لم يفوزوا بجائزة نوبل للسلام 2016 رغم ترشيحهم لها، ونالها الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس، بعد أن نافسه عليها أصحاب "الخوذ البييضاء".
من هم فريق الخوذ البيضاء؟
"الخوذ البيضاء" هم عناصر الدفاع المدني، هم خبازون، وأطباء، ونجارون وطلاب سوريون، يبلغ عددهم نحو ثلاثة آلاف متطوع، وهي مجموعة من الناشطين في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في سوريا، حصلوا على إشادة عالمية بتضحياتهم بعدما تصدرت صورهم وسائل الإعلام حول العالم وهم يبحثون عن عالقين تحت أنقاض الأبنية أو يحملون أطفالاً مخضبين بالدماء إلى المستشفيات.
بدأت المنظمة العمل في العام 2013 بعد تصاعد حدة النزاع الدامي الذي بدأ بحركة احتجاج سلمية في آذار/مارس 2011 قمعها النظام بالقوة. وتسبب النزاع بمقتل أكثر من 300 ألف شخص وبنزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
منذ 2014، بات متطوعو المنظمة يعرفون باسم "الخوذ البيضاء" نسبة إلى الخوذ التي يضعونها على رؤوسهم. في العام 2016، انضمت 78 متطوعة بعد تلقيهن تدريبات في الرعاية الطبية وعمليات البحث والإنقاذ الخفيفة، إلى الدفاع المدني السوري.
"حياة الإنسان الجائزة الكبرى"
قال رئيس المنظمة رائد الصالح، إن أفضل جائزة يحصل عليها متطوعو المنظمة تكون عند "إنقاذ حياة إنسان"، مضيفاً "هذا الإنجاز يغنينا عن كل الجوائز الأخرى".
وتابع "صالح" في تصريحات نقلتها "أ ف ب": "إننا سعيدون بأن ثمة بلداً آخر انتهت فيه الحرب (في إشارة إلى كولومبيا)"، وهذا "يمنحنا أملاً بان يكون دورنا في المستقبل لتنتهي الحرب".
عدد من مقاطع الفيديو، غزت مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر إنسانية "الخوذ البيضاء" في كل مرة تحول غارة تنفذها قوات النظام أو حليفته روسيا مبنى من طوابق عدة إلى ركام، يهرع عناصر الدفاع المدني إلى الموقع المستهدف. يتسلقون الركام أو يبحثون بأيديهم وما توفر لهم من معدات تحت الأنقاض عن ناجين محتملين أو جثث ضحايا، وآخرها فيديو تظهر متطوعاً آخر في الدفاع المدني وهو يحمل الطفلة وحيدة معتوق (أربعة أشهر) ويبكي داخل سيارة إسعاف بعد إنقاذها من تحت أنقاض مبنى استهدفته غارة في مدينة إدلب (شمال غرب).
ويقول المتطوع وهو يضم الطفلة التي أصيبت بجروح في جبينها "عملنا ساعتين لإنقاذها، وبإذن الله ستبقى حية".
نوبل بديلة لرعاة الإنسانية"منحت المنظمة السويدية الخاصة "رايت لايفليهود" الشهر الماضي جائزتها السنوية لحقوق الإنسان والتي تعد بمثابة "نوبل بديلة" إلى متطوعي "الخوذ البيضاء"، مشيدة "بشجاعتهم الاستثنائية وتعاطفهم والتزامهم الإنساني لإنقاذ المدنيين من الدمار الذي تسببه الحرب الأهلية".
وحصدت المنظمة دعماً من عدد كبير من المشاهير بعد التداول باسمها لنيل جائزة نوبل للسلام، كما أنها محور فيلم وثائقي قصير على خدمة "نتفليكس" للأفلام وأشرطة الفيديو على الإنترنت.
"من يرعى أصحاب الخوذ"
أفاد تقرير "أ ف ب" أن عددًا من المتطوعين في المنظمة تلقوا تدريبات في الخارج، قبل أن يعودوا إلى سوريا لتدريب زملائهم على تقنيات البحث والإنقاذ.
وتتلقى المنظمة تمويلاً من عدد من الحكومات بينها بريطانيا وهولندا والدنمارك وألمانيا واليابان والولايات المتحدة، كما تصلها تبرعاتٌ فردية لشراء المعدات والتجهيزات وبينها الخوذ البيضاء التي تبلغ كلفة كل واحدة منها 144,64 دولاراً.