شاهد| الروائي السوداني بركة ساكن: لا تسامح مع جرائم الإخوان بالسودان

كشف الكاتب والروائي السوداني الكبير المقيم في النمسا عبد العزيز بركة ساكن، أن الترجمة الفرنسية لروايته "مسيح دارفور"- الصادرة مؤخراً عن دار النشر الفرنسية "زولما"- كانت موجودة منذ وقت مبكر، مشيراً إلى أن المترجم الفرنسي سعي منذ أن انتهي من ترجمة الرواية، إلى نشر تلك الترجمة.

وأوضح ساكن، فى حوار تلفزيوني على قناة "فرانس 24"، أن الناشر الأوروبي لديه رؤية خاصة وذوق خاص، وأنه يفكر فى المبيعات وماذا يريد من نشر هذا الكتاب، كما انه يفكر فى أشياء كثيرة معقدة، لذا لا يوافق بسهولة، مبيناً أن صاحبة دار النشر الفرنسية "زولما" وافقت على نشر الترجمة الفرنسية لروايته بعد عام كامل.

وفى اجابته على سؤال "لماذا أرسل المسيح إلى دارفور فى روايته؟" قال "ساكن": " أن فكرة المسيح تعادل المهد المنتظر، فالثقافة الشعبية عند السودانيين تعتقد أنه كل فترة ما يأتي من مهدا يرشد الناس إلى الصواب".

وأضاف "ساكن": "فى الحقيقية إن الشعوب السودانية لديها الكثير من الهويات، ودارفور جزء من السودان وهى بلد معقدة جداً جداً، والخليط الثقافى فى السودان ساعد فى تشكيل هذه الهويات".

وأكد الروائي السوداني الكبير أنه كاتب منحاز للفقراء ولمناهضي اللا إنسانية، وغير محايد مع الحكومة السودانية وأنه يرفض التسامح مع جرائم الإخوان المسلمين فى بلاده السودان.

وأشار "ساكن" إلى أن القارئ العربي قد التفت مؤخراً إلى الأدب السوداني، موضحاً أن فكرة تقييد سقف الأدب السوداني بالروائي الكبير الطيب صالح ليست مشكلة "صالح"، مؤكداً أن الطيب صالح روائي متميز وأنه كاتب يمتلك أدوات كثيرة وهو خريج المدرسة الأوروبية فى كتابة الرواية، مشيراً إلى أن المشكلة تكمن عند الكاتب السوداني الذي يشعر أن الطيب صالح يقف عقبة أمام شهرته، لذا على الكاتب أو الروائي السوداني أن يطور أدواته ولغته ليتفوق على نفسه ويحجز لكتاباته مكاناً فى تاريخ الأدب العربي".

واستطرد: "أنا لا أحمل الطيب صالح أي مسئولية، ولكني أحملها لكل كاتب سوداني يقف فى الظل".

تجدر الاشارة إلى أن النسخة العربية من رواية "مسيح دارفور، تقع فى حوالى 200 صفحة من القطع المتوسط، وتدور أحداثها حول الحروب بين الدارفوريين ومجموعات الجنجويد المقاتلين، والقبائل العربية التى سكنت السودان منذ القدم حتى صارت جزءا منها.

يحارب "ساكن" فى روايته أفكار العنصرية بين البيض والسود الذين ما زالوا يلقبوا بالعبيد من أصحاب النظرات الطبقية، كما يدين الحروب التى تدمر حياة الأوطان وتظلم من ليس لهم فيها ناقة ولا جمل لكنهم مرغمون على مواجهة الموت وخوض تلك الحروب لعشرات السنين، مغتربين تاركين الأهل والأخوة والأبناء والأحبة.

كما يوضح ساكن، أبشع ما تتعرض له نفس بشرية فى تلك الحروب المدمرة فى مشهد عظيم السرد لامرأة قتل زوجها الجنجويد وأمها وذبحوا ابنها أمام عينها واغتصبوها دون رحمة وبوحشية" شرعوا فى ربطها على ساق شجرة النبق حينما أزاحوا القصب رأوا الطفلين اللذين صرخا فى رعب وهما يلتفان حول أمهما، هتف أحد الجونجويد مكبرا وهو يخرج سكينا كبيرا ويمضى نحو الطفلين الذين أخفيا وجهيهما فى جسد أمهما بين أثوابها الممزقة، قبض الأصغر ابن السابعة سمته أمه أحمد، وحاول ذبحه، قالت الأم ما تخاف الله يا راجل؟

رد عليها وهو منشغل بتخليص الطفل من يدى أمه التى تقبضان عليه بشدة: الله؟ منو الله؟ اللى قتلناه فى وادى هَور قبل أسبوعين، وضحك فى وحشيه، ثم أضاف أنه إذا لم يقتل هذين الطفلين سيكبران ويصبحان متمردين مثل أبيهما.

هكذا يصور لنا "ساكن" قبح الحروب التى لا يدفع الشعوب لها كبار الساسة والمستفيدين الوحيدين منها، داعما بتصويره هذا القبح فكرة السلام والحرية والعدل والمساواة وعدم التمييز لسبب العرق أو اللون، باحثا داخل كل من يقرأ كتاباته حبه للإنسان والإنسانية.

جدير بالذكر أن عبد العزيز بركة ساكن روائى سودانى من مواليد مدينة"كسلا" بشرق السودان، تعرضت مؤلفاته لمصادرة حتى لقب فى الأوساط الفنية بــ"الزبون الدائم للرقيب"، له سبع روايات، وأربع مجموعات قصصية وكتابٌ فى الحُب اسمه" ما يتبقى كل ليلة من الليل".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً