من عائلة عريقة في الدبلوماسية المصرية، انحدر وزير خارجية مصر الأسبق، الذي رحل عن عالمنا في السابع والعشرين من سبتمبر عام 2010، ليرحل الوزير رقم 74 للدبلوماسية المصرية عن عمر يناهز الـ 75 عامًا.
أحمد ماهر وزير الخارجية المصري الأسبق، وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، توفي إثر إصابته بأزمة صحية مفاجئة، نقل ماهر على إثرها إلى مستشفى قصر العيني "الفرنساوي"، حيث وافته المنية وشيعت جنازته من مسجد الشرطة بشارع صلاح سالم وسط القاهرة.
ولد أحمد ماهر في 14 سبتمبر عام 1935، وتولى وزارة الخارجية في الفترة من 15 مايو 2001 إلى 14 يوليو 2004، بعد سالفه عمرو موسى، الذي عين أميناً عاماً لجامعة الدول العربية، وخلفه في الوزارة الوزير أحمد أبو الغيط.
ويعد "ماهر" رابع من يشغل منصب وزير الخارجية منذ تولي الرئيس الأسبق حسني مبارك رئاسة مصر في أكتوبر عام 1981 حيث سبقه في هذا المنصب كل من كمال حسن علي، والدكتور عصمت عبد المجيد، وعمرو موسى.
كيف رأت إسرائيل أحمد ماهر؟وصفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية وزير الخارجية المصري احمد ماهر بأنه "خليفة السادات".
وتنقل "ماهر" فى مشوار عمله الدبلوماسي فى العمل بين السفارات المصرية بالخارج فى كينشاسا وباريس، والقنصلية العامة بزيوريخ والبرتغال ثم بلجيكا التى مثلت إحدى المحطات الهامة التي عمل بها، حيث تم اعتماده ممثلاً لمصر لدى دول السوق الأوروبية المشتركة، كما أن إحدى المحطات المهمة كانت عمله كسفير لمصر فى موسكو ثم واشنطن، ثم عمل بمكتب مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الأمن القومي عام 1971 حتى عام 1974.
وبرز أحمد ماهر كدبلوماسي خلال مفاوضات كامب ديفيد للسلام، التي انتهت إلى اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، حيث تولى عدة ملفات مهمة فى هذه المفاوضات باعتباره مديراً لمكتب وزير خارجية مصر فى هذا التوقيت الراحل محمد إبراهيم كامل، الذي أعلن استقالته يوم أن وقع الرئيس الراحل محمد أنور السادات على اتفاق السلام."أبرز المواقف في حياة أحمد ماهر"
واجه ماهر خلال توليه وزارة الخارجية عدة مواقف، أهمها الاعتداء عليه بالحذاء فى ساحة الحرم القدسي الشريف خلال زيارته له فى عام 2003، وأصيب بإصابات طفيفة، بعد أن ألقى عشرات الفلسطينيين الأحذية فى وجهه، واصفين إياه بـ"الخائن"، وهو الحادث الذى كان سبباً رئيسياً فى أن يتقدم ماهر فى وقت لاحق بطلب للقيادة السياسية بإعفائه من المنصب لأسباب صحية، وكان أول مسؤول مصرى يتقدم بمثل هذا الطلب."التليفزيون المصري يخطئ في إذاعة خبر تعيين أحمد ماهر"
يبدو أن التليفزيون المصري له سوابق كثيرة في الأخطاء، حيث أعلن التليفزيون نبأ اختيار وزير الخارجية المصري، بتعيين سفير مصر فى باريس على ماهر وزيراً للخارجية، لكنه عاد وصحح النبأ ليعلن تولى أحمد ماهر المنصب الشقيق الأكبر لعلي ماهر الوزارة، ليؤدي أحمد ماهر اليمين الدستورية أمام الرئيس حسني مبارك فى شرم الشيخ، بحضور رئيس الحكومة الدكتور عاطف عبيد، والدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية، وهو الاختيار الذي لم يخلو من الانتقاد وقتها لكبر سن أحمد ماهر.
وانتقل صباح ذلك اليوم إلى شرم الشيخ للقاء الرئيس مبارك على متن طائرة خاصة لحلف اليمين أمامه، فى حين خرجت زوجته هدى العجيزى رفيقة مشوار حياته، للتسوق وقضاء بعض حاجياتها، انتظاراً واستعداداً للمرحلة الجديدة التى ربما كانت محل انتظار وآمال لفترة طويلة.
بعد خروجه من وزارة الخارجية، عمل احمد ماهر مستشارًا لوكالة أنباء الشرق الأوسط، بعد ان خاض عدة معارك في. الخارجية، خاصة على صعيد الملفات الخارجية.
وعُرف عن ماهر دقته فى صياغة المذكرات والخطب والكلمات، وهو ما دعا الوزير الراحل محمد إبراهيم كامل للإشادة بقدراته فى كتابه "السلام الضائع"، حيث عهد إلى ماهر بكتابة العديد من تقديرات الموقف أثناء مفاوضات كامب ديفيد، وكان مسئولاً عن تدوين كل ما يحدث فى هذه المفاوضات.
وعانى ماهر خلال حياته من الوحدة، فهو لم يرزق بالأبناء، فعاش طيلة حياته برفقة زوجته هدى العجيزى فى شقته المؤجرة بأحد شوارع منطقة الزمالك، وحاز ماهر ستة أوسمة، منها وسام الجمهورية من الطبقة الأولى، ووسام الاستحقاق من طبقة كوماندوز من فرنسا، ووسام الصليب الأكبر من البرتغال."أحمد ماهر والإخوان"وقبل وفاته بأيام قليلة برأ ماهر جماعة الإخوان المسلمين من قتل جده أحمد ماهر باشا، وقال ماهر فى حوار لبرنامج القاهرة اليوم، رداً على مسلسل "الجماعة": إن المسلسل نسب إلى الجماعة أعمالاً لم يكن لها يد فيها، موضحاً أن حادث اغتيال جده أحمد ماهر باشا نفذها شاب من الحزب الوطني الجديد يدعى محمود العيسوى، إلا أن المسلسل قدم الشاب على أنه عضو بالجماعة.