أعرب برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة عن القلق المتزايد بشأن تدهور الأمن الغذائي في اليمن وارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال وخاصة في المناطق التي يصعب الوصول إليها.
وأوضحت عبير عطيفة المتحدثة باسم المكتب الأقليمى لبرنامج الأغذية العالمى أن فريقا رفيع المستوى من البرنامج زار أحياء فقيرة في اليمن مؤخرا وتحدث أفراده مع الأسر والسلطات المحلية في محافظة حجة بشمال غرب البلاد ومحافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر في الغرب وزاروا المستشفيات والمراكز الطبية وشاهدوا الكثيرين من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية والقادمين من مناطق نائية.
وقالت عطيفة في حديث لإذاعة الأمم المتحدة إن الوضع الإنساني في اليمن في غاية السوء ومعدلات سوء التغذية بين الأطفال مستمرة في الارتفاع وفي بعض المحافظات وصلت معدلات سوء التغذية بين الأطفال إلى أكثر من 30%.. مشيرة الى أنه عندما تصل النسبة إلى 15% تعتبر هذه حالة طوارئ.
وأضافت في حديثها الذى أورده مركز أنباء الأمم المتحدة أن الكثير من الأسر حتى أصحاب الدخل المتوسط اشتكت لأعضاء الفريق من معاناتها في الحصول على الغذاء بصورة يومية في ظل توقف المرتبات وعدم قدرتها على العثور على فرصة عمل وأصبحت مهددة بالوقوع في براثن الجوع.
من جانبه، قال مهند هادي المدير الإقليمي للبرنامج أن الصراع في اليمن يخلف آثارا مدمرة وخاصة على الضعفاء من النساء والأطفال، وإن الجوع يزداد كل يوم وإن الناس استنفدوا كل سبل البقاء وأصبح الملايين لا يستطيعون البقاء على قيد الحياة دون مساعدة خارجية.
وأضاف هادي أن برنامج الأغذية العالمي يحتاج إلى 257 مليون دولار لتوفير المساعدات الغذائية للمحتاجين حتى شهر مارس المقبل.
في سياق متصل، أوضح تقرير لوزارة التخطيط والتعاون الدولى اليمنية أن نسبة انعدام الأمن الغذائي في اليمن وصلت الى 51% من عدد السكان في شهر يونيو الماضى بسبب تداعيات الحرب.
وأشار التقرير إلى أن اليمن قبل الصراع الأخير كان يشهد أحد أعلى معدلات سوء التغذية في العالم والتي وصلت نسبتها إلى 44.5 % في عام 2011 بسبب التداعيات السلبية التي رافقت عملية التغير السياسى.
وأضاف أن المسح الشامل للأمن الغذائي في اليمن خلال هذا العام أظهر أن 51% من السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي بزيادة 33 % عن عام 2014، مشيرا إلى أنه على الرغم من أن البلاد لم تدخل في مرحلة الجوع إلا أن هناك مناطق في الحديدة مثل مديريتى التحتيا والخوخة وصلت إلى حد مرحلة المجاعة.
وذكر التقرير أنه طبقا لتصنيف المؤسسات الدولية لانعدام الأمن الغذائي والذى يصل لخمسة مراحل يوجد حوالى مليون نسمة في اليمن دخلوا المرحلة الخامسة التي تسبق المجاعة.
وأشار إلى أن وجود تفاوت في درجات انعدام الأمن الغذائي بين المحافظات اليمنية فقد دخلت 9 محافظات مرحلة الطوارئ وهى المرحلة الرابعة باعتبارها الأشد تضررًا وتحتاج إلى معونات طارئة منقذة للحياة وهى الضالع ولحج وأبين وشبوة وصعدة وتعز وحجة والحديدة والبيضاء و10 محافظات دخلت مرحلة الأزمة وهى المرحلة الثالثة وتحتاج الى معونات عاجلة للحد من فجوات استهلاك الغذاء وسوء التغذية وهى عدن وعمران وذمار وصنعاء العاصمة والأمانة وإب ومأرب وريمة والجوف والمحويت فيما دخلت 3 محافظات مرحلة الشدة وهى المرحلة الثانية من انعدام الأمن الغذائى وهى حضرموت والمهرة وسقطرى والتي لم تتضرر من الحرب الدائرة في البلاد.
وأوضح التقرير أن اليمن جاء في المركز السادس ضمن أفقر 6 دول من أصل 118 في تقرير الجوع العالمى لعام 2016 ومن المؤكد أن أزمة السيولة التي تفاقمت في اليمن خلال الأشهر الأخيرة ستزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية في البلاد.