في لعبة السياسة وخصوصا لدى تركيا "المصالح تحكم"، بعد انقطاع تام دام لـ6 سنوات، أعادت تركيا تطبيع العلاقات مع إسرائيل، التي تعادي العرب، انقطعت العلاقات بين البلدين على خلفية مقتل عشرة نشطاء أتراك يؤيدون الفلسطينيين على أيدي قوات خاصة إسرائيلية كانت تفرض حصارا بحريا على قطاع غزة.
وكان الجنود الإسرائيليون صعدوا على متن السفينة التركية "مرمرة" التي كانت تتقدم قافلة مساعدات متجهة إلى قطاع غزة الخاضع لحكم حركة حماس.
ووافقت إسرائيل على دفع تعويضات قيمتها 20 مليون دولار لأسر القتلى في تطور مهم نحو استعادة العلاقات.
وفي المقابل أعلنت تركيا تسمية مستشار لرئيس الحكومة سفيرا في اسرائيل، ليتكرس بذلك التطبيع بين البلدين بعد خلافات استمرت ست سنوات.
وعين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان سفيرا جديدا لدى إسرائيل أمس الأربعاء ردا على خطوة اتخذتها إسرائيل الثلاثاء، وذلك للمضي نحو إعادة العلاقات الدبلوماسية.
وقال الرئيس التركي في تصريح صحفي "سمينا كمال اوكيم مستشار الشؤون الخارجية لرئيس حكومتنا (بن علي يلدريم) سفيرا في إسرائيل".
وكانت اسرائيل أعلنت تسمية ايتان نائيه نائب رئيس البعثة في سفارة اسرائيل في لندن سفيرا لها في تركيا.
وفي يونيو الماضي وقع البلدان اتفاقا لانهاء الخلاف بينهما وبموجبه دفعت اسرائيل 20 مليون دولار (18 مليون يورو) تعويضات الى اسر ضحايا الهجوم في تركيا.
وفي المقابل، تنازلت انقرة عن الدعاوى ضد القادة السابقين للجيش الاسرائيلي بسبب تورطهم في الهجوم.
وكانت هذه التعويضات احد المطالب الرئيسية لتركيا لتطبيع علاقاتها مع اسرائيل، اضافة الى تقديم اعتذار رسمي وتخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة.
ورغم ان الحصار على غزة لا يزال قائما، الا ان انقرة تمكنت من استئناف توزيع المساعدات الانسانية على الفلسطينيين عبر الموانئ الاسرائيلية بموجب الاتفاق.
اما العنصر الاخير من الاتفاق فهو عودة السفيرين اللذين تم سحبهما عقب الازمة رغم ان العلاقات الدبلوماسية لم تقطع بالكامل.
وعلي خلفية ذلك قال إسحاق إنجى رئيس تحرير صحيفة "زمان" التركية، إن اتفاق المصالحة مع إسرائيل تعتبره الحكومة هدفا استراتيجيا لاشتراك المصالح فيما بينهما.
وأضاف "إنجى" فى تصريحات صحفية: "تعليقا على تبادل السفراء أن أردوغان بسبب علاقاته السيئة مع مصر وسوريا، يرغب فى الخروج من هذه الأزمات، وحالة الحصار السياسى المفروض عليه، فيلجأ إلى أعداء العرب "إسرائيل" والتى وصفها بالشيطان، حيث إنها هى سبب المشاكل فى المنطقة العربية ولا تريد استقرار الشرق الأوسط، موضحا أن اللوبى اليهودى له علاقة فى إعادة العلاقات بين أنقرة وتل أبيب.