"لائحة مبارك" تشعل الأزمة بين الحركات الطلابية ووزير التعليم العالي.. الطلاب: اللائحة تعيدنا لعصر مبارك.. "الشيحي" الوزارة تضع اللوائح وبلاش ننسبها لأشخاص.. "نصار": على الوزير حل الأزمة سريعا

نشبت في الأيام الماضية، أزمة إنتخابات الاتحادات الطلابية، حيث أعلنت الحركات الطلابية ممثلة في الاتحادات الطلابية بالجامعات والكليات المختلفة، عن تقديمهم دعوى قضائية ضد وزير التعليم العالي الدكتور أشرف الشيحي، عقب قراره بإجراء انتخابات إتحادات الطلاب وفق لائحة 2007 الطلابية الصادرة بقرار رئيس الجمهورية الأسبق محمد حسني مبارك، وهو ماوصفته الحركات الطلابية بمحاولة للالتفاف على القانون، واستبعاد لائحة سارية بقوة القانون، وهي لائحة 2013، والتي انُتخب على أساسها الاتحادات الطلابية على مدى الثلاثة أعوام الماضية.

وقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور أشرف الشيحي، إن إجراء الانتخابات الطلابية ستتم في موعدها المحدد في الأسبوع الأخير من شهر نوفمبر الحالي، طبقًا للائحة الطلابية، موضحًا أنه من المفترض أن ترسل الوزارة خطابات رسمية بشأن الاستعدادات النهائية للانتخابات لمختلف جامعات الجمهورية خلال الأسبوع المقبل.

ونفى الشيحي، إلغاء الانتخابات الطلابية، مؤكدًا على نزاهة الانتخابات وعدم استخدام ساحات الجامعة للهتافات السياسية والحزبية، بالإضافة إلى منع أي لافتات سياسية خلال سير العملية الإنتخابية.

واستنكر وزير التعليم العالي في بيان صحفي له، الأراء التى تنتقد لائحة 2007، باعتبارها وضعت في عهد مبارك، قائلا" يعني إيه لائحة مبارك؟ هو مبارك إيه علاقته باللائحة الطلابية؟، مبارك حكمنا 30 سنة هل يكون كل ما تم في عهده يخصه؟".

وأضاف الشيحي، أن الوزارة تضع لوائح، وبلاش ننسبها لأشخاص وفترة حكم مبارك 30 سنة وضعت فيها أشياء كثيرة هل سنرميها وراء ظهورنا؟.. المهم هذه اللائحة سليمة وتحقق ما نريده".

وعن تقدم الحركات الطلابية بدعوى قضائية ضده، قال الشيحي، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، " لا أدري ما تريده الاتحادات الطلابية، فهناك منازعات قضائية حول لائحة 2013 الطلابية، وأبلغوني أنه ستصدر أحكام قضائية خلال أيام حول تلك اللائحة"، ما يؤكد أنه لا يوجد حكم نهائي يبطل العمل بلائحة 2013.

من جانبه أكد الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، إن الجامعة لم تتدخل في الانتخابات الطلابية بمختلف مراحلها، مؤكدًا على أهمية تفهم وزير التعليم العالي رغبة الطلاب، وحل مشاكلهم، وهو ما يتعلق بملاحظات وتحفظات الطلاب على إجراء انتخابات اتحادات الطلاب وفق لائحة 2007 وضرورة الانتهاء من الانتخابات سريعا، لافتا إلى أن الطلاب يحق لهم اختيار من يمثلهم.

وأكد رئيس جامعة القاهرة، في تصريحات خاصة، لـ"أهل مصر"، "جامعة القاهرة لديها العديد من الفعاليات، التي تحتاج مساهمة اتحاد الطلاب برؤيته وبأفكاره"، مشيرًا إلى ضرورة التفكير في طريقة للعمل مع الجامعة، لتطوير الخدمات الاجتماعية المقدمة للطلاب.

وقال عبدالله أنور، رئيس اتحاد طلاب مصر السابق، أن لائحة 2013 صدرت من مجلس الوزراء بناء على دستور 2012، الذى أعطى الحق لرئيس الوزراء في إصدار اللوائح التنفيذية ولا يجوز استبعادها.

وتابع أنور، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، إنه لم يصدر حتى الآن أي حكم قضائي أو تشريع بإلغاء لائحة 2013، مؤكدًا أن "لائحة 2007 أوقف العمل بها بعد ثورة 25 يناير ولم تطبق في الانتخابات السابقة، فلماذا يحاول الوزير العودة بنا إلى الوراء ؟".

وقال عمرو الزاهد، أمين عام حركة طلاب مصر القوية، إن أحد أهم مطالب الطلاب بعد الثورة، كانت إسقاط لائحة 2007، مشيرا إلى بعض عيوب هذه اللائحة، وهى إلزام الطالب المرشح بتسديد المصروفات الدراسية، وأن يكون للطالب المرشح نشاطًا ملحوظًا، كما أنها تفتح الباب لاستبعاد طلاب بأعينهم من الانتخابات بحجة النشاط.

وأضاف الزاهد، لـ"أهل مصر"، "إزاي نرجع نعمل انتخابات على لائحة كانت معروفة بـ"لائحة أمن الدولة"، قبل ثورة 25 يناير، رغم أن جميع الانتخابات التي أجريت بعد الثورة تجاهلت هذه اللائحة".

وقال عضو اتحاد الطلاب السابق بجامعة القاهرة، حسين محمد، أن وزير التعليم العالي دأب على تحجيم دور الحركات الطلابية بشكل عام، بضوء أخضر من النظام، وسعى منذ توليه المنصب إلى عدم إجراء انتخابات طلابية، حتى لا يكون هناك اتحاد قوي يمثل الطلاب ويدافع عن حقوقهم.

وأضاف أنه، كان من المفترض أن يحضر عدد من الطلاب اجتماع المجلس الأعلى للجامعات الذى عقد مؤخرًا، لمعرفة رأيهم حول تأجيل الانتخابات أو إلغائها، لأن القرار يناقش أمورًا تتعلق بالطلاب، لكن ذلك لم يحدث، فالوزارة متخوفة من أي حراك طلابي، وتضرب بالإرادة الطلابية عرض الحائط.

وفي سياق متصل، لم تتلق إدارات رعاية الشباب بالجامعات، أي إخطارات بقرب الانتخابات الطلابية من قبل وزارة التعليم العالي، والتي من المفترض أن تبدأ مع الأسبوع الرابع للدراسة، حتى تتمكن الجامعات من بدء إجراءات تشكيل اللجان الخاصة والإشراف على الانتخابات.

وشدد طلاب الجامعات على سرعة إجراء الانتخابات الطلابية، مؤكدين أن ما يحدث يعد فصلًا جديدًا من مسلسل تحجيم دور الحركة الطلابية بالجامعات، بمنع وجود ممثلين للطلاب للعام الثاني على التوالي، مهددين بثورة داخل أسوار الجامعات في حال عدم إجراء الانتخابات الطلابية خلال الأسابيع المقبلة.

وقال محمد حمدي، الحاصل على ماجستير القانون الدولي، إن إجراء الانتخابات الطلابية بلائحة 2007 يعد مخالفة صريحة للقانون، ولابد من العمل طبقا للائحة 2013، لافتا إلى أن وزير التعليم العالي لم يعرف الفرق بين اللائحتين، خاصة من النواحى المالية والإدارية، ولم يدر ماذا يفعله، مشيرًا إلى أن ذلك يعد تخبطًا قانونيًا.

ومن جانبهم كشف عددا من طلاب جامعة القاهرة، عن عدم تفهمهم لسر الغموض الذي يحيط بانتخابات الاتحادات الطلابية، حيث قال محمود نبيل، أحد طلاب كلية العلاج الطبيعي، إن تصريحات الدكتور أشرف الشيحي، وزير التعليم العالي، الخاصة بإجراء انتخابات الإتحادات الطلابية لهذا العام على لائحة 2007 بدلًا من لائحة 2013، أثارت غضب مختلف الطلاب والقوى بالجامعات، وهو ما يمكن أن يؤدى لإبطال الانتخابات، مشيرًا إلى أن لائحة 2013 تمت الموافقة عليها بقرار وزاري ولم يتم إلغاؤها.

وتابع مراد السيد، أحد طلاب كلية الآداب بجامعة القاهرة، "أول مرة أشوف لائحة معتمدة من رئاسة الوزراء يلغيها وزير، والعمل بلائحة 2007 سيعود بنا لعصر القبضة الأمنية قبل ثورة يناير، لافتًا إلى أن وزير التعليم العالى ألغى منصب رئيس اتحاد طلاب مصر، لأنه لم يكن على هواه ويعمل جاهدًا على تكوين اتحاد طلاب صورى فقط.

وأشارت إسراء العدوي، إحدى طالبات كلية الإعلام، إلى أن أهم مميزات لائحة 2013، هى الرقابة المالية على صندوق الاتحاد، كما أنها كانت تخلق من الاتحاد قيادة وذلك على العكس تمامًا من لائحة 2007 التى تجعل الاتحاد ديكورًا فقط يأخذ الإذن والتصريح قبل التفكير.

وذكرت نادين جمال، إحدى طالبات كلية العلوم، إن كل مايثار عن الاتحادات الطلابية يؤثر بالسلب على مسيرتها، مشيرة إلى أن الاتحادات الطلابية كانت تمثل الزراع القوي المساعد للطلاب في كافة مشاكلهم، إلى جانب قدرتها على تنظيم العديد من الفعاليات والمسابقات والأنشطة التي تفيد الطلاب.

وأوضح شادي الجندي، أحد الطلاب، أن الدكتور أشرف الشيحى لا يؤمن بالنشاط الطلابي والاتحاد، وليس مستبعدًا على الوزير أن يقرر إلغاء الانتخابات، مؤكدًا أن كل فكرته عن النشاط الطلابي، هو إقامة الرحلات، والدليل على ذلك عقده اجتماعًا مع الطلاب لأكثر من 3 ساعات للحديث عن رحلات الطلاب للأقصر وأسوان فقط.

يُذكر أن وزير التعليم العالي، قرر إلغاء نتيجة الانتخابات الطلابية العام الماضي بعد إجرائها، حيث قام بحل الاتحاد، وتم تصعيد قضية حل الاتحاد، لكن لم يحسم القضاء الأمر حتى انتهاء العام الدراسي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً