يُعد "جون آدامز" هو أول من تولى منصب نائب الرئيس في الولايات المتحدة الأمريكية، كما أنه ثاني رؤساء الولايات المتحدة، والذي تولى الرئاسة فيها من عام 1797 إلى عام 1801، كما أنه والد الرئيس الأمريكي السادس جون كوينسي آدامز.
ولد "جون آدامز" في 30 أكتوبر 1735 ببلدة كوينسي بماساتشوستس، حيث كان والده مزارعًا واسمه أيضًا "جون"، كان من الجيل الرابع المنحدر من "هنري آدامز"، الذي هاجر من ديفون في إنجلترا إلى "ماساتشوستس"، ووالدته اسمها سوزان بويلستون آدامز.
وتزوج "آدامز" الآنسة أبيجيل سميث، ابنة كاهن تجمعي في ويموث، ماساتشوستس، وكانت امرأة ذات مهارة كبيرة، ورسائلها المكتوبة بأسلوب إنجليزي ممتاز هي ذات قيمة عظيمة إلى طلاب الفترة التي عاشت فيها.
تخرج "آدامز" من جامعة هارفارد عام 1755م، ودرس في مدرسة بورسستر فترة كما درس القانون في مكتب روفوس بوتنام وفي 1758م دخل "آدامز" مجال المحاماة.
ولم يكن لدى "جون آدامز" مقومات القائد الشعبي، مثل التي كانت ملحوظة جدًا لدى ابن عمه "صامويل آدمز" فقد كان محاميًا دستوريًا وأثر على سير الأحداث وقد كان متهورا وحادا وعنيفا في أغلب الأحيان، شجاعا لا يتردد، بعدها كرس نفسه بالكامل إلى قضية الاستقلال؛ لكن زهوه وكبرياءه ومخاصماته الغريزية كانت عوائق جدية له في مهنته السياسية وهذه الصفات ظهرت خصوصا في فترات لاحقة.
وينتمي جون آدامز إلى الحزب الفيدرالي، حيث يُعد "آدامز" هو أول رئيس أمريكي يقيم في البيت الأبيض حيث مارس من خلاله عمله منذ عام 1800م، كما نضال من أجل استقلال بلاده، فضلًا عن مشاركته في صياغة وثيقة الاستقلال وذلك عام 1776م، كما كان "آدمز" رجل دولة، دبلوماسي، ومن أوائل الداعين للاستقلال الأمريكي عن بريطانيا العظمى.
كان "جون آدامز" عُيّن وزيرًا مفوضًا لدولته الناشئة لدى البلاط البريطاني عام 1785، قبل أن يصبح نائبًا للرئيس الأمريكي عام 1789 فكان بذلك أول من تولى هذين المنصبين في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
وكان جون "آدامز" عضو الكونجرس القاري من 1774 إلى 1778، وفي يونيو 1775 ساند ترشيح "واشنطن" كقائد عام للجيش مع نظرة لترويج اتحاد المستعمرات وكان تأثيره في الكونغرس الأمريكي عظيمًا.
وفي 7 يونيو 1776 ساند القرار المشهور المقدم من قبل ريتشارد هنري لي بأن "تلك هذه المستعمرات لها الحق بأن تكون حرة ومستقلة"، ولم يدافع أحد عن هذه القرارات (التي تم تبنيها في 2 يوليو) بشكل بليغ وعملي أمام الكونجرس مثل "آدامز".
وفي 8 يونيو تم تعيينه في لجنة مع جيفرسون وفرانكلين وليفنغستون وشيرمان لصياغة إعلان الاستقلال الأمريكي؛ وبالرغم من أن تلك الوثيقة كانت بطلب اللجنة قد كتبت من قبل توماس جيفرسون، فقد كان جون آدامز هو الذي احتل المكان الأول في النقاش وقبل هذا وضع آدامز على رأس مجلس الحرب والمدفعية، وخدم أيضا في العديد من اللجان المهمة الأخرى.
واختير "آدامز" في 27 سبتمبر عام 1779 كوزير مفوض للتفاوض في معاهدة للسلام وأخرى تجارية مع بريطانيا العظمى ولم تكن الظروف عندها مناسبة للسلام؛ علاوة على ذلك فالحكومة الفرنسية لم توافق على الاختيار، بما أن آدامز لم يكن بالمرونة والسلاسة الكافية وكانوا في البداية مرتابين من الكونت فيرجين؛ وبعد ذلك تم تعيين بنجامين فرانكلين وتوماس جيفيرسن وجون جاي وهنري لورنز ليعاونوا آدامز.
وفي عام 1785 عُين "جون آدامز" كأول الوزراء الأمريكان بلاط سانت جيمس وعين كسفير الولايات المتحدة لدي بريطانيا وعندما قدم إلى ملكه السابق جورج الثالث أعلن الأخير بأنه كان مدركا لقلة ثقة السيد آدامز في الحكومة الفرنسية وأقر السيد آدامز بهذا عندما أجابه، وأغلق الحديث بشعور صريح عندما قال: "يجب أن أقر إلى فخامتك بأنه ليس لي أي ارتباط إلا لبلادي" وهذه العبارة تنافرت مع أحاسيس الملك.
وفي 1796، عندما رفض "واشنطن" الترشح، اختير "آدامز" رئيسًا وهزم "توماس جيفيرسن"؛ ورغم ذلك طلب ألكساندر هاملتون، والاتحاديون الآخرون، بأنه يجب إعطاء صوت لـ"آدامز" و"توماس بينكني"، الاتحادي الآخر في الترشح، لكي يتم إقصاء "جيفرسون" الذي انتخب نائب رئيس.
وتميزت سنوات "آدامز" الأربع كرئيس (1797-1801) بتعاقب الدسائس التي نغصت حياته لاحقا؛ وتميزت أيضا بأحداث مثل إقرار قوانين العصيان والأجانب اللذان لطخا سمعة على الحزب الاتحادي وعلاوة على ذلك، فالنزاع الفئوي قام داخل الحزب بنفسه؛ أصبح آدامز وهاملتون معزولين.
وفي عام 1800، كان "آدامز" المرشح الاتحادي للرئاسة ثانية، لكن عدم الثقة به وبحزبه، والرفض الشعبي لقوانين العصيان والأجانب وشعبية معارضة توماس جيفرسون الكبيرة، كلها اجتمعت لتسبب هزيمته.
أرقامه آدامز القياسية1. أطول الرؤساء عمرًا على الإطلاق، فبعد أن حطّم رقم الرئيس الأول جورج واشنطون في 22 أغسطس 1803، لم يعمّر أحد مثل آدامز حتى تجاوزه رونالد ريغان في 11 أكتوبر 2001، ولكن عاش عدد آخر من الرؤساء أكثر من آدامز وهم جيرالد فورد، وجورج بوش الأب، وجيمي كارتر.2. أطول الرؤساء الموجودين على قيد الحياة عمرًا، وهو اللقب الذي حمله من وفاة جورج واشطنون في 14 ديسمبر 1799، وحتى وفاته في 4 يوليو 1826، لمدة 26 سنة، وستة أشهر، وعشرين يومًا، وقد نجح الرئيس هربرت هوفر في تحطيم رقم آدامز في 27 يوليو 1959.3. آدامز هو صاحب أطول فترة تقاعد بين الرؤساء الممتدة من نهاية فترته في 4 مارس 1801، وحتى وفاته، لفترة تمتد لخمس وعشرين سنة، و122 يومًا، وقد قام هوفر أيضًا بتحطيم هذا الرقم في 5 يوليو 1958.4. أطول نواب الرؤساء الموجودين على قيد الحياة عمرًا، وهو اللقب الذي حمله منذ تنصبيه نائبًا للرئيس في 21 أبريل 1789، وحتى وفاته، لمدة 37 سنة، و74 يومًا، ولم يتم أحد حتى الآن من حمل هذا اللقب لمدة أطول.5. أطول نواب الرؤساء عمرًا على الإطلاق، وقد نجح ليفي بي مورتون في تجاوزه في 20 يناير 1915 كما عاش عدد آخر من نواب الرؤساء أكثر من آدامز وهم جون نانس غارنر، وجيرالد فورد، وجورج بوش الأب.
وفي 4 يوليو عام 1826، عند الذكرى الخمسين لإعلان الاستقلال، مات "آدامز" في كوينسي، ماساتشوستس عن عمر ناهز 90 سنة، و247 يومًا، وتوفى في نفس اليوم توماس جيفرسون.