بالأمس جلس الآلاف من الشعب المصري يشاهد لقاء رجل الأعمال المصري حسين سالم مع الاعلامي عمر أديب ليروا ماذا سيقول هذا الرجل الذي كان من أهم رموز مبارك في عهده. في الحقيقة جلس البعض أمام اللقاء بنية الشماتة والبعض الآخر جلس بنية التفاؤل لأن خطوة التصالح مع الدولة ستفتح الباب لرجال نظام مبارك للعودة مجددا.
بعيدا عن هذا وذاك كانت هناك إشارات سياسية هامة في اللقاء فعلى الرغم من اختلافي مع حسين سالم ومع فكرة المصالحة ذاتها إلا أن ما قاله الرجل في اللقاء بأنه رغم تنازله عن 75% من ثروته مقابل التصالح والعودة لمصر إلا أنه يشك في العودة وفي انهاء الاجراءات في الوقت القريب، حديث الرجل وابناؤه تضمن إشارات واضحة وصريحة إلا أن الحكومة الموجودة لا تعمل بجدية وأنها بيروقراطية بحته ولا تنجز أي شئ إلا بعد وقت طويل جدا، وهو ما يحيلنا مباشرة إلى ماذا عن المستثمرين الذين يأتون إلى مصر وكيف ينهون الاجراءات الخاصة بهم في ظل هذا المشهد، وهل هذه هي حكومة الأزمة ؟!.
الأمر الثاني وهو قول ماجدة حسين سالم بأن والدها تبرع لمصر ولم يتصالح لأنه لم يكن مدان ثم يأتي قول الرجل ليقول أن ثورة الخامس والعشرين كانت مؤامرة، ربما أن الإشارة الأخيرة لم تكن بالجديدة فالكثير ممن يجلسون على الكراسي الآن يقولون نفس الأمر، الأزمة في القول بأن المبالغ المتنازل عنها تعد تبرعا لمصر لا على سبيل المصالحة وهو ما يفتح الباب لتساؤلات عدة خاصة أن ماجدة كررت الأمر ثلاث مرات في اللقاء وهو ما يعني أنها لا تخشى ما تقوله، وهنا ربما قد تفرض بعض التساؤلات نفسها بشأن الأمر، فهل اتفقت الدولة على المصالحة أم التبرع، والفرق بينهما كبير جدا، لأن الأول يعني أن المتصالح هو مدان بالفعل، أما التبرع فيعني الاستعطاف أو الإجبار وفي كل منهما سؤال خطير بشأن العدالة وكيفية تطبيقها.