احتفلت وزارة الصحة والسكان، مساء أمس الثلاثاء، بيوم الكبد المصري في سفح الأهرامات بمسرح الصوت والضوء، بمشاركة منظمة الصحة العالمية وحضور عدد من الوزراء المصريين والصحة العرب، وجهات دولية، ومنظمات حقوقية وفنانين وإعلاميين وأساتذة جامعات، ومفتي الديار المصرية، وكافة قيادات وزارة الصحة والسكان، لعرض التجربة المصرية في علاج فيروس سي.
وقال الدكتور أحمد عماد وزير الصحة والسكان في تصريحات خاصة لبوابة أهل مصر على هامش مؤتمر يوم الكبد المصري أن الوزارة تسعى بكل جهد لتنفيذ توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي للقضاء على فيروس سي، وأنه اتخذ قرار بالإعتماد على العلاج المصري منذ بداية عام ٢٠١٥ في ضوء الوضع الاقتصادي المصري خاصة في ظل ارتفاع اسعار الدواء الأجنبي، وأنه واجه حربا ضروسا في بداية الأمر، وطفت شائعات تؤكد على أن الدواء المصري غير فعال، وأنه استعان بمنظمة الصحة العالمية منذ البداية والتي زارت المصانع التي تصنع أدوية فيروس سي لمعاينة مدى مطابقتها للمواصفات العالمية من عدمه، وفعالية الأدوية فأكدت المنظمة على فعاليتها.
ووقعت الصحة في أزمة تنظيم، وهي عدم توفير جهاز كمبيوتر أو تابلت أو أيباد لعرض المادة عليها والتي سيقرؤها وزير الصحة والسكان، واضطر مسئولوا التنظيم والمكتب الفني لوزير الصحة لأخذ أيباد الزميل الصحفي لبوابة أخبار اليوم حاتم حسني، وسألوه عن هل الجهاز متوافر فيه انترنت من عدمه، فقال لهم أنه يعتمد على تقنيه "الهوت سبوت" في هاتفه المحمول لتوصيل الانترنت لجهاز لأيباد، وهنا ترك لهم تليفونه لتدارك الأزمة وتوصيل الانترنت بالجهاز ثم تحميل المادة عليه لكي يلقيها الوزير خلال المؤتمر.
وقال د. يحي الشاذلي - مستشار وزير الصحة الفيروسات الكبدية - أن للوزارة تغير بروتوكولات علاج فيروس سي كل فترة من أجل صالح المريض المصري، وأن هناك ميكنة لعملية صدور قرارات علاج فيروس سي، وكانت الوزارة تستخرج ٥٠ قرار يوميا، والآن يصدر من ٦٠ إلى ٨٠ ألف قرار علاج لمرضى فيروس سي شهريا، وقال بأن وزارة الصحة خفضت سعر السوفالدي من ٢٢٠٠ جنيه إلى ٤٤٩ جنيه، ويساهم صندوق تحيا مصر في علاج ١٢٠ ألف مريض، ويمول الصندوق عملية المسح الشامل للطلبة الجدد الملتحقين بالجامعات حاليا، ووصل عدد الذين تم علاجهم ٨٣٦ ألف مريض بينهم ٢٥ ألف من الشرطة والجيش و٢٤٠ ألف بالتأمين الصحي، وقبل اكتشاف الدواء المصري ١٨٨ ألف مريض، وبعد تصنيع الدواء المصري تم علاج ٥٢٤ ألف مريض.
وقال د. أحمد عماد وزير الصحة والسكان في المؤتمر، بأنه تم الانتهاء من قوائم انتظار فيروس سي منذ يوم ٢٨ يوليو ٢٠١٦، ويتم علاج المرضى على نفقة الدولة، بمساهمة من منظمات المجتمع المدني والمؤسسات وصندوق تحيا مصر، وتم تخفيض سعر الدواء بعد ذلك ل ١٥٢٧ جنيها الكورس العلاج بالكامل، وكان المريض الواحد يكلف علاج ٩ آلاف جنيه بالدواء المصري، وتم زيادة مراكز العلاج من ٥٢ إلى ١٥٣ في مصر، لافتا إلى أن الوزارة في طريقها لتحقيق الحلم بالقضاء على الفيروس بحلول عام ٢٠٢٠، وستبدأ في إجراء مسح شامل لاكتشاف المصابين بالفيروس وعلاجهم.
وعرضت الاحتفالية فيلمين تسجيليين عن الالتهاب الكبدي الوبائي سي وبدء الإصابة به بسبب الحقن الزجاجية الغير معقمة منذ ستينيات القرن الماضي، وهو ما جعل مصر تتصدر دول العالم في العدوى، وفي ٢٠٠٦ تم إنشاء اللجنة العليا للفيروسات الكبدية، وعلاج ٣٥٠ ألف مريض بتكلفة ١٢ ألف جنيه للمريض الواحد حتى عام ٢٠١٤، باستخدام حقن الانترفيرون لمدة ٤٨ أسبوع وبنسبة شفاء ٤٠%، وعرضت جهود وزارة الصحة في العلاج، وأنه تم علاج ٥٤١٠٠ مريض بتكلفة ٩٦٠٠ جنيه للمريض بالسوفالدي المريض الواحد بنسبة شفاء ٩٠% في بداية استخدام العقاقير الجديدة، وفي ٢٠١٥ تم استخدام العلاج المصري فقط والاستغتاء عن الأجنبي، حيث أثبت فعالية بنسبة شفاء ٩٨%.
وعرض د. عمرو قنديل رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة والسكان، خطة الوزارة في مكافحة فيروس سي، وأن الوقاية لابد وأن تسير بتوازي مع العلاج من فيروس سي، وأن عام ١٩٩٦ كان معدل انتشار فيروس سي في مصر ١٤%، وفي ٢٠٠٩ في الفئة العمرية بين ١ و١٥ سنة بمعدا 5.%، وفي ٢٠٠٨ وصلت النسبة ٦.٨%، وأن من بين آليات مكافحة فيروس سي هي ترصد الالتهابات الكبدية والحقن الآمن وسلامة الدم والتطعيم ضد الالتهاب الكبدي، وإجراءات مكافحة العدوى، والبحث العلمي.
وقال إنه تم الحصول على عينات من ٢٦٠٤٧ ألف مصري أثناء إعداد المسح الصحي لعام ٢٠١٥، وأن متوسط انتشار فيروس سي في مصر بلغ ٤.٤% بين المصريين، ومع تقدم العمر يقل الانتشار إلى أقل من ١%، وكما ارتفع العمر زادت الإصابات، وأن محافظة المنوفية كانت بها أكبر معدلات للإصابة، وقلت نسب الإصابة بين مسحي ٢٠٠٨ و٢٠١٥، بنسبة ٢.٥%، ويقدر عدد المصابين في مصر بفيروس بي ٨٠٠ ألف مريض، ويوجد 3.6 مليون مريض بفيروس سي، ويتوافر الطعم بالمجان في كافة المنشآت الصحية، ويوجد أكثر من ٢٠٠ ألف جرعة تطعيم في ٢٢٨ مكتب صحة في مصر.
وأشار إلى تدريب العاملين على الحقن الآمن، وإدراج الحقن ذاتية التدمير التي لا يمكن إعادة استخدامها من عام ٢٠٠٧ ضمن التطعيمات، وهناك تحليل لكل أكياس الدم الجديدة للكشف عن فيروسي بي وسي، وإنشاء مراكز لترصد المرض داخل المستشفيات، وتحديث الدليل القومي بمكافحة العدوى، ورفع نسب مكافحة العدوى من ١٩% عام ٢٠٠٣ إلى ٦٨% عام ٢٠١٦، وقال بأن مصر هي أول دولة في شرق المتوسط تصل في معدلات الإصابة بفيروس سي بين الأطفال لأقل من ١%، وهناك مسح شامل للكشف عن المرض لفئات هي المرضى بالأقسام الداخلية بالمستشفيات والمسافرين والمساجين والطلبة والموظفين.