عن دار "كيان" يصدر قريبا كتاب "مسلمون ضد الإسلام" للكاتب محمد الدويك.
يتحدث الكتاب عن الإسلام قائلا: "الكلمة مشتقة لغويا من السلام والسِلم والمسالمة والاستسلام لله، كما أن تحية الدين هي السلام".
ونتحلل من الصلاة كل يوم خمس مرات، بإنشاد السلام عن اليمين والشمال على الدنيا، كأننا نخرج من الحديث مع الله إلى المشاركة في الحياة، فتكون أول كلمة هي السلام.
وعندما يكافئ الله البشر بدخول الجنة لا يسمعون فيها إلا السلام، قال الله "لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا. إِلَّا قِيلاً سَلَامًا سَلَامًا" 25-26 – الواقعة. فالسلام هو النعيم الأكبر.
وصفة المسلم الأولى، كما أخبر الرسول "الذي سلم الناس من لسانه ويده". وأفضل صيغة للإسلام تعبد الله بها هي "أن تطعم الطعام وتلقي السلام على من عرفت ومن لم تعرف" كما ذكر الرسول، وفيه جواز إلقاء السلام على من لا تعرفهم، ويرد فيهم المخالفين في الدين لأنك لن تسأل كل واحد عن دينه قبل إلقاء السلام. والإسلام هنا معناه الاجتهاد كي يصل الجميع إلى الأمان الإنساني على الأنفس والأموال والعلائق المشتركة.
قال الله في القرآن "وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا، إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا" 86 – النساء. فرد التحية على الجميع فريضة دينية، وبأحسن مما سمعتها، ولم يشترط القرآن دين من ألقى التحية. ولم يشترط شكل هذه التحية أو كلماتها. فيدخل فيها كل تحية طيبة تعارف عليها البشر وإن لم تكن تحيتنا الإسلامية الخاصة. وترد التحية بذات الصيغة التي أُلقيت عليك.
الكلام الحسن ترده على الناس بكلام حسن، هكذا أوصى الله. فما بالك لو بادلك الآخرون فعلا حسنا وسلوكا حسنا واختراعات حديثة ووسائل حياة تزيد الحياة سهولة وأمانا!
هكذا يحاول المؤلف من خلال الكتاب التأكيد على أن دين الإسلام هو دين السلام، ومن ثم يكون كل هذا القتل وإزهاق الآخرين ونحرهم من قبل ممن يدعون الإسلام هو من قبيل العمل ضد الدين نفسه.