شهدت قاعة ملتقى الأدب في معرض الشارقة الدولي للكتاب ضمن دورته الـ35، اليوم الإثنين، جلسة نقاشية بعنوان "راهن الكتابة لليافعين ومستقبلها"، بحضور كل من الكاتبة والروائية الإماراتية نورة النومان، والكاتبة الأمريكية إيلين كالديكوت، فيما أدرات الجلسة الإعلامية والشاعرة شيخة المطيري.
وناقشت الجلسة كيفية مخاطبة الجيل الجديد من الأطفال واليافعين، وتقديم أفكار وموضوعات تخاطب عقولهم وطموحاتهم، خصوصًا أن الكتابة لهذه الفئة العمرية تعتبر، وبشهادة الخبراء والمختصين، من أصعب أنواع الكتابة لأنها تتطلب معرفة كاملة باحتياجات الأطفال واليافعين، ورغباتهم، وتطلعاتهم.
وقالت إيلين كالديكوت، المختصة في الكتابة للأطفال واليافعين: "إن 35% من مجمل الكتب التي تباع هي كتب للأطفال واليافعين، وهي نسبة كبيرة ومهمة تتطلب مراعاة كثير من الأمور عند تأليف الكتب الموجهة لهذه الفئة، ومن بينها الاهتمام برؤيتهم للمجتمع المحيط بهم، واختيار المفردات والمصطلحات المنسجمة مع روح العصر، لأن لغة الكتابة اليوم تختلف عن تلك التي كانت سائدة قبل عدة عقود".
وأضافت ايلين: " عند الكتابة للأطفال واليافعين، عليكم أن تفكروا بعناية بما تريدون أن تقولوا لهم، فالنصوص يجب أن تكون مبهجة، وألا تتناول فقط الطابع التعليمي أو إعطاء المعلومات والأوامر، بل يجب أن تتناسب مع رغبات هذا الجيل بالقراءة، فهم يحبون الكتب المصورة، وتلك التي تهتم أيضًا بالعائلة والصداقات والمجتمع، وتتناول ما يجري في حياتهم اليومية بأسلوب يلائم طفولتهم".
من ناحيتها، قالت الكاتبة نورة النومان، مؤلفة رواية "أجوان" الفائزة بجائزة اتصالات لكتاب الطفل: "لقد بدأت الكتابة في عمر الـ45 عامًا، عندما لم أجد كتبًا تتحدث عن الخيال العلمي باللغة العربية، فقررت أن اتجه إلى هذا النوع من الأدب لإثراء الكتب المخصصة لليافعين في السوق العربي، ليتناسب العرض مع الطلب".
وأضافت: "يجب أن نشجع المؤلفين على الكتابة للفئة العمرية المتوسطة وهي من 8 وحتى 12 عامًا، لأن هذه الفئة تفتقد للكثير من الكتب التي تناسبها، فمعظم الإصدارات المتوفرة حاليًا باللغة العربية تناسب ما دون هذا العمر، أو ما يفوق ذلك".
وأكدت النومان أن الأدب هو طوق النجاة بالنسبة لنا في الوطن العربي، فهو الوسيلة المثالية لتقريب الشعوب من بعضها البعض، وبالتالي يجب أن نشدد على دور الأهل في اختيار الكتب المناسبة لأبنائهم، لأن تركيز الوالدين في اختيار الكتب على الكتب التعليمية والواقعية على سبيل المثال، قد ينفر أبناءهم من القراءة بشكل عام، ولذلك علينا أن نجعلهم يختارون الكتب التي تستهويهم.
وأشارت نورة النومان إلى أن كتب الخيال العلمي، تساعد الأطفال على التحليق في الخيال، وتفتح أمامهم آفاق التفكير بطريقة علمية، وتساعدهم في البحث بالبرهان والحقائق عن أي معلومة تصادفهم، وبالتالي لا يستطيع أحد السيطرة على عقولهم، أو استخدامهم في أمور غير مشروعة في مجتمعاتنا.