تعرف علي 11 موقعًا أثريا بناها الكائنات الفضائية.. الأهرامات على رأس القائمة والضبط الفلكي يحازي نجوم حزام الجبار.. "وجه المريخ" منذ عقود

صورة ارشيفية
كتب :

كوكب الأرض هو موطن بعض الآثار المذهلة الموجودة من العصور القديمة؛ مبانٍ يبدو أنها تتحدى الإمكانيات التقنية فى تلك العصور، إما لأنها كبيرة جدًا، ثقيلة جدًا، أو معقّدة جدًا. 

لذا يعتقد البعض أن بناة الأهرامات المصرية، وخطوط ناسكا، وأشياء أُخرى كانوا يتبعون دليل بناءٍ معمارى من خارج هذا الكوكب. بل وربما تكون الأيدى التى أنشأت هذه المواقع لم تكن فعلًا من هذا العالم. 

من المسلّى بالتأكيد أن نفكر فى أن الكائنات الفضائية قد زارت الأرض. فقبل كل شىء، البشر على أعتاب التوسع فى الفضاء، وأماكن مثل المريخ أصبحت فى متناولنا. لكن الحقيقة أنّنا لم نجد أى أدلة تشير إلى أن فضائيين كانوا هنا. وفرض تفسير خارقٍ للطبيعة من أجل بعض من أهم المنجزات القديمة للبشر يعنى تخطى التفكير فى الطرق المذهلة التى تمكنت بها حضارات ما قبل التاريخ من صناعة بعض أهم وأكبر المبانى وأكثرها إثارة للحيرة على وجه الأرض. 

فيما يلى نتعرف على أبرز 11 موقعًا أثريًا أذهلت الناس، حتى ظنوا أنها من صنع كائنات فضائية، بحسب National Geographic. 

ساكسايهوامان

خارج مدينة كوسكو، عاصمة حضارة الإنكا، توجد قلعة تُدعى ساكسايهوامان فى جبال الإنديز البيروفية. يقول البعض إن قلعة ساكسايهوامان المبنية من أحجار عملاقة مقطّعة ومجمّعة مثل قطع الأحجية، يُمكن أن تكون من عمل حضارة قديمة حظت بقليل من المساعدة من أصدقاءٍ عابرين للنجوم. 

أسوار القلعة المتداخلة ذات الألف عام مصنوعة من أحجار يزن كل منها 360 طنًا، حُملت لأكثر من 20 ميلًا قبل رفعها وتركيبها فى مكانها بدقّة مماثلة لدقة الليزر. 

كيف حققت حضارة قديمة مثل هذا الإنجاز الهندسى؟ هى معضلة مسلية؛ يتضّح أن الإنكا كانت مهارتهم فى بناء المنازل والتراكيب المحصّنة مماثلة لمهارتهم فى مراقبة السماء والمحافظة على التقاويم. فى الواقع، ليست ساكسايهوامان المثال الوحيد على هذه الأبنية المستعصية على الحل: فأسوار مماثلة تتواجد فى جميع أنحاء إمبراطورية الإنكا، ومن ضمنها واحدة فى كوسكو حيث تم تعشيق الحجر ذى الاثنتى عشرة زاوية فى مكانه بالضبط. 

حديثًا، كشف علماء الآثار عن نظام الحبل والمقابض الذى استخدمته حضارة الإنكا فى نقل الأحجار من المحاجر إلى المدن؛ عن نطامٍ يعتمد على القوة والإبداع، وليس المهندسين الفضائيين. 

خطوط النازكا

على مرتفعٍ عالٍ وجافٍ على بعد 200 ميل شمال شرق مدينة ليما، نجد 800 خط مستقيم محفورة فى الصحراء البيروفية، تبدو وكأنها عشوائية. وينضم إليها 300 شكل هندسى و70 شكلًا من أشكال الحيوانات، ومن ضمنها عناكب، وقردة، وطيور الطنان. 

أطول الخطوط يسير مستقيمًا كسهمٍ لأميال. وأكبر الأشكال تمتدّ 1200 قدم، وأفضل طريقة لرؤيتها هى من الجو. يشكّ العلماء فى أن رسومات النازكا عمرها يزيد على ألفى عام، وبسبب عمرها، وحجمها، ووضوحها من الجو، وطبيعتها الغامضة، كثيرًا ما تُذكر باعتبارها من أفضل الأمثلة على آثار الفضائيين فى الأرض. وإلا فكيف كانت حضارة قديمة لتتمكن من صنع تصاميم عملاقة مثل هذه فى الصحراء بدون القدرة على الطيران؟ ولماذا؟ 

يتضّح أن الكيفية سهلة الفهم. هذه التصاميم المحيّرة، المسماة بالجيوغليف Geoglyph، صُنعت بإزالة الطبقة العليا ذات اللون الصدئ من على الصخور وكشف سطحها الرملى الأبيض الفاتح. 

لكن السبب أصعب قليلًا فى الفهم. التصاميم التى دُرست للمرة الأولى فى بدايات القرن الماضى، كان يُعتقد أنها تتماشى مع مجموعات للنجوم أو الكسوف والخسوف، لكن الدراسات الأحدث تقترح أن خطوط النازكا تُشير إلى مواضع احتفالية أو طقسية مرتبطة بالمياه والخصوبة. وبالإضافة إلى كونها واضحة من الجو، يُمكن رؤية الأشكال من التلال المحيطة. 

الأهرامات المصرية

أشهر الأهرامات المصرية، المتواجدة خارج القاهرة فى الجيزة، تصعد على سطح الرمال. الأهرامات التى بُنيت منذ أكثر من 4500 عام هى مقابر أثرية دُفن فيها الفراعنة وملكاتهم. 

لكن كيف بالضبط تمكن المصريون من بناء هذه الأشياء؟ الهرم الأكبر مصنوع من ملايين الأحجار المقطوعة بدقة والتى يزن كل منها طنين على الأقل. بناء هرم بحجم هرم خوفو الأكبر، حتى برافعات اليوم ومعدات البناء الأخرى، سيُعد تحديًا كبيرًا. 

ثم نجد الضبط الفلكى للأهرامات، والتى يُقال إنها تُحاذى نجوم حزام مجموعة الجبار. كذلك يشير أصحاب نظريات الفضائيين إلى أن الأهرامات الثلاثة بُنيت أفضل بكثير من أى أهراماتٍ بُنيت بعدها بقرون (بغض النظر عن المجهود الجبار الذى بُذل فى الحفاظ عليها على مدار القرون الماضية). 

إذن، هل أهرامات الجيزة من آثار الفضائيين؟ ليس بالضبط. صحيحٌ أن العلماء ليسوا واثقين من كيفية بناء المصريين القدماء للأهرامات -وبالأخص كيف فعلوها بهذه السرعة- لكن هناك أدلة وافرة على أن هذه المقابر من عمل آلاف الأيدى الأرضية. 

الستونهنج Stonehenge

دائرة عملاقة من الأحجار التى يزن بعضها أكثر من 50 طنًا، تقع فى الريف الإنجليزى خارج سالزبرى. الأثر الذى يرجع للعصر الحجرى الحديث المعروف باسم ستونهنج ألهم المؤلف السويسرى إيريك فون دانيكان لاقتراح أنّها كانت نموذجًا للنظام الشمسى وأدّى وظيفة مهبطٍ فضائى، فقبل كل شىء، كيف كانت هذه الأحجار العملاقة لتُنقل مئات الأميال من محاجرها الأصلية؟ 

لا أحد يعرف بالضبط ماذا تعنى الستونهنج، لكن التفسير، كما هو الحال مع باقى المواقع الأثرية فى هذه المجموعة، ليس الفضائيين. بدلًا من ذلك، أظهر العلماء أنّه من الممكن فى الواقع بناء مثل هذا الشىء بتقنيات ربما تواجدت قبل 5000 عام، حين بُنيت أول المبانى فى ذلك الموقع. 

والآن، يبدو أن الأحجار تصطف مع الكسوف والخسوف، مما يُشير إلى أن بُناة الستونهنج كانوا على الأقل يُراقبون السماوات، حتى وإن لم يأتوا منها. 

تيوتيهواكان

تيوتيهواكان، وتعنى “مدينة الآلهة”، هى مدينة قديمة ممتدّة فى المكسيك معروفة بمعابدها الهرمية واصطفافاتها الفلكية. يُمكن لعمر تيوتيهواكان (أكثر من ألفى عام)، وحجمها وتعقيدها أن تجعل الأمر يبدو وكأنها من خارج هذا العالم، لكنها عمل بشرى للغاية. 

يشكّ العلماء أنّه بمرور القرون، بُنيت المدينة التى تسع أكثر من 100 ألف شخص على أيدى عدّة ثقافات من ضمنها المايا، والزابوتيك، والميكستيك. إذ يبدو أنها بجدارياتها وآلاتها ونظم النقل، والأدلة على الممارسات الزراعية المتقدمة، تُعتبر متقدّمة تقنيًا أكثر بكثير من الممكن فى الحضارات المكسيكية ما قبل الأزتك. 

أكثر المبانِى المشهورة فى تيوتيهواكان هو هرم الشمس، واحدٌ من أكبر الأبنية فى نصف الكرة الغربية. يُعتقد أن اصطفاف الهرم معتمد على دورات التقويم. 

جزيرة الفصح

الألغاز المحيطة بأحجار الماوى، الأشكال الحجرية العملاقة الموجودة فى عيد الفصح، تتبع نفس السردية التى وصفنا بها المواقع الأخرى المذكورة هنا: كيف استطاع شعب الرابا نوى أن يصنع هذه الأشكال منذ أكثر من ألف عام؟ وكيف انتهت أحجار الماوى على جزيرة الفصح؟ 

تتناثر الأشكال البشرية المنحوتة من الصخر والبالغ عددها 900 تقريبًا على حواف البراكين المنقرضة على الجزيرة. متوسط طول التمثال 13 قدمًا ووزنه 14 طنًا، ويبدو أنّها قُطعت من الأحجار المسامية الناعمة الموجودة فى محجر رانو راراكو. ما زال ذلك المحجر يحتوى على 400 تمثالٍ فى مراحل مختلفة من البناء، مع بعض الأشكال المكتملة التى تنتظر النقل إلى مثواها الأخير. 

أسباب نحت تماثيل الماوى غامضة، إلا أنّها على الأرجح نُحتت لأسباب دينية وطقسية. وليس من الواضح بالضبط ما حدث لشعب الرابا نوى، لكن النظرية السائدة تقترح أن الحضارة سقطت فى كارثة بيئية من صنعها.. شىء كان يُمكن على الأرجح أن يُمنع لو كان الفضائيون أعطوا حكمتهم اللانهائية لهذه الثقافة. 

وجه المريخ

لو نجح إيلون ماسك، سيكون البشر قادرين على زيارة “وجه المريخ” فى وقت ما من هذا القرن، والذى التقطه قمر فايكنغ 1 الصناعى فى 1976. الوجه المزعوم يبلغ طوله ميلين تقريبًا فى منطقة تُدعى سيدونيا، والتى تفصلها السهول الناعمة بالشمال المريخى من المنطقة الأكثر تعرّجًا فى الجنوب. 

فى ذلك الوقت، نفى العلماء كونه “وجهًا” وقالوا إنه من أثر الظلال، لكن على مر العقود أصبح الوجه مفضلًا فى أوساط المرتابين فى زيارة الفضائيين المولعين ببناء الأشياء لنظامنا الشمسى. 

فى 2001، ألقى المساح العالمى للمريخ الخاص بناسا نظرة أفضل على الوجه - باستخدام كاميرا ذات جودة أعلى بكثير، ورأى لا شىء. يتضح إن ما اعتقد بأنه وجه هو مجرد ارتفاعٍ أرضى آخر فى المريخ، مثله مثل الارتفاعات التى يعجّ بها الجنوب الغربى الأميركى. لكن هذا لا يعنى أنّ زيارتها لن تكون مسليّة. 

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً