كاتب أمريكي: ينبغي للديمقراطيين أن يقلقوا.. لا أن ينتابهم الذعر

الكاتب الأمريكي دويل مكمانوس
كتب :

في مقاله المنشور في صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" قال الكاتب الأمريكي "دويل مكمانوس": "إن الديمقراطيين ربما ينبغي لهم أن يقلقوا، لا أن ينتابهم الذعر".

بدأ الكاتب الأمريكي مقاله بالعودة بالأذهان إلى عام 2008م، في الحين الذي كانت فيه "هيلاري كلينتون" تخوض أول سباق لها لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة ضد "باراك أوباما"، كما ذكر "مكمانوس" أنه في ذلك الحين سبق له أن سأل أحد أقدم حلفائها: "كيف يمكن أن تخسر سباقا بعد أن بدت منتصرة؟"

كما ذكر الكاتبفي مقاله أن هذا الحليف الراحل وهو السيناتور "ديل بامبرز" قد رد عليه قائلا: "ستجد طريقة ما لإفساد الأمر، هي دائما ما تفعل ذلك".

كما عاد صاحب المقال أدراجه إلى الوقت الحاضر قائلا: "بعد ثماني سنوات، فإن القول السائد هو أن كلينتون هي مرشح أفضل بكثير، لقد تعلمتْ دروسا صعبة من إخفاقها عام 2008م، إن حمْلتها هذه المرة أكثر ذكاء وأقل فوضوية، وهي لا تنافس أوباما، صاحب الموهبة السياسية التي لا تتكرر إلا كل مائة عام، وإنما هي تنافس شخص ينقصه الانضباط".

وبينما أشارت استطلاعات الرأي إلى تراجع أرقام كلينتون، إذا بالديمقراطيين ينتابهم الذعر متسائلين: "ماذا لو كانت كلينتون 2016م لم تزل على ما كانت عليه من ميل إلى إفساد الأمور كما كانت عام 2008م"؟

رصد "مكمانوس" تعليق خبير استراتيجي ديمقراطي طلب عدم ذكر اسمه خشية الكراهية في عالم كلينتون، قائلا: "لا أرى سبيلا لإمكانية أن يفوز "ترامب" بهذه الانتخابات، ولكني أرى كثيرا من السبل لإمكانية أن تخسر هيلاري".

نقل الكاتب قول مستشار "أوباما" السابق "ديفيد أكسيلرود"، مشيرا إلى أزمة كلينتون الصحية: "إن المضادات الحيوية يمكن أن تعالج الالتهاب الرئوي، لكن ما هو علاج الميل غير الصحي لعادة التكتم والسرية التي ما فتئت تتسبب في إيجاد مشكلات هي- كلينتون- في غنى عنها؟".

كما رأى مكمانوس أنه "بينما الديمقراطيون يحق لهم القلق، لكنهم مخطؤون إذا ما انتابهم الذعر، فلطالما اتسم هذا السباق الرئاسي بالتقارب بين المتنافسين، على أن كلينتون لا تزال في المقدمة، رغم تقلص الفارق بينها وبين ترامب".

وأظهر استطلاع للرأي أجراه موقع "ريال كليربوليتيكس" الأسبوع الماضي، تفوق شعبية كلينتون على ترامب بنسبة 46% إلى 44%.

ورجح الكاتب أنه إذا ما تصرف الديمقراطيون والجمهوريون على طبيعتهم المعتادة في الحملات الانتخابية، بأن احتشدوا خلف مرشح حزبهم – فستكون النتيجة فوزا لصالح "كلينتون" على حساب "ترامب" بفارق ضئيل.

قال "مكمانوس": "في الحقيقة، تأتي استطلاعات الرأي مطابقة تماما لتوقعات الخبراء الاستراتيجيين في الحملات الانتخابية، حيث يضيق الفارق بين المتنافسين مع اقتراب يوم الانتخاب، لقد قفزت أرقام "كلينتون" بعد نجاح مؤتمر ترشيح الحزب الديمقراطي لها في يوليو، ليصبح معدل الفارق بينها وبين منافسها "ترامب" في أغسطس هو 48% إلى 40%، والآن، وبعد أكثر من شهر، تقلص الفارق بقوة عائدا إلى ما كان عليه قبل مؤتمرَي تسمية الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) لمرشحيهما."

إضافة إلى ذلك، يقول "مارك ميلمان"، خبير الاستطلاعات الديمقراطي الذي لا يعمل لحساب كلينتون: "إن المعطيات الأساسية في انتخابات العام الجاري هي: تباطؤ معدل النمو الاقتصادي، وسعي الحزب الديمقراطي للفوز بفترة رئاسية ثالثة على التوالي، وهذه المعطيات تجعل الأمر صعبا أمام "كلينتون"، وليس الأمر كذلك بالنسبة "لدونالد ترامب"، هذه المعطيات تجعل العام مواتيا بالنسبة للجمهوريين.

قال "مكمانوس": "إن ذلك لا يعني القول إن "كلينتون" لم تفسد الأمور، بلى، لقد فعلت: فعلى المدى القصير، أسهم سوء تصرف "كلينتون" – حيث وصفتْ نصف مؤيدي "ترامب" بالبؤساء، وقرارها التكتيم على إصابتها بالالتهاب الرئوي- أسهمت تلك الأخطاء في تراجع أرقامها في استطلاعات الرأي.

واستدرك الكاتب قائلا: "لكنها- كلينتون- أعلنت كذلك عن استراتيجية لإنعاش حملتها، وهذه تتمثل في التحوّل إلى أفكار إيجابية بدلا من السلبية حول "ترامب"، ولا ينبغي أن يبدو الأمر بمثابة ابتكار لكن هذا العام هو كذلك (يعد ابتكارا)".

على الجانب الآخر، يبدو أن "ترامب" استمع كثيرا إلى النصيحة نفسها من مستشاريه الجدد - وقد تحسن هو الآخر، لقد أدلى بسلسلة من الخطابات السياسية حول مواضيع شتى بدءً من الاقتصاد وحتى رعاية الأطفال – فيما يبدو بمثابة تناقض صارخ مقارنة بما كانت تتسم به شخصية "ترامب" من انفلات... "ترامب" الذي فاز بحملة الانتخابات التمهيدية عبر الاستخفاف بمنافسيه.

ورأى صاحب المقال أن: "اختبارا رئيسيا سيخضع له المرشحان في أولى مناظراتهما في 26 سبتمبر الجاري نظريا، تنعم كلينتون بالتميز، فهي تعرف أكثر من "ترامب" فيما يتعلق بالسياسة، ولديها خبرة أكثر عند الحديث عن كيفية الحكم، كما أنها من المستبعد أن تجنح إلى الشتائم. وعلى الجانب الآخر، يبدو الاختبار أصعب بالنسبة "لترامب" فيما يتعلق بمقدار التزامه بالحدود الطباشيرية التي رسمها له مستشاروه."

إضافة إلى ذلك أيضا: تحظى كلينتون بمميزات أخرى في المرحلة الأخيرة من الانتخابات، إذ تحظى بدعم وتزكية شخصيات رفيعة المستوى أمثال "أوباما"، و"بيل كلينتون"، و"بيرني ساندرز"، و"إليزابيث وارين، في المقابل لا ترتقي الأسماء الداعمة والمزكية لترامب -من أمثال "رودي جيلياني"، و"كريس كريستي"- إلى هذا المستوى الرفيع.

علاوة على ذلك، تحظى "كلينتون" بمؤسسة حملات هي أكبر وأكثر احترافية لضمان خروج الناخبين الديمقراطيين لمراكز التصويت.

في هذا الصدد، يقول "ديفيد بلاف"، المدير السابق لحملة "أوباما": "إن أكبر تحدٍ ينتظر كلينتون هو الإقبال على عملية الانتخاب، ولكي يفوز "ترامب" فإنه يحتاج إلى إقبال جمهوري تاريخي مقابل عزوف ديمقراطي تاريخي، ولا أرى دليلا على إمكانية حدوث ذلك".

اختتم الكاتب قائلا: "أراهن على صحة كلام "بلاف"، وعلى أن "كلينتون" ستثبت خطأ "ديل بامبرز"... "كلينتون" هي الآن مرشح أفضل، ولا تزال أقرب إلى الفوز، لكنها أيضا ستُبقي على الديمقراطيين في حالة حرب مع نوبات الذعر على مدى سبعة أسابيع مقبلة – حتى يوم الانتخابات".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً