في خطوة جديدة من نوعها أعلن البنك المركزي عن اجراءات جديدة لتحرير النقد الاجنبي، من بينها إطلاق الحرية للبنوك العاملة فى مصر فى تسعير النقد الأجنبى، وتعويم الجنيه، وذلك من خلال آلية الإنتربنك، بالاضافة لرفع سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة بواقع 300 نقطة أساس ليصل إلى 14.75% و15.75% على التوالي، وهو ما علق عليه البرلمانيون بتعقيبات مختلفة.
محمد بدراوي: القرار مفاجئ
وفي هذا السياق قال النائب محمد بدراوي، عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب، أن القرار المفاجئ بتعويم الجنيه سيرفع الدولار مرة أخري.
وأضاف: "قرار التعويم الكلي للجنيه مفاجئ، وعكس كل تصريحات البنك المركزي السابقة، والتي كانت تنفي طوال الستة أشهر الأخيرة الاتجاه نحو التعويم الكلي".
وتابع: استلم رئيس البنك المركزي الدولار بحوالي ستة جنيهات في البنك وتسعة جنيهات في السوق السوداء، ثم ارتفع حتي ٨،٦٠ جنيه في البنك ووصل ١٨ جنيه في السوق السوداء، واستبشرنا خيرًا بقرارات الأمس التي نزلت بالدولار مرة واحدة لـ١٢ جنيه لنفاجئ اليوم بقرار التعويم الذي من المؤكد انه سيرفع الدولار مرة أخري".
وحذر النائب من أن الأثر المباشر لقرار تعويم الجنيه، سيؤدي حتميا لرفع معدلات التضخم، مما سيؤدي لارتفاع الأسعار خاصة السلع الأساسية التي تستوردها الحكومة ومن بينها المواد البترولية والسكر والقمح والأرز، كنتيجة لارتفاع سعر الدولار.
أيمن أبو العلا: يجب دعم القرار
علي الجانب الآخر قال الدكتور أيمن أبو العلا عضو مجلس النواب، أن قرار تحرير سعر الصرف وفقا لآليات العرض والطلب جيد وسليم، وجاء فى التوقيت المناسب وكثير من الخبراء طالبوا به أكثر من مرة، والحكومة استجابت له الآن خاصة بعد انخفاض سعر الدولار أمام الجنيه خلال اليومين الماضيين.
وأوضح ابو العلا أن هذا القرار يجب دعمه من خلال وعى المواطنين واللجوء إلى المنافذ الشرعية فقط فى الوقت الحالى حتى تنال العملة المحلية قسطا كبيرا من الاستقرار مما يدعم الاستثمار ويطمأن المستثمرين على الأوضاع فى مصر.
وأكد أبو العلا أن هذا القرار جرىء من الحكومة ويأتى عقب تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسى بصفته رئيسا للمجلس الأعلى للاستثمار بحزمة قرارات اقتصادية من شأنها دعم الاستثمار.
ولفت أبو العلا أنه قد نرى تذبذبا فى سعر صرف الدولار خلال اليومين المقبلين فيما سيشهد سوق الصرف استقرارا فى غضون أسبوع.
محمد فؤاد: خطوة طال انتظارها
وفي نفس السياق رحب الدكتور محمد فؤاد الخبير الإقتصادي وعضو مجلس النواب بالخطوة التي اتخدها البنك المركزي بتحرير سعر الصرف واصفا إياها بالخطوة التي طال إنتظارها.
وصرح "فؤاد" أن الخطوات التي سيتخذها البنك المركزي والمجموعة الإقتصادية هي التي ستثبت مدي نجاحها من عدمه، حيث أن قرار تحرير سعر الصرف ليس هو المنتهي، وأن التحدي الأكبر سيكون في السيطرة على حركة العملة وإعادتها داخل النظام المصرفي.
وشدد "فؤاد"، علي أهمية قيام المركزي بالسيطرة علي العرض والطلب بالشكل الذي يسمح بثبات سعر الصرف، مؤكدا أن المرحلة القادمة مرحلة حرجة جدا وينبغي التركيز فيها علي التحكم في سوق الصرف.
وأضاف "فؤاد" أن رفع سعر الفائدة بالتزامن مع تحرير سعر الصرف أمر جيد لإمتصاص جزء من السيولة والحد من "الدلورة" كما تسهم هذة الخطوة في تعويض المودعين عن التضخم الشديد الذي تشهده البلاد.
وقال "فؤاد" أنه يشعر بالتفاؤل الحذر تجاه الخطوات التي أتخذت اليوم مشددا على ضرورة إستكمال الخطوات التالية من أجل تحقيق إنفراجه حقيقية.