"فيه أكتر من 20 مليون إنسان محرومين من التعليم.. كان ممكن يكون أنا أو أنت"، "رجع نبض الحياة في بيت أسرة في الصعيد وساعد مع مصر الخير في تقديم وصلة مياه نضيفة عشان حكايتهم كل يوم تتغير للأحسن"،"صدقتك الجارية أنت وأصحابك هتكتب بيها بداية جديدة في حكايتهم كل يوم لما تخصص تبرعك علي حساب 100100 لتوصيل المياه لـ 270 ألف مستحق في 16 قرية في الصعيد "، "تخيل أن 50 ألف جنيه هيساهموا في توصيل المياه لقرية كاملة في الصعيد ويروي عطش آلاف المستحقين!، الحلم مش بعيد"، تلك هي الشعارات التي ترفعها مؤسسة مصر الخير ولكنها لا تحمل نفس المعني الموجهة به، بحسب مراقبين.
استطاعت المؤسسة في الآونة الأخيرة أن تصدر المشهد السئ لصورة مصر المحروسة فلم ترفع شعارات ولا صور دون أن تظهر صورة المصريين الفقراء، ويقول خبراء إن المؤسسة لم تفطن ولو مرة أن الإعلانات الموجهة إلى القنوات الفضائية غير المصرية تحمل الكثير والكثير من السموم التي تضر بمصر ولن تفيدها في وقت تحاصر فيه الازمات الاقتصاد المصري.
سعت "مصر الخير" في الآونة الأخيرة إلى اظهار الجانب السئ للحياة في مصر، ولم تع الرقابة على تلك الإعلانات أن تلك المؤسسة تحارب الاقتصاد المصري وتضرب السياحة المصرية، في حين تم وقف أحد البرامج الإعلامية على خلفية الفيديو المعروف إعلاميا بفيديو سائق التوكتوك.
تلك الإعلانات تسببت في انتهاك حقول الانسان وتكلفت الكثير والكثير من الأموال وملايين الجنيهات المهدرة الي جانب استغلال الأطفال وأوجاع الفقراء في المتاجرة لجمع التبرعات، ويرى الخبراء أن تلك الإعلانات تعد نوعا من أنواع التبذير وكسب المال بطريق غير شرعي ففي الظاهر يسعي القائمون عليها إلى مصلحة الفقراء والمحتاجين في حين أن المقصود من ورائها مصلحة شخصية فقط.
وفي هذا الإطار قالت الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي، إن الإعلانات الخاصة بالتبرعات وجمع الأموال ما هي إلا طريقة للمتاجرة بالفقراء ولا بد من محاربة تلك الإعلانات التي دائما ما تظهر المصريين فقراء ويعانون المرض ونقص الخدمات خاصة في أماكن الصعيد والأرياف.
وأضافت "الشوباشي" أن إعلانات مصر الخير لابد وان تنادي بالتفاؤل سواء من ناحية محاربة الفقر أو حتى المرض فمصر لا يوجد بها طوابير من الأطفال والسيدات تبحث عن الطعام والشراب دائما ولكن ما يحدث في سوق الإعلان هو قيادة من اسخاص غير مؤهلين في المجال الإعلامي.
وأكدت الكاتبة الصحفية أن المصريين ليسا محرومين كما تظهر مؤسسة مصر الخير، ولكن ما يحدث هو انتهاك صريح لحقوق الإنسان.
ومن جانبه، أكد الدكتور محمد وهدان، رئيس قسم الصحافة والإعلام بجامعة الأزهر، أن عرض صور غير حقيقية للجوعى والفقراء في مصر يعد نوعا من أنواع استغلال ضعف تلك الفئة وتضليل من أجل التربح.
وأضاف "وهدان" أن ما يحدث هو استهزاء لعقول المصريين كما ان تلك الصورة الغير حقيقية تسئ لشعور الفقراء في مصر والقاعدة الدينية تقول إنه لا ضرر ولا ضرار فالجميع يعرف أن هناك زكاة وتصدق لأننا بلد إسلامي.
وعلى الجانب الآخر، طالب الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة بضرورة الكشف عن ميزانيات تلك المؤسسات وعلي رأسها مصر الخير، إلى جانب حجم الإيرادات اليت تحصلت عليها طوال الفترة الماضية ويكون ذلك من خلال وسائل الاعلام في اطار الشفافية والمصداقية.
وأضاف العالم أن ما يحدث هو إساءة قوية لصورة مصر أمام العالم عبر قنوات فضائية تتربح ماليا من الغلابة فيتم استخدام الأسلوب المآسوي في عرض الازمة من اجل المكسب الأكبر.