بدأ الإهتمام فى الأونة الأخيرة بعلم لغة الجسد، وهو ما يعرف فى عالم وسائل الاتصال، بالاتصال الغير مباشر، والذي يعتمد على توصيل الرسالة عبر اجزاء الجسم، كالعيون والإيماءات، وحركات اليد.
ولتتعرف على كيفية قراءة لغة الجسد التقى «أهل مصر» بخبيرة لغة الجسد ومدربة المهارات البشرية المعروفة، الدكتورة رغده السعيد، والتي كشفت عن العديد من الطرق التي يمكن بها قراءة التصرفات الخفية لكل شخص.
- فى البداية متى بدأ الاهتمام بلغة الجسد فى العالم وفي مصر؟
بدأ الاهتمام به فى المناظرة التلفزيونية الشهيرة بين نيسكون وكنيدى للوصول الى مقعد الرئاسة فى عام 1960، وفاز فيها كنيدي عبر تصويت التلفزيون، بينما جاء فوز نيكسون من خلال الراديو، مما جعل المحللون يرجعون ذلك للغة الجسد، التى ظهرت عبر الشاشة، وبعد ذلك جاء النموذج الامثل فى الرئيس الحالي باراك اوباما عام 2008 والذى لفت النظر إليه بالكارزما ولغة الجسد التى اتقنها جيدا، بل كانت من أهم العوامل التى اعتمد عليها فى حملته الانتخابية.
اما فى مصر فكان الاهتمام بلغة الجسد اكثر وقت فى عام 2011، عند ظهور اكثر من مرشح للانتخابات الرئاسية، والإهتمام بتحليل لغة الجسد لكل مرشح.
- الى اى مدى يمكن ان تعبر لغة الجسد؟
الجسد يعتمد فى توصيل الرسالة على 55%، بينما تبقى 37% لنبرة الصوت، و7% يرجع لمحتوى الكلام، بمعنى ان الرسالة تعتمد بنسبة كبيرة فى توصيلها على لغة الجسد، ومن هنا بدأ تحليل لغة الجسد مع الكلام، واحيانا تتعارض لغة الكلام مع لغة الجسد، فلغة الجسد تكون الاصدق مهما رتب الانسان كلامه.
- من هم اصعب الشخصيات التى قمت بتحليلها؟
من اصعب الشخصيات التى قمت بتحليلها، شخصية الراحل عمر سليمان رئيس المخابرات السابق، فهو من الوجوه التى يطلق عليها "بوكر فيس"، حيث يخفى تعبيرات وجه، مرسوم وحاد الملامح لا يستطيع الشخص قرائته بسهولة، وهو عادة ما يتسم به رجال المخابرات ويتدربون عليه جيدا، ماعدا حوار تم معه باللغة الانجليزية وكان اكثر تركيزا للغة، فظهرت ابتسامته وتعبيرات جسدية.
- هل يختلف الامر مع الرئيس السيسى كونه ضمن رجال المخابرات؟
الامر يختلف مع الرئيس السيسى، لانه من الشخصيات الحسية التى تظهر انفعالاتها على الوجه واليد، ويظهر ذلك بوضوح فى كلامه المرتجل، وظهر بوضوح عند حادثة كرم القواديس التى تحدث فيها بلغة تحذيرية، مع قبضة اليد، اما فى خطاباته المكتوبة لا تظهر لغة الجسد بوضوح وتكون تعبيراته ثابتة.
- ما هى الصفات التى تتسم بها لغة الجسد عند الرئيس السيسى؟
تتسم لغة الجسد عنده بنبرة صوت متوسطة، ويشتهر باللزمات فى الكلام مثل كلمة صحيح، وعندما تلقى عليه الاسئلة المركبة ينظر لأعلى، فهو يفكر ويقسم السؤال للرد عليه، ايضا الاسئلة التحفيزية التى من شانها تحفيز الجمهور عبر مداعبة المشاعر "انتوا مش عارفين انكوا نور عنينا".
-ما تعليقك على لغة الجسد لكلا المرشحين على الرئاسة الامريكية هيلاري كلينتون ودونالد ترامب؟
بالنسبة لكلينتون لغة جسدها ثابتة توحى بالثقة فى النفس، لها ابتسامة ملساء استعوضت بها عن ضحكتها التى نبهها المحللون بانها غير جيدة، فهى من الشخصيات التى تتقن التدرب على لغة الجسد، وهي شخصية مرتبة وتخفى كل شئ عندها وتجيد الثبات الانفعالى، وتجيد ايضا الاستفزاز، والظهور بشكل مصطنع، مما يدل على انها شخصبة كاذبة.
اما ترامب فلغة جسده صادقة ومتفقة ومنسقة مع كلامه، فهو لدية نرجسية مرضية بمعنى انه يصدق نفسه ومتسق معها، ويسهل استفزازه ويفتقر للثبات الانفعالى.
- الى اى مدى نجح كلا منهما خلال المناظرة فى كسب عدد اصوات من مرشحه؟
لم يستطع اى من كلينتون وترامب كسب اصوات جديدة على حساب الطرف الاخر، لان المناظرة كشفت لغة الجسد لكل منهما، وساعدت العالم فى كشفهم واوضحت نمط شخصية كلا منهما، فهما متقاربين فى الاصوات.
- من ملاحظتك هل لكل مهنة لغة جسد معينة؟
أى مهنة تنعكس على لغة جسد صاحبها، وتؤثر فى شخصيته، فمثلا المدرس والمحامى يمتازان بكثرة استخدام اليد لتوصيل الصور، بالنسبة للعسكريين يمتاز بوضع يده امامه وهى تدل على التحفز والاستعداد، ايضا اليد احيانا تكون مقوسة للداخل دليل على الكتمان، ومن مشاهدة العسكريين بالمناسبات والاحتفالات نلاحظ جلوسهم واضعين ايديهم امامهم.
- الى اى مدى وصل اهتمام العالم العربى بلغة الجسد؟
العالم العربى الان مهتم جدا بلغة الجسد خاصة دولة الامارات التى تعد الكثير من الدورات التدريبية والمحاضرات له، فعلم لغة الجسد يندرج تحت علم الفراسة وهو علم لم يقنن بعد، لانه يعتمد على مهارة الشخص الدارس وقراءاته، لكن فى مصر فهو يجد بعض الاهتمام، الا ان البعض يشبه بعلم الابراج، ولا يأخذ الاهتمام الكبير، فالدراسة الكاملة خاصة للشخصيات القيادية، يمكنك من التنبؤ بردود افعاله وقراراته.