إرهاب «الكلاب المسعورة» يهدد حياة الأطفال

الكلاب المسعورة
كتب : سيد علاء

«الزراعة»: 1.5 مليون كلب ضال بمحافظات مصر ولا توجد طريقة للتخلص منهم

350 جنيه تكلفة تعقيم الكلب الواحد ولا توجد ميزانية للتخلص منهم بطريقة شرعية

300 ألف حالة تتعرض لـ«العض» سنويًا.. والقمامة سبب رئيسي في انتشار الكلاب المسعورة

«حقوق الحيوان»: منظمات الصحة العالمية توصي بالتخلص من 35% لأعداد الكلاب الضالة سنويًا

باتت الكلاب الضالة خطرًا كبيرًا يهدد الأطفال والشباب والفتيات والعديد من المواطنين والمارة، وأصبحت أغلب الأهالي يصبحون ويمسون يوميًا على فاجعة موت أحدًا منهم نتيجة عقر كلب ضال له، ورغم تعدد الكوارث الناجمة عن تلك الظاهرة إلا أن المسؤولين المنوط بهم التصدي لها يقفون مكتوفي الأيدي دون تدخل للتخلص من خطر هذه الكلاب الضالة، وخاصة بعدما عقر كلب «مسعور» لطفلًا في كف يده اليمنى، بمنطقة جديلة مركز المنصورة، ما أدى إلى إصابته بالتسمم والتهاب بالمخ قبل وفاته.

وأكد مصدر مسؤول بالهيئة العامة للخدمات البيطرية التابعة لوزارة الزراعة، أن تكلفة القضاء على هذه الكلاب الضالة كبيرة جدا، خاصة بعد توقف عمليات التخلص منهم القديمة والمتمثلة في الضرب بالخرطوش أو استخدام سم الاستركنين، لاعتراض منظمات حقوق الحيوان على تلك الطرق، مؤكدًا أن الحكومة لا تستطيع تحمل تكلفة القتل الرحيم للكلاب الضالة والمتمثلة في التعقيم أو الخصى، مشيرا إلى أن تكلفة التعقيم تتعدى 350 جنيه للكلب الواحد٬ مما يجعل الأمر يزداد صعوبة.

وأضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، في تصريحات خاصة لـ«أهل مصر»، أن عدد الكلاب الضالة يزداد يوميًا بمعدلات مرتفعة وتوحي بالخطر، منوها بأن عددهم الآن تجاوز مليون ونصف المليون كلب ضال في شوارع محافظات مصر المختلفة، مؤكدًا أن هذا العدد كبير جدًا وخطير، ولكن مقاومته والتخلص منه صعب لعدم توافر الميزانية الخاصة به.

وأشار إلى أن حالات عض الكلاب الضالة للمارة بلغت سنويًا حوالي 300 ألف حالة، وأن تلك الحالات تزداد سنة بعد الآخرى، مضيفًا أن أعداد الكلاب تتزايد في أماكن مقالب القمامة التي أصبحت في كل مكان في مصر، لافتا إلى أن الأخطر من ذلك هو إصابة الكلاب بداء السعار الذي يصيب جهازه العصبي مما يجعله يعتدي على كل المارة وتكثر حالات "العض" التي قد تؤدي للوفاة.

وأوضح أن الكلاب الضالة تحولت إلى قاطع طريق بالنسبة للأطفال، نظرا للعدد الضخم الذي وصلوا إليه، مضيفًا أنه تم تكليف مديريات الطب البيطري بالمحافظات بأخذ عينات من دم الكلاب لتحليلها والتعرف على الأمراض المنتشرة بينها وتطعيمها ضد تلك الأمراض، مشيرا إلى أن أعداد الكلاب التى تخضع للإشراف البيطرى والصحى فى مصر تتجاوز الـ 25 ألف كلب مرخصة رسميًا والتي تخلو من الأمراض الوبائية.

واتهم المصدر، كلا من وزارة البيئة والمحليات في تسببهما بتزايد أعداد الكلاب الضالة، نتيجة أهمالهما لمقالب القمامة التي تعتبر الوسيلة الوحيدة لتغذية تلك الكلاب الضالة، منوهًا بأن عدم وجود طريقة مناسبة وسريعة للتخلص من تلك القمامة أدى إلى صعوبة التحكم في أعداد هذه الكلاب، مشيرًا إلى أنه يجب تكاتف جميع الوزارات المعنية للتخلص من هذا الوباء، دون الاعتماد فقط على هيئة الخدمات البيطرية التابعة لوزارة الزراعة.

ومن جانبها، قالت نائب رئيس الجمعية المصرية للرحمة بالحيوان، منى خليل، إنه ليس بالضرورة قتل الكلاب الضالة للتخلص من أخطارها فهناك العديد من الوسائل الآخرى الأكثر رحمة للتخلص من أضرار تلك الكلاب، لافتة إلى أن أهم تلك الوسائل هي تطعيم الكلاب وتعقيمها حتى تتقلص نسبة تكاثرهم وينتهوا مع مرور الأيام.

وأضافت خليل، لـ«أهل مصر»، أن منظمات الصحة العالمية توصي بضرورة التخلص من 35% من أعداد الكلاب الضالة سنويًا، حتى لا يتزايد أعدادهم فوق الحد المسموح به والذي قد يشكل خطورة في ظل الظروف السيئة المنمثلة في عدم القدرة على تعقيم الكلاب للتخلص منها بشكل رحيم.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
غزيرة تؤدي لـ تجمعات المياه.. التنمية المحلية تحذر من سقوط الأمطار على المحافظات