قال الكاتب الأمريكي ماكس بووت: "إن أهم صفتين يمكن لأي رئيس أن يتحلى بهما هما، الاستعداد لدراسة القضايا المهمة والصعبة دراسة جادة والقدرة على التعامل معها؛ والقدرة على الاحتفاظ بالهدوء واتخاذ قرارات معقولة رغم الضغط الهائل.
ورأى بووت في مقال نشرته صحيفة "يو إس أيه توداي"، أن أولى المناظرات الرئاسية بين دونالد ترامب، وهيلاري كلينتون مساء يوم الإثنين إذا كانت قد كشفت عن شئ، فهو أن هيلاري قد اجتازت الاختبار الرئاسي فيما فشل ترامب في اجتيازه، لقد اتسمت هيلاري بالهدوء والقيادية، وبابتسامة على وجهها استطاعت التغلب على ترامب في كافة القضايا المطروحة.
وأضاف أن ترامب بدا مهتاجا مستثارا، وكان ينفخ ويُرغي ويُزبد ويُقلّب عينيه. لقد قاطع هيلاري 51 مرة، وإذا كان الناخبون لم يعجبهم أداء آل جور في مناظرة عام 2000م فإنهم بلا شك كرهوا أداء ترامب مساء الإثنين.
ورأى بووت أنه كان من الواضح أن ترامب لم يكن مستعدا حتى للأسئلة الأساسية الواضحة، وقد بدا عدم استعداده هذا أكثر وضوحا في نهاية المناظرة عندما داهمته كلينتون بالسؤال عن "إليشيا ماكادو" الممثلة الأمريكية من أصل فنزويلي.
وقال الكاتب: "إن ترامب لم يبد فقط غير دارس لكيفية التعامل في مناظرة رئاسية، بل بدا غير دارس كيف يكون رئيسا، وتحديدا الجانب القيادي من الوظيفة حيث اتضح ذلك بجلاء في إجاباته الغريبة عن مسألتي "النووي" و"الأمن الإلكتروني".
ورأى صاحب المقال أن دونالد ترامب هو أول شخص في التاريخ على الإطلاق يقترح أن إيران ينبغي أن توقف البرنامج النووي الكوري الشمالي، إن هذا الاقتراح من جانب ترامب يشي بأنه ليس فقط جاهلا وإنما غير قابل للتعلم وهو ما يدعو إلى القلق بشكل أكبر.
واستبعد الكاتب أن يكون هذا الاقتراح قد أملاه على ترامب أحدُ مستشاريه، مرجحا أن يكون ذهن ترامب هو الذي تفتق عنه دونما مساعدة، وهو الذي قال في شهر مارس الماضي عندما سُئل عن مستشاريه في السياسة الخارجية: "أنا أتحدث من تلقاء نفسي، أولا، لأني أمتلك عقلا بالغ الذكاء ولقد قلت الكثير من الأشياء".
وعلق بووت قائلا: "نعم، لقد قال ترامب الكثير من الأشياء، وكلما تحدث أكثر، كلما برز بشكل أوضح أنه غير مناسب مطلقا لأن يكون قائدا".