يحتفل النجم الدولى الأرجنتينى الأسبق وأحد أعظم من لمس الكرة على الإطلاق عبر التاريخ دييجو أرماندو مارادونا غداً يوم الأحد 30 أكتوبر 2016 بعيد ميلاده الـ 56 .
ولد مارادونا فى 30 أكتوبر من عام 1960 بمدينة لانوس الارجنتينية الواقعة بـ جنوب العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس لـ عائلة فقيرة ، وكان الأبن الأكر الأكبر بعد ثلاث بنات ، ويكبر أخويه هيوجو ، وإدواردو اللذان كانا لاعبان محترفان أيضاً .
فى سن العاشرة برزت موهبة الأسطورة الارجنتينية وبشدة وهو بسن العاشرة عندما كان يلعب لفريق إستريلا روجا الأرجنتينى ، لينتقل بعد ذك لفريق أرجنتينوس جونيورز فى الفترة بين عامى 1974 ، 1977 فى صفوف فرق الناشئين والشباب ، ثم يشارك بنفس الفريق كلاعب محترف حتى عام 1981 ، وتمكن مارادونا من تسجيل 115 هدف بقميص أرجنتينوس من إجمالى 167 مباراة شارك فيها مع الفريق ، وفى عام 1981 إنتقل النجم الأرجنتينى إلى صفوف بوكا جونيورز مقابل مليون جنيه إستيرلينى ولعب مع الفريق الأرجنتينى الكبيرة لمدة نصف موسم ، وتمكن من تحقيق لقب بطولة الدورى الأرجنتينى الممتاز .
وكانت النقلة الكبرى فى حياة مارادونا عام 1982 عندا شارك رفقة منتخب بلاده فى بطولة كأس العالم ، وتمكن المنتخب الأرجنتينى حامل اللقب خلال تلك البطولة من الصعود إلى الدور الثانى ، إلا أنهم سقطوا أمام المنتخب البرازيلى وخرجوا من البطولة مبكراً ، ولفت مارادونا أنظار كبرى الفرق الأوروبية بعد مستوا الكبير والمبهر خلال البطولة ، إذ أنه تمكن من إحراز هدفين أمام المنتخب المجرى فى تلك البطولة .
بعد نهائيات كأس العالم 1982 انتقل مارادونا إلى برشلونة وتم تحطيم الرقم القياسي العالمي في ذلك الوقت ب 5 ملايين جنيه استرلينى كأكبر صفقة من الناحية المادية ، وخلال عام 1983 وتحت قيادة المدرب سيزار لويس مينوتي فاز برشلونة بكأس ديل ري (مسابقة الكأس الوطنية الإسبانية) بفوزه على ريال مدريد، وكأس السوبر الإسبانية بفوزه على أتلتيك بلباو ، ومع ذلك عاش مارادونا أحد أصعب فتراته على الإطلاق خلال مسيرته الكروية ، حيث عانى النجم الأرجنتينى من مرض الإلتهاب الكبدى الوبائى ، ثم بكسر في الكاحل الناجم بعد إحتكاكه بـ الإسباني أندوني جويكيوتكسيا لاعب اتلتيك بيلباو هددت بإنهاء مسيرته ، وخلال عام 1984 حدثت العديد من الخلافات الكبرى بين مارادونا و خوسيه لويس نونيز رئيس نادى برشلونة ، وهى الخلافات التى ألقت ألقت بـ مارادونا خارج أسوار النادى الكتالونى ، لينتقل بعدها إلى صفوف نابولى الإيطالى محطماً رقماً قياسياً جديداً فى قيمة صفقة إنتقاله مقابل 6.9 مليون إستيرلينى .
وفي نابولي، وصل مارادونا إلى ذروة حياته المهنية وسرعان ما أصبح النجم المعشوق بين جماهير النادي، وحقق مارادونا مع نابولى خلال هذا الوقت النتائج الأكثر نجاحاً فى تاريخ النادى الإيطالى ، وفاز نابولي بقيادة مارادونا بدوري الدرجة الأولى الإيطالي الوحيد للبطولة الإيطالية في عامى 1986/87 ، و 1989 1990، وحققوا الترتيب الثاني في الدوري مرتين، في 1987/88 و 1988/89 وحقق نابولى القاباً آخرى في عهد مارادونا وهى كأس إيطاليا في عام 1987، والمركز الثاني في البطولة نفسها في عام 1989، كما حاز نابولي على بطولة كأس الاتحاد الأوروبي في عام 1989 ، وكأس السوبر الإيطالية عام 1990، وكان مارادونا هدافاً لدوري الدرجة الأولى الإيطالى " الكالتشيو " بهذا التوقيت .
وخلال تلك الفترة التي قضاها مارادونا في إيطاليا، زادت مشاكل مارادونا الشخصية. وواصل إستخدامه الكوكايين والماريجوانا، وغرم في الولايات المتحدة ب 70،000 $ ، وواجه فضيحة أخرى في إيطاليا لعلاقته بإمرأة وابنا غير شرعي ، كما كان مارادونا يرتبط بعلاقة صداقة قوية مع عصابة المافيا الإيطالية الشهيرة كامورا التى كانت سبباً رئيسياً فى مشاكله التى كان يعانيها مع المخدرات .قاد مارادونا المنتخب الأرجنتيني الوطني إلى الفوز في كأس العالم 1986 لكرة القدم بالفوز في النهائي في المكسيك ضد ألمانيا الغربية بنتيجة 3 – 2 ، وشاك مارادونا فى جميع مباريات المنتخب الأرحنتينى خلال تلك البطولة ، وسجل 5 أهداف وصنع 5 أهداف آخرى ، كما إشتهرت في تلك البطولة حادثة إحراز مارادونا لهدف بيده في مباراة منتخب الأرجنتين أمام منتخب إنجلترا ، وبالرغم من أن الحكم إحتسب الهدف، إلا أن الإعادة التلفزيونية أظهرت لمسة اليد الواضحة من جانب مارادونا .
وبعد 25 عاما من هذه الواقعة طالب الحارس الإنجليزي بيتر شيلتون من مارادونا الاعتذار على ما بدر منه ولكنه رفض أن يفعل وقال وقتها : " أن هذه كانت هدية من الله ولم أفعل شيئا يدعو للاعتذار " .
وصل مارادونا مع منتخب بلاده أيضاً في كأس العالم عام 1990 إلى المباراة النهائية، إلا أن فريقه خسر أمام منتخب ألمانيا الغربية بنتيجة 1 - 0 في المباراة النهائية بضربة جزاء مشكوك بأمرها في الدقيقة 85. وكانت تمريرته في المباراة ضد البرازيل في الدور الثاني لزميله كلاوديو كانيجيا سببا لاقصاء البرازيل المرشحة لاحراز اللقب وتعرض مارادونا إلى إصابة قوية في الكاحل خلال تلك البطولة وأثرت تلك الإصابة على على أدائه كثيراً وكان مستواه أقل بكثير من البطولة الماضية .
في الدور ربع النهائي، واجهت الأرجنتين يوغوسلافيا، وانتهت المباراة 0-0 بعد 120 دقيقة، لتفوز بها الأرجنتين بضربات الترجيح، ومجددا قابلت الأرجنتين الدولة المضيفة المنتخب الإيطالي في نصف النهائي وانتهت المباراة بفوز الأرجنتين بركلات الترجيح بعد التعادل 1-1، وخسرت الأرجنتين 1-0 أمام منتخب ألمانيا الغربية فى نهائى بطولة كأس العالم ، والهدف الوحيد كان من ركلة جزاء عن طريق أندرياس بريمه في الدقيقة 85 إثر خطأ مثير للجدل من المدافع الأرجنتيني ضد المهاجم الألماني رودي فولر .في نهائيات كأس العالم 1994 لكرة القدم لعب مارادونا مباراتين فقط، وسجل هدفا واحدا ضد اليونان، قبل إعادته إلى بلاده بعد ثبوت تعاطيه المنشطات .
وتم إيقاف مارادونا لمدة 15 شهراً بسبب تعاطيه الكوكايين، ليلعب في صفوف نادي إشبيلية خلال موسم (1992/1993)، ونيويلز أولد بويز عام (1993)، وبوكا جونيورز (1995 إلى 1997) إلى أن أعلن اعتزاله في 30 أكتوبر من عام 1997 .وعلى المستوى التدريبى تولى مارادونا تدريب المنتخب الأرجنتينى منذ 29 أكتوبر من عام 2008 حتى تمت إقالته من تدريب التانجو بعد الخروج من دور الـ 8 على يد الماكينات الألمانية بعد الخسارة المذلة أمام الألمان برباعية نظيفة .وفى عام 2011 تولى مارادونا تدريب نادى الوصل الإماراتي ، ووصل معه لنهائي الاندية الخليجية وتحقيق المركز الثاني قبل أن تقيله إدارة الوصل في عام 2012 وتعيين الفرنسي برونو ميتسو بدلاً منه .