنفيذ عقوبة القتل عليها.
"عانس بنت محمد الدالي" هو اسمها الحقيقي تربت في تونس، وانطلقت في الغناء منذ المرحلة الابتدائية وكان والدها من أكثر مشجعيها علي الغناء، وفي الثمانينات شاركت في برنامج المسابقات "بين المعاهد" بأغنية "إسأل عليا" للمطربة الراحلة ليلى مراد وهي نفس الأغنية التي شاركت بها بعد ذلك ببرنامج الهواة "فن ومواهب" واحب الحكام صوتها، وفازت بالجائزة الكبرى في النهائي يوم 23 يوليو 1983 بأداء مبهر ورائع لأغنية "الرضى والنور" لأم كلثوم، فانتبه لذلك عزالدين العياشي وذلك كان تذكرة دخولها لكورال البرنامج.
"يا هوايا" كانت أول أغانيها التي دفعتها للانضمام إلي فرقة الإذاعة والتليفزيون التونسية بقسم الأصوات وهناك قابلت السيد عبد الرحمن العيادي الذي لحن معظم أغانيها فيما بعد.
رحلت إلي سوريا لتتعلم الغناء وسجلت العديد من الأغاني بها ثم انتقلت إلي ليبيا وتعاملت مع كبار عمالقة الفن الليبي، وهي الفنانة الوحيدة التي تملك أكثر الألبومات الليبية إلى اليوم، وغنت ألوان الغناء التراثى الصعب فأتقنته بجداره حتى أنها كانت من مؤسسى سلسلة "رفاقة عمر" التراثية الرمضانية لمدة 16 عام متتالية ويقال أن آخر عمل قامت بتسجيله كان في ليبيا.
ثم هاجرت إلي مصر لتبدأ رحلة الشهرة بين يدي هاني مهنا الذي أنتج لها ألبومين حققا نجاحا واسعًا في العالم العربي.