شاهد.. من الشحرورة صباح حتى سوهاج.. طبلة ومزمار في تشييع الجنازات.. ظاهرة "زفة الموتى" في الصعيد

"زمن العجايب" التعبير الوحيد المعبر عن انتشار ما يعرف بزفة الجنازات التي تحولت الي موضة في هذا العصر بعد تعدد حالات الدفن بالطبلة والزغاريد، فمن الشحرورة صباح حتي سوهاج ومحافظات الصعيد تتحرك تلك الظاهرة دون ان تجد أي تعليق عليها.

فمن جانبهم تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لتشييع جثمان رجل من سوهاج وخلال مقطع الفيديو خرج صندوق خشبي من مسجد على أنغام «مزمار بلدى»، وتراقص المشيعون، وتمايلوا بخشبة الميت.

ومن جانبهم أكد بعض الحاضرين بالجنازة ان هذا الشخص من أولياء الله الصالحين، وله كرامات عديدة وتم بناء مقام له بالفعل، بينما برر آخر أنه من الممكن أن يكون المتوفى «عريسًا»، ولم يكتمل زفافه، ومن العادات والتقاليد أن يتم زفه إلى الجنة بتلك الطريقة.

كما علق البعض بأن «الصندوق» كان فارغًا وذلك ما هو إلا احتفالًا بأخذ «التار»، وهي عادة من عادات الصعيد، موضحين أنه في حال حصول إحدى العائلات الكبرى على «سلاح» جديد وبكثرة يتم تنظيم تلك الزفة لإرهاب الآخرين وإعلامهم بأنهم لديهم القوة الآن.

ولم تكن سوهاج وحدها التي تأثرت بتلك الأنواع من الجنازات ففي جنازة الشحرورة صباح وعقب نقلها الي السيارة استعدادا لدفنها بمسقط رأسها شيعت لها مراسم جنازة علي وقع اغانيها وسط تصفيق حاد ونثر للورود والأرز على الموكب، بحضور عدد كبير من الفنانين من بينهما المطرب راغب علامة الذي قطع إجازته في إيطاليا وعاد إلي بيروت لحضور مراسم دفن الشحرورة ووداعها بصحبة الفنانة لبلبة والفنانة نيللي كريم والفنان سمير صبري.

وفي سبتمبر 2015 وعلي إيقاع الطبلة والزمارة في شكل الزفة قام أهالي قرية نجا بسوهاج بتشييع جثمان شاب يعتبره أيضا أهالي القرية من أولياء الله الصالحين.

وصدمت عائلة الشاب المتوفى الذي يدعى محمد محمد صالح جميع من حضر جنازة إبنهم، عندما أخبروا الجميع بأن الجثمان رفض أن يغادر إلى المقابر، لذلك يتوجب عليهم إحضار فرقة بالطبل البلدي والمزمار والرقص قرب النعش وتنظيم "زفه"، وهي عادة ألفها أهل المتوفى.

ويبلغ "صالح" من العمر 18 عاما وأثناء خروج النعش من المنزل توجه مباشرة إلى بيت صاحب فرقة الطبل البلدي وحدث معه كما حدث مع أجداده وطلبت والدته أن يتم زفه إلى القبر بالطبل البلدي والمزمار، وبالفعل دقت الطبول وارتفعت أصوات الغناء والطرب خلف النعش حتى طافت به كامل أرجاء القرية، فيما أطلقت النساء الزغاريد وألقت بالحلوى على المشيعين.

وبررت العائلة تلك العادة بقولها إن "جثمان المتوفى هو الذي كان يتحكم في مسيرة الجنازة، إلى مقر فرقة الطبل البلدي والمزمار، وأن الواقعة ليست الأولى من نوعها، بل حدثت من قبل مع أجداد الشاب المتوفى الذي كان من الصالحين وحفظة القرآن الكريم، رغم صغر سنه، وظل طوال حياته يتعبد داخل صومعة لا يخرج منها إلا لدقائق معدودة، ولم يختلط بباقي أبناء القرية حتى فارق الحياة".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً