بعد اتهام "ميركل" بالخيانة.. ألمانيا تنشئ إسلامًا خاصًا بها بحلول 2017

انجيلا مريكيل واللاجئين

بعد أن واجهت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اتهامات بالخيانة خلال احتفالات الوحدة، حيث طالب عدد من الأمانيين بـ"مناهضة أسلمة الدولة" في صيحات فاضت بالعنصرية، في االحتفالية التي أقيمت أمام كنيسة فرانكوشورية، بمدينة دريسدن بعد أن دعت ميركل عدد من المسلمين لحضور الاحتفال لتعلو الأصوات المطالبة بـ"رحيل ميركل".

وما بين تصريحات ميركل حول الهجرة واللاجئين وضرورة تقنينها، ومواءمة أوضاع المسلمين في ألمانيا، ذكرت صحيفة "إيزفيستيا" أن أنجيلا ميركل لديها برنامج بشأن تكييف الإسلام للقيم الليبرالية الألمانية؛ مشيرة، إلىأن برلين تطلق برنامجًا لتحرير الدين.

الصحيفة قالت في مقالها، إنه على أعتاب الانتخابات البرلمانية في ألمانيا عام 2017، بدأت حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل العمل ببرنامج لتكييف الدين الإسلامي مع القيم الليبرالية الألمانية، وذلك لأن تدفق اللاجئين أدى إلى انخفاض شعبية ائتلاف "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" "الاتحاد الاجتماعي المسيحي" الحاكم، وإلى التوترات الاجتماعية، مؤكدة أن السلطة الحاكمة في ألمانيا تهدف بهذه المبادرة إلى تحسين الأوضاع.

وبحسب ما نقلته الصحيفة، صرح مصدر في حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" بأن "الإسلام الألماني" – هو المشروع الأكثر ضخامة وطموحًا للحكومة الألمانية على مدى السنوات العشر الأخيرة، وتعود فكرة طرح البرنامج إلى الائتلاف الحاكم، حيث تجري وراء الكواليس مناقشة الخطوط العامة للبرنامج التكاملي، الذي ستعمل عليه عدة وزارات مثل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ومؤسسات أخرى، ولكن الدور الرئيس سيكون لوزارة الداخلية.

وذكرت الصحيفة أنه بحسب رأي المبادرين، سيبدأ العمل بهذا البرنامج خلال النصف الأول من عام 2017.

وكان وزير المالية، عضو الائتلاف الحاكم فولفغانغ شويبله قد طرح على الحكومة الألمانية مسألة ضرورة إنشاء ودعم "الإسلام الألماني"، حيث يجب وفق رأيه أن يعتمد على القيم الليبرالية المميزة للثقافة الألمانية، مثل التسامح والحرية. واعترف الوزير الألماني بأن زيادة تعداد المسلمين في ألمانيا هو تهديد للبلاد لأنهم "من ثقافات مختلفة تماما". ويُذكر أن ميركل قالت في وقت سابق إن "الإسلام يدخل في طبيعة ألمانيا"، ما تسبب في توجيه انتقادات شديدة للمستشارة.

أما ممثلو حزب "البديل لألمانيا"، فهم غير واثقين من احتمال اندماج هذا العدد الكبير من اللاجئين بالمجتمع الألماني. يقول رئيس الحزب ماركوس فرونماير إن الإسلام ملزم بالتكيف مع الثقافة الألمانية، إذا كان يريد الإقامة في ألمانيا، وإن ما طرحه وزير المالية دليل على أن غالبية المسلمين في ألمانيا غير ليبراليين، أي لا تهمهم القيم الألمانية. لذلك لا ينبغي لألمانيا السماح لهم بدخول أراضيها.

وبحسب رأي المحلل السياسي الألماني ألكسندر رار، منذ زمن يطرح الائتلاف الحاكم فكرة وضع برنامج لتقريب الإسلام والقيم الألمانية على أساس ليبرالي. والحديث يدور حول تحديث الإسلام وتحريره، كما حصل مع المسيحية. فالقيم العامة والليبرالية لدى الحزب الحاكم أعلى من الدين. وهم واثقون من إمكانية تحرير الإسلام وتقريبه من القيم الألمانية. ولكن من جانب آخر هناك من يعتقد بأن تحقيق هذا أمر صعب جدا.

من جانبه، يقول المحلل السياسي من مركز الدراسات الألمانية في معهد أوروبا ألكسندر كامكين، وفقًا لما نقلته "روسيا اليوم" إن فكرة "الإسلام الألماني" قديمة، ولكن ضرورة تحقيقها برزت حاليا، إذ إن في المدن الألمانية الكبيرة منظمات إسلامية تعدُّ معقلا للوهابية، وهذا يشكل خطورة جدية على أمن المواطنين، وعلى هذه الخلفية تتسع شعبية حزب "البديل لألمانيا" الذي يعلن صراحة عن ضرورة وقف تدفق اللاجئين. ويضيف كامكين أن ميركل والائتلاف الحاكم بحاجة إلى مشروع ناجح في مسألة اللاجئين.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً