ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، أن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان كان يريد من استفتاء أمس الأحد، حول رفض حصص الاتحاد الأوروبي من أجل إعادة توطين اللاجئين، أن يخدم غرضين هما تجميع سلطته الممتدة بالفعل في الداخل ومنحه دورا أكبر يلعبه في سياسة النفوذ بالتكتل.
وأشارت الصحيفة - في سياق مقال رأي نشرته اليوم الاثنين على موقعها الإلكتروني - إلى أن من بين المصوتين، أيدت نسبة 2ر98% معارضة الحكومة لجهود تقاسم عبء اللاجئين، بيد أنه نظرا للإقبال الذي بلغت نسبته 9ر43% - أي أقل من نسبة 50% - كانت النتيجة لاغية، مما يعني أن أوربان لم يصل إلى حد تحقيق أهدافه.
ولفتت الصحيفة إلى أنه في البعض القليل من عواصم دول الاتحاد الأوروبي، سيكون هناك رضا بأن أوربان ونسخته الخشنة من "الديمقراطية غير الليبرالية" عانت ما يصفه بعض الخصوم أكبر انتكاسة لرئيس وزراء منذ مجيئه للسلطة في في 2010.
ونوهت الصحيفة إلى أنه في وقت يحاول فيه التكتل جاهدا العثور على إجابات لأزمة اللاجئين والمهاجرين في القارة الأوروبية، فإن نتيجة الاستفتاء تشير إلى وجود قيود على جاذبية برنامج سياسي يرسم صورة غاية في السوء – كما يحدث في مجر أوربان – عن المهاجرين ويولد مخاوف من تعرض "التحضر المسيحي" لاعتداء من "غزو إسلامي".
وقالت الصحيفة إن الانزعاج من أوربان بات أكثر عمقا في غرب أوروبا حيث أشار وزير خارجية لوكسمبورج، جين أسيلبورن، الشهر الماضي إلى أنه يتعين طرد المجر من الاتحاد الأوروبي بسبب تحايل الحكومة على القيم المشتركة للديمقراطية.
وأضافت الصحيفة أنه من جانبها، لم تكن حكومات بلجيكا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا معجبة بتوزيع حكومة أوربان ورقة استفتاء صنفت بعض المدن في بلادهم على أنها "مناطق ممنوع الذهاب إليها" بسبب سكانها المهاجرين.
وتابعت الصحيفة القول إن الهدف الأول لأوربان من الاستفتاء كان توضيح أن قوميته المحافظة المناهضة للمهاجرين تقود دعما حماسيا للمجتمع المجري حيث كان الانتصار سيعزز من هيمنته على المشهد السياسي في البلاد ويضعه في موقف جيد لإعادة الانتخاب بانتخابات البرلمان المجري عام 2018.
وأوضحت الصحيفة أن هدفه الثاني كان الفوز بشكل مقنع لكي يكون في موقف تفاوضي أقوى مع حكومات دول الاتحاد الأوروبي الأخرى فيما يتابع حملته لاكتساب حكومات الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي سلطات على حساب بروكسل، وهي الحملة التي اكتسبت وتيرة سريعة منذ تصويت الثالث والعشرين من يونيو الماضي في بريطانيا لترك الاتحاد الأوروبي حيث ألقى أوربان وغيره من الزعماء الأوروبيين بجزء من اللوم في هذه النتيجة على المبالغة في المبالغة بمركزية السلطة في بروكسل.
ورأت الصحيفة أن رئيس الوزراء المجري يخرج من التصويت بحالة ضعف سياسي داخليا وعلى ساحة الاتحاد الأوروبي، وإن كانت ليست نهاية الأمور بالنسبة له.