في الأسابيع الأولى من العام الدراسي الجديد، وعلى الرغم من إعلان وزارة التربية والتعليم عن كافة الاستعدادات لاستقباله، إلا أن ظهور بعض الأزمات، خاصة مايتعلق منها أعمال الصيانة، أثبت أن كلام الوزارة "حبر علي ورق".
وكان سقوط مروحة سقف علي رأس أحد التلاميذ بمدرسة الجمهورية التابعة لإدارة بسيون التعليمية، يدعى عبد الرحمن محمد بركات، 10 سنوات بجروح قطعية فى الرأس، قد أثار رأي الخبراء حول التشكيك في مدي مصداقية عمليات الصيانه التي أبلغت عنها الوزارة، فيما رأي أخرون بأن الإدارة التعليمية تتبع منهجية الفوضي وعدم الضمير مهتمين بإبلاغ الكلمة المترددة علي ألسنة الكثير من الجهات الحكومية " تمام ياريس " دون الإهتمام بمضمون المحتوي.
من جانبه، قال الدكتور كمال مغيث الخبير والباحث بالمركز القومى للبحوث التربوية، إن عمليات الصيانة في المدارس لاتقام مثلما تدعي الوزارة بأنها أنتهت من كافة إجراءات الصيانة، مؤكدًا أن معظم القرارات المعلنة بخصوص إستعدادات المدارس ليست حقيقية وأن حقيقة الأمر تكمن في كونها قرارات روتينة ولايوجد لدينا إهتمام حقيقي وجاد.
وأضاف مغيث في تصريح لأهل مصر، أن مصر تمتلك 52 مدرسة قابلة للزيادة، وتحوي بداخلها الكثير من الطلاب، مشيرًا إلى أن الأمر متعلق بأرواح الطلاب كما حدث مع طالب مدرسة الجمهورية المتعرض لسقوط مروحه عليه، أثناء اليوم الدراسي.
وأكمل الخبير والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، أن الحملة التي قام بها الوزير للاطلاع علي المدارس، كشفت له الكثير من عمليات الإهمال، فضلًا عن تصريح نائب برلماني لمغيث باعترافهم بأن المدارس مهملة.
واقترح الخبير التربوي، على كل مدير مدرسة أن يشكل لجنة لبحث كافة المخلفات في مدرستة ويبلغ عنها الوزارة، مؤكدًا على ضرورة اتخاذ إجراءات لوقاية الطلبة قبل حدوث أي كوارث أخرى.
ومن جانبها، انتقدت الدكتورة، بثينة عبد الرؤف، الخبيرة التربوية، أعمال الصيانة في المدارس الحكومية قائلة " نحن نخضع لسياسة تمام ياريس "موضحة أن الهيئات الخاصة بالصيانة لاتقوم بدورها منذ بدء العطلة الدراسية ولكنها تنتظر قبيل حلول العام الدراسي بقليل وتقوم بأعمال الصيانه "علي الطاير" مكملة، أن هذا الوضع هو المعتاد عليه كل عام.
ولفتت عبد الرؤف، إلى أن المشكلة تكمن في الاعتمادات المالية التي تتأخر طويلًا حتي يتم صرفها، مشددة على ضرورة صرفها منذ بدء العام الدراسي وتكون عمليات الصيانة في بداية شهر 6 المقرر به بدء، العطلة على أن تشمل أعمال الصيانة جميع المستلزمات من شبابيك وزجاج وديسكات وكهرباء وحمامات وغيرها بحيث تكون صيانة جزرية وليست "علي الماشي عشان نثبت التمام" على حد قولها.
وأشارت الخبيرة التربوية إلى أن مايحدث من تعرض بعض الطلاب لسقوط مروحه عليه، نتيجة سوء عمليات الصيانه يعد كارثة بكل المقاييس، وأضافت أنه هناك أحد المدارس التي بها مواد البناء من طوب ورمل وأسمنت حتى الأن، ولم تستقبل الطلاب لكونها لم تنتهي من مواد البناء، واصفة عمليات التنظيم بالإدارة التعليمية بالفوضى وقلة الضمير.