مع صباح كل يوم تنطلق الدعوات الغريبة على موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك" من قبل الشباب، وأصبح الموقع مع مرور الوقت المتنفس الوحيد لهؤلاء الشباب للتعبير عن آرائهم، ما جعل البعض يتسائل لماذا أصبح "فيس بوك" مصدر خروجها.
وفي هذا الصدد ترصد "أهل مصر" أراء علماء علم النفس في سبب لجوء الشباب لـ"فيس بوك" للتعبير عن أرائه.
صوت غير مسموع
يقول الدكتور محمد الكوراني، أستاذ علم النفس بجامعة بنها، أن سبب لجوء الشباب إلى مواقع التواصل الإجتماعي للتحدث مع الحكومة عن كافة المشاكل التى تواجههم فى المجتمع تعود في المقام الأول إلى سبب شعورهم بأن صوتهم غير مسموع، مشيرًا إلى أن البعض منهم يشعر بتجاهل الأعمار السنية الأكبر منهم بأراءهم، ما يجعلهم يصلون لهذه النوعية من الحالات.
وأضاف "الكوراني" في تصريح خاص: الحالة النفسية لشريحة كبيرة من الشباب أصبحت سئية بسبب قلة الوظائف وسوء الأوضاع المادية في ظل المراحل التى تمر بها الدولة، ما يلقي بعبء كبير عليهم خاصة في ظل مطالب المجتمع الكبيرة منهم عند إقبالهم على الزواج.
وتابع أستاذ علم النفس بجامعة بنها: على الدولة أن تعمل جاهدة على توفير فرص عمل بأجور جيدة لتلك الأعمار في أقرب وقت منهم.
عبء مادي ومعنوي
ترى الدكتورة ألفت أسعد، أستاذة علم النفس بجامعة القاهرة، أن أسباب لجوء الشباب إلى التعبير عن أرائهم الشخصية والسياسية عبر مواقع التواصل الإجتماعي " فيس بوك"، وغيرها تعود إلى شعورهم بوجود عبء مادي ومعنوي ملقي على عاتقهم في نفس الوقت، مشيرة إلى أن هذا النوع من المرض يدفع الفرد للقيام بهذه الأعمال لطمأنة نفسه بأن صوته مؤثر، وأنه لا يعيش بلا قيمة داخل المجتمع.
وأضافت "ألفت" في تصريح خاص: الشباب يشعر بأن حقه في العمل العام متدهور، وأن الجميع يتجاهل ذلك ما يجعل الملجأ الوحيد أمامهم للتعبير عن أرائهم هى مواقع التواصل الإجتماعي.
وتابعت أستاذة علم النفس بجامعة القاهرة: بعض الشباب يتعامل مع مواقع التواصل الإجتماعي على أنه عالمه الخاص، والبعض الأخر لا يستطيع الحياة بدون ذلك.
حياة موازية
اتفق معهم في الرأي الدكتور محمد الجارحي، أستاذ علم النفس بجامعة القاهر، قائلًا: إن ضغوطات الحياة المادية جلعت الشباب يهرب إلى حياة موازية وهي "الفيس بوك"، ولجأ معظمهم إلىها معتبرينها حياة جيدة تبعدهم عن ألام ومتاعب الحياة.
وأضاف "الجارحي" في تصريح خاص، أن الشباب لجأ إلى تلك الحياة بعد فشله فى التعامل مع الحياة الطبيعية على أرض الواقع، وبعد مرور الوقت أصبح واقعهم الشخصي.