يبدأ الإيطاليون التصويت لصالح أو ضد الاستفتاء الدستوري، والمقرر عقده يوم الرابع من ديسمبر، والذي يهدف لإجراء تعديلات دستورية هدفها تقليل سلطات النقض أو الاعتراض من جانب الغرفة العليا بالبرلمان والأقاليم، لصالح الحكومة.
وقد أثار الاستفتاء ضجة بين الشهب الإيطالي، حيث يرى أنصار هذا المقترح إن من شأنه أن يجعل إيطاليا أكثر استقراراً، في حين يخشى النقاد من أنه قد يضعف الضوابط الديمقراطية والتوازنات، فيما يرى معارضو المشروع الذين خرجوا بالآلاف في شوارع العاصمة، روما أن ذلك الاستفتاء قد ينذر بفوضى وهروب للمستثمرين.
ومن جانبها يرصد «أهل مصر» في تقريرها التالي أخطر السيناريوهات التي قد تصيب البلاد في حال فشل التصويت لصالح الحكومة:
1 – استقالة الحكومة
أحد أبرز المخاطر الناتجة عن الاستفتاء هي استقالة الحكومة، حيث تعهد رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو رينتزي بتقديم استقالته إذا خسر التصويت في الاستفتاء، مؤكدًا أنه لن ينضم إلى أي محاولات لتشكيل حكومة مؤقتة أو حكومة تكنوقراط.
ويذكر ان “رينتزي” قد صرح في وقت سابق أنه لا يمكن أن أتولى التفاوض على اتفاق مع الأحزاب الأخرى لتشكيل حكومة محدودة أو حكومة لها هدف محدود” هو تغيير النظام الانتخابي.
2 – فوضى عارمة
لن تهدأ البلاد، أشارت وكالة “بلومبرج” الأمريكية المتخصصة في الشؤون الاقتصادية في تقرير لها إن خسارة رينتزي في الاستفتاء المزمع عقده يوم 4 ديسمبر، واستقالته، قد ينذر حتمًا بفوضى سياسية واقتصادية.
ومن جانبهم رجح محللون أن هزيمة رينزي الذي اقترح الاستفتاء وتعهد بالاستقالة إذا كانت النتائج عكس ما يرغب، ربما تؤدي إلى انتخابات مبكرة وزيادة دعم حركة “النجوم الخمسة الشعبوية”، والتي تعهدت بعمل استفتاء حول ما إذا كان ينبغي على إيطاليا البقاء في منطقة اليورو أو لا.
3 – الخروج من الاتحاد الأوروبي
الكارثة الكبرى، ففي حال هزيمة رئيس الوزراء الإيطالي الحالي، في التصويت على الاستفتاء الدستوري، وتقديم استقالته وإجراء انتخابات تشريعية جديدة، ما سيفتح الباب أمام تقدم حركة “خمسة نجوم” التي يتزعمها بيبي غريليو، للمنافسة على رئاسة الحكومة.
وبحسب ما ذكره محللون سياسيون فإن هذه الحركة تعارض وبشكل حاد العملة الموحدة، كما تريد خروج إيطاليا من الاتحاد الأوروبي أو إعادة التفاوض حول الشروط للبقاء، وتعتبر حركة خمسة نجوم هي الهيئة السياسية الثانية في البلاد بعد الحزب الديمقراطي الحاكم، مما سيجعلها الأقرب للحكم.
4 – حل الاتحاد الأوروبي
بحسب ما ذكرته "بلومبرج" في تقريرها فإن بعد انفصال بريطانيا، وفي حالة انفصال إيطاليا عن الاتحاد الأوروبي، قد يمثل هذا انفراط للعقد الذي سيتوالى بعده انفصال تلك الدول الواحدة تلو الأخرى.
5 – هروب الاستثمار
أصابت قضية الاستفتاء على الدستور المستثمرين بهواجس الهروب، فهؤلاء الذين يعانون من الصدمات الديمقراطية في بريطانيا والولايات المتحدة، يثير قلقهم مستقبل إيطاليا في اتحاد أوروبا المالي، حيث يخشى المستثمرون أن تقوض هزيمة رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتزي في الاستفتاء الدستوري، الاستقرار السياسي الهش للبلد، موضحةً أن خروج إيطاليا من اليورو لا يبدو تهديدًا وشيكًا لأنه سيتطلب دعم سياسي من جميع الأحزاب بالإضافة إلى عملية تشريعية شاقة.
6 –الاتفاقيات الدولية لاغية
يقر الدستور الإيطالي إنه لا يمكن إلغاء أي اتفاقية دولية إلا بموافقة البرلمان، ولكن في حالة فوز حركة “خمسة نجوم” فإن قرار الانفصال عن الاتحاد الأوروبي يستدعي تعديل الدستور، حيث يحظر الدستور الإيطالي إلغاء الاتفاقيات الدولية عبر تصويت شعبي، لذلك ربما يتطلب الأمر تعديلًا دستوريًا حتى قبل الدعوة إلى إجراء استفتاء.
وللحصول على هذا الخيار سوف يتوجب على الحكومة ان تحصل على ثلثي الأغلبية من كلا مجلسي البرلمان الإيطالي، وربما يحتاج الأمر إلى استفتاء آخر لتمهيد الطريق لاستفتاء حول عضوية اليورو، وحتى إذا قال الإيطاليون “نعم” للخروج من اليورو، ستعوق المحكمة الدستورية، أحد المحاكم العليا في إيطاليا، هذه النتيجة التي قد تؤدي لكوارث في البلاد.