يبدو أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، قررت التخلي عن ورقة اللاجئين، عندما أصبحت تهدد مستقبلها، فبداية ازمة المهاجرين، اكتسبت ميركل، مكانة خاصة بعد إجراءات استقبال المهاجرين في المانيا، إلا أن الإعلان عن نية التوقف عن استقبال المهاجرين، مع اقتراب الانتخابات التي تطمح ميركل في الفوز بها.
وقالت صحيفة أسترالية، إن هناك خطة مثيرة للجدل يجري التفاوض بشأنها من قبل المسؤولين الألمان لحل أزمة اللاجئين في أوروبا، وهي إرسالهم إلى مصر.
ويبدو أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مقبلة على تغيير سياستها في الهجرة مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية، والتي تترشح فيها لولاية رابعة، وتتحدث تقارير إعلامية عن خطة لخلق مراكز احتجاز للمهاجرين في ألمانيا وخارجها وتحديدا بمص، بحسب "فرانس 24".
وفتحت ألمانيا ذراعيها للمهاجرين بموجب سياسة أقرتها ميركل، وأثارت الكثير من الجدل في داخل ألمانيا وخارجها، وكانت نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة بمثابة تنبيه لـ "ميركل"، بحيث أنها تلقت صفعة قوية إثر إلحاق حزب "البديل من أجل ألمانيا" المناهض للمهاجرين هزيمة قاسية بحزبها ("الاتحاد المسيحي الديمقراطي") في العاصمة برلين كانت الأسوأ في تاريخه، ومكنت هذا الحزب من دخول البرلمان المحلي.
وقالت "فرانس 24" في تقرير لها، أمس، أن بعض التقارير تحدثت عن تحول بـ 180 درجة في هذه سياسة، وفي هذا السياق جاء مقال لوزير داخلية ولاية بادن فورتمبيرغ توماس شتروبل، المحسوب على حزب ميركل، وأكد شتروبل أن "من يفقد حقه في الإقامة، يجب أن يرحل"، ما اعتبره البعض حربا معلنة على الهجرة غير الشرعية لإعادة تلميع صورة ميركل أمام الناخبين، ودعا الوزير إلى التقليل من المساعدات المقدمة إلى المهاجرين غير الشرعيين، لتبقى منحصرة في الاحتياجات الأساسية.
وتفيد تقارير إعلامية أخرى أن الخطة التي يدافع عنها الوزير، والتي من المفترض أن تعرض على مؤتمر الحزب للتصويت عليها قبل أن تعتمد رسميًا، تدعو لاعتراض طريق المهاجرين وإيوائهم في مراكز احتجاز في مصر وتونس. وبناء على نفس الخطة، تتم دراسة طلبات اللجوء المقدمة من قبل هؤلاء المهاجرين.
ونقلت "فرانس 24" أن "مصر نفت" ما تردد بهذا الخصوص، "وليس هناك أي اتفاق قانوني حتى الساعة"، مشيرا إلى أن "هذه المخططات تأتي في سياق الجدل الذي تعرفه ألمانيا حول أزمة اللجوء لقطع الطريق أمام اليمين المتطرف الذي نجح في إحداث استقطاب وسط المجتمع، ما أدى إلى تعزيز وضعية حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، خاصة وأن ألمانيا مقبلة على انتخابات برلمانية بعد أقل من عام".
ونقلت صحيفة "فيلت ام زونتاغ" الألمانية، عن متحدثة باسم الوزارة إن "استبعاد احتمال الوصول إلى الساحل الأوروبي قد يقنع المهاجرين بتجنب القيام بهذه الرحلة التي تنطوي على تهديد للحياة بالإضافة إلى أنها مكلفة في المقام الأول".
وأضافت المتحدثة أن الهدف يجب أن يكون "إزالة الأساس الذي تقوم عليه منظمات تهريب البشر وإنقاذ المهاجرين من تلك الرحلة التي تنطوي على خطر على الحياة"، ويدعو اقتراح الوزارة إلى إرسال المهاجرين الذين يتم اعتراضهم في البحر المتوسط والذين جاء معظمهم من ليبيا التي يمزقها الصراع إلى تونس أو مصر أو دول أخرى بشمال أفريقيا لتقديم طلب للجوء من هناك، وإذا قُبلت طلباتهم للجوء يمكن نقل المهاجرين بسلام إلى أوروبا وقتئذ.
وأكد بيرند ريكسنجه زعيم حزب اليسار المعارض، أن هذا الإجراء سيكون "فضيحة إنسانية وخطوة أخرى نحو إلغاء حق اللجوء"، وأنه يجب تقديم طلبات اللجوء في ألمانيا لضمان حصول مقدمي الطلبات على مساعدة قانونية.
قانونيًا، يعتقد قانونيون ألمان وأوروبيون أن ثمة ثغرات في القانون الدولي قد تسمح بإرسال المهاجرين الذين تم إنقاذهم في البحر إلى مصر بدلاً من ليبيا، في الوقت الحاضر، يتم جلب الغالبية العظمى ممن تم إنقاذهم في البحر إلى الموانئ الإيطالية، حيث وصل هذا العام 166900 شخص على الأقل إلى إيطاليا، معظمهم آتٍ عبر البحر، مات نحو 4220 شخصاً في محاولة لعبور المتوسط، وكان عدد القتلى في عام 2015 كله هو 3777.