"رفيق دربي ووطني وفني راح"، بهذه الكلمات تلقت الفنانة اللبنانية صباح نبأ رحيل المطرب الكبير وديع الصافي، الذي يحل اليوم ذكرى ميلاده.
وسط تلك الأجواء تدور العديد من الأسرار في علاقة الشحرورة والصافي منذ خمسينيات القرن الماضي، ففي تلك الفترة سجلت اول اغنية لبنانية تجمع بين العملاقين تحمل عنوان "يا هويدلك".
وبعد مرور عام من ذلك الدويتو سجل الصافي والشحرورة "ع اللوما"، تلك الاغنية التي حصلت على نجاح كبير كسرا من خلالها الوسط، وتقول عنها الشحرورة "كسرنا الدنيا ومن يومها اخذت اغنيتنا شكلها الحالي".
عقب علمها برحيله حزنت "صباح" كثيرا فهي تعبتره توأم روحها وصديقها برحلة الكفاح، قائلة رفيق دربي ووطني وفني راح، راح توأم روحي وصوتي، راح كبير الغناء العربي والله خسارة، صوته أهم وأخطر صوت في العالم".
وأضافت: "عندما أجلس وحيدة لا أسمع سوى صوته هو وسعاد محمد، سبقني بالرحيل، بموت وديع خسرنا كثيرا، كنت أقف أنا وهو نتحدى بعضنا تحت أعمدة بعلبك، كان الغناء له قيمه، وديع الصافي توأمي الروحي الفني والوطني".قدمت الشحرورة والصافي العديد من الديتو الغنائي واستطاعا من خلالها ان يبدعا سويا في غناء المواويل، فامتدت بينهما العلاقة لتقديم اورع الاعمال الفنية فنجد علي راسها عدد من الأفلام من اشهرها أفلام "نار الشوق" "موال" "غزل البنات".
كذلك قدم الثنائي العديد من الأغاني والمواويل المشهورة فكان من بينها أمان من الهوا، وحب الدنيا، امتدت بينهما الصداقة لسنوات طويلة فكان لها بالغ الأثر علي فنهما.
وفي اخر لقاء جمع بينهما زارت الصبوحة وديع الصافي في منزله في منطقة الحازمية عندما علمت بمرضه، وكان هذا أول وآخر لقاء بعد خلاف 40 عامًا بينهما بسبب حفلة في منطقة نهر الكلب ببيروت تعود إلى فترة السبعينيات وربما الستينيات، حيث كان من المقرر أن يشتركا معًا في هذه الحفلة.
إلا أن الصبوحة وقتها لم تذهب إلى الحفل وبالتالي كبدت الحفلة خسائر كبيرة وخسر وديع الصافي بسببها ماديا ومعنويا حيث تضاءل عدد الجماهير.
وهو ما تسبب في قطيعة بينهما جعلته يسافر إلى أمريكا وقتها لتعويض خسارته المادية، وعندما التقيا بعد كل هذا العمر وعاتبت زوجة الصافي الشحرورة أجابتها الصبوحة أن وقتها كان صوتها في حالة سيئة وقالت بالحرف "صوت الضفادع كان أقوى من صوتي"، وكان هذا اللقاء كفيلًا بأن يمحو سوء التفاهم الذي حدث بين قطبين في عالم الموسيقى والطرب هما الصبوحة ووديع الصافي.
كانت تجمعها علاقة محبة واحترام حيث شاركا في الكثير من المهرجانات ووصلت بينهما الي حد تبادل الزيارات، وفي نهاية حياته تعرض الصافي الي وعكة صحية اثر شعوره بهبوط حاد في الدورة الدموية، نقل على إثره للمستشفى، ولم تفلح جهود الأطباء في إنقاذه، بسبب عدم تحمل قلبه للإجراءات العلاجية.