يجري الرئيس الأمريكي باراك أوباما، جولة خارجية، ومن المفترض أن تكون جولة الوداع الخارجية، إلا أنه أصبح عليه الآن أن يستغلها فى محاولة تهدئة زعماء العالم المصدومين من نتيجة الانتخابات الأمريكية، وتوضيح ما سيكون الوضع عليه عندما يصبح دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، وأثار فوز "ترامب" غير المتوقع حالة مفاجئة من عدم اليقين فى الداخل ومخاوف كبيرة حول العالم.
ووصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى العاصمة الألمانية "برلين"، قادمًا من أثينا، للقاء المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل"، لبحث مشاورات حول العلاقات الأمريكية الألمانية المشتركة، فى آخر زيارة خارجية لأوباما وقبل مغادرة البيت الأبيض، ومن المتوقع أن يستغل أوباما، زيارته إلى برلين لإظهار الامتنان للمستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" ولكبار القادة الأوروبيين.
وطبقا لمصادر إعلامية، فمن المتوقع أن يشمل لقاء الوداع حوارا مكثفا حول نتائج الانتخابات الأمريكية بعد تولى "دونالد ترامب" لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية بدءا من يناير القادم، وتأثير ذلك على العلاقات المشتركة بين ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية.
ومن المقرر أن يلتقي أوباما مع المستشارة الألمانية على مأدبة عشاء فى مباحثات مع رئيسة الوزراء البريطانيه "تريزا ماى" بمقر المستشارية، فيما يعقد أوباما مشاورات مع المستشارة الألمانية يوم غدا الخميس يعقبه مؤتمر صحفي بعد ظهر غد، بمقر المستشارية الألمانية بالعاصمة برلين.
وسيلتقي "أوباما" بعد غد الجمعة، الموافق 18 نوفمبر، بزعماء أوروبا حيث يلتقي بالرئيس الفرنسي "فرنسوا أولاند"، ورئيسة وزراء بريطانيا "تريزا ماي" ورئيس وزراء إيطاليا "ماتيو رينزي" والإسباني "ماريانو راخوي" الجمعة المقبلة لتوديع الرئيس الأمريكي والتشاور حول المستجدات المتوقعة عقب نتائج الانتخابات الأمريكية فضلًا عن القضايا ذات الاهتمام المشترك، من حيث مستقبل حلف الأطلسي والأزمة في أوكرانيا وسوريا ومكافحة تنظيم داعش والقضايا الاقتصادية عبر المحيط الأطلسي.
وتعد زيارة أوباما لألمانيا هي السادسة والأخيرة، حيث زارها كمرشح للرئاسة فى سنة 2008، وكان آخرها زيارته لمعرض هانوفر التجاري فى أبريل الماضي، حيث حلت الولايات المتحدة ضيف شرف المعرض.
جدير بالذكر أن "أوباما" ناشد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، ببث "إشارات الوحدة" بين الأمريكيين على الرغم من أن "أوباما" لديه بالتأكيد مخاوف حيال الرئيس الأمريكي المنتخب، ولكنه حث الديمقراطيين، الذين ينتمي إليهم، على قبول نتيجة الانتخابات، والاعتراف بأن هذه هى الديمقراطية، " كما قال أوباما عن ترامب "نعمل جميعا الأن على تأصيل نجاحه في توحيد وقيادة البلاد".
كما أكد "أوباما" أنه لابد من أن يفسح الجميع المجال أمام ترامب لاختيار طاقم العمل الخاص به، خاصة وأنه لم يمر سوى ستة أيام على انتخابه كما وقال: "لن يكون من النزاهة أن أعلق على كل شخص يعينه الرئيس المنتخب فى أحد المناصب".
وكان "أوباما" يقدم الدعم للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بشدة طوال فترة الانتخابات، وشن حملة شرسة لمنع ترامب من الفوز، وذهب إلى وصفه بأنه "غير مؤهل" لإدارة البلاد.