لا تزال الأزمات المتكررة تلاحق العملية التعليمية، فلم تمر إلا شهورا قليلة من انتهاء أزمة امتحانات الثانوية العامة، إلا وظهرت أزمة الكتب المدرسية، وعدم توفرها فى بعض المدارس منها “ الخديوى إسماعيل، ومدارس السيدة، وأم الأبطال بالهرم، والشهيد أحمد حمدى، ومدارس الإيمان، وغيرها حتى الآن، بعد مضى شهرا كاملا من بداية العام الدارسى الحالى.
اشتكى عدد من أولياء الأمور بكثير من المدارس الحكومية، من عدم توافر الكتب المدرسية، ومن ثم عدم قدرة أبناءهم على مراجعة المنهج بشكل سليم بالتوازى مع شرح المدرسين، مما انتاب العديد منهم القلق والاضطراب مع اقتراب امتحانات الشهر ونصف العام.
وكشفت غرفة صناعة الطباعة والورق التابعة لاتحاد الصناعات المصرية، عن أزمة تتمثل فى عدم توافر الكتب المدرسية الخاصة بالعام الدراسى الحالى، نظرا لعدم قدرة المطابع المختصة بطباعة الكتب المدرسية، على استمرار طباعة الكتب نظرا لارتفاع سعر الدولار بنسبة 13% بالسوق الرسمى، و40% بالسوق السوداء، مما تسبب فى ارتفاع أسعار الخامات المستخدمة بالطباعة أكثر من 80%، وهو ما لا يعوضه المبلغ المتعاقد عليه بمناقصة وزارة التربية والتعليم.
وأكدت الغرفة أن هذا الأمر يهدد تلك المطابع بالتوقف لعدم قدرتها على الإيفاء بالتزاماتها بطباعة الكتب الدراسية، بما يعنى عدم توافر أكثر من 40% من كتب الفصل الدراسى الأول فقط، مع عدم طباعة كتب الفصل الدراسى الثانى، وهو ما يشكل كارثة تهدد العام الدراسى.
وأشارت منى عبدالرحمن، إحدى أولياء الأمور، إن نجلها لم يحصل على جميع الكتب الدراسية، مشيرة إلى أنه حصل فقط على 4 كتب من واقع 8 كتاب، مؤكده أن الجميع يستاء من الأزمة الحالية، وأنها تضر بمستقل الطلاب وقدرتهم على التحصيل والمراجعة مع شرح أساتذتهم.
وتابع محمد السيد، أحد طلاب الصف الثانى الثانوى، أن هناك أزمة فى تسليم جميع الكتب المدرسية، حيث لم يحصل حتى الآن على كتاب الأحياء واللغة الأجنبية الثانية، مؤكدا أن هناك وعود من المدرسة بحل الأزمة وتسليم الكتب خلال أيام.
وأشارت مريم بدر، إحدى طالبات الصف الثالث الإعدادى بمدارس أم الأبطال بالهرم، أنه لم يتم تسليم كتاب الماس وساينس سنة رابعة والإنجليزى، وقالت رانيا لاشين، إنه لم يتم تسليم كتب 2 ابتدائى و5 ابتدائى رياضة وعلوم بمدرسة ليسيه مصر الجديدة.
وفى سياق متصل قال أحمد جابر، نائب رئيس مجلس إدارة غرفة صناعة الطباعة، أن نسبة ما تم طباعته من الكتب الدراسية للعام الدراسى المقبل، للفصل الدراسى الأول فقط، لا تتعدى 25% فقط من المطلوب طباعته.
وأضاف فى تصريحات خاصة لـ”أهل مصر”، أنه فى حال استمرار تلك الأزمة لن تتعدى نسبة الكتب الدراسية من 30 لـ40% فقط من كتب الفصل الدراسى الأول، مع عدم توفر كتب الفصل الدراسى الثانى نهائيا.
وأعلنت وزارة التربية والتعليم، فى بيان لها، أن الأزمة تكمن فى حالات فردية ومناطق بعينها، مؤكدة أن طباعة الكتب مستمرة ولا توجد مطابع توقفت بسبب أزمة ارتفاع أسعار الدولار، موضحًا أن نسبة ما تم توريده لمخازن الكتب بالقطاع بمنطقتى فيصل وأكتوبر وصل قرابة 55%.
وكان قد دشن عدد من الطلاب وأولياء الأمور حملة إلكترونية موسعة ضد الدكتور الهلالى الشربينى، وزير التربية والتعليم، بسبب أزمة تأخر تسليم الكتب الدراسية للطلاب، فعلى الرغم من مرور شهرا على بداية الدراسة وتأكيدات الوزير بالانتهاء من تسليم جميع الكتب للطلاب فى أول أسبوع للدراسة، اشتكى عدد من أولياء الأمور بعدم تسلّم الكتب الدراسية حتى الآن.