استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي بالأمس، في قصر الاتحادية "أسياس أفورقي" رئيس دولة اريتريا، ورحب "السيسي" بالرئيس أسياس افورقي، مؤكدًا أهمية تطوير العلاقات الثنائية مع إريتريا على جميع الأصعدة فى ضوء العلاقات التاريخية المتميزة التى تجمع بين البلدين.
يأتي هذا في ظل اهتمام الرئيس بالعلاقات الخارجية خاصة مع الدول الإفريقية، وتعزيز التعاون الافريقي لتحقيق التنمية الاقتصادية والتعاون المشترك في كافة الدول الافريقية.
وخلال اللقاء شدد "السيسي" على ان سياسة مصر الخارجية تقوم على عدم التدخل فى شئون الدول الأخرى، مؤكدًا انفتاح مصر على الجميع وسعيها لإقامة علاقات متوازنة مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة.
ولم يكن ذلك اللقاء اخر لقاءات الرئيس بقادة افريقيا في شهر نوفمبر علي هامش مشاركته في أعمال القمة العربية الإفريقية المنعقدة في مالابو عدة لقاءات مع القادة الأفارقة، وذلك بهدف تعزيز العلاقات الثنائية والعمل المشترك مع مختلف الدول الإفريقية الشقيقة، واستكشاف آفاق جديدة للتعاون في المجالات المختلفة.
حيث اعلن المُتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير علاء يوسف إن الرئيس التقى أولًا رئيس غينيا الاستوائية تيودورو أوبيانج نجويما، حيث وجّه له التهنئة على التنظيم الناجح للقمة الأفريقية العربية التي استضافتها بلاده، معربًا عن السعادة بالتواجد مرة أخرى في مالابو.
وأكد أن الرئيس أشار الي تطلع مصر لمواصلة توثيق العلاقات بين البلدين وزيادة مشاركة الشركات المصرية في المشروعات التي يتم تنفيذها في غينيا الاستوائية.
وأعرب الرئيس أوبيانج عن تقديره العميق لمشاركة الرئيس السيسي في القمة الإفريقية العربية، مؤكدًا على ما تمثله مصر من نقطة التقاء محورية بين العالم العربي وإفريقيا.
وأشاد الرئيس أوبيانج بدور الشركات المصرية العاملة في غينيا الاستوائية، معربًا عن تطلعه للاستمرار في تعزيز العلاقات المتميزة بين البلدين، ولاسيما في مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري.
كما التقي "السيسي" بالسيد ألفا كوندي رئيس جمهورية غينيا كوناكري، حيث أعرب عن اعتزاز مصر بالعلاقات التاريخية الوثيقة التي تربط بين البلدين، مؤكدًا أهمية العمل على تطويرها وتنميتها من خلال عقد اللجنة المشتركة بين البلدين في أقرب فرصة حتى يتسنى تفعيل أطر التعاون القائمة بين الدولتين، وخاصةً على الأصعدة الاقتصادية والتجارية.
والتقي أيضا بنائب الرئيس البوروندي، والذي سلم رسالة من الرئيس البوروندي تتعلق بتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، والإشادة بمواقف مصر الداعمة لحل الأزمة واستعادة الاستقرار في بوروندي، وحرصها على التنسيق مع بلاده في المحافل الإقليمية والدولية، وعلى رأسها مجلس الأمن.
مؤكدا حرص "مصر" علي استقرار بوروندي التي تربطها بها علاقات وثيقة باعتبارها من دول حوض النيل، منوهًا بأهمية مواصلة الجهود الوطنية لاحتواء الأزمة في بوروندي، وأن تكون الجهود الإفريقية والدولية داعمة لتلك الجهود.
وتحليلا لموقف الرئيس عبد الفتاح السيسي من لقاء القادة الافريقيون خلال الفترة الأخيرة قال الدكتور سعيد اللاوندي خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ان "السيسي" يتمتع بذكاء شديد يجعله دائما يتعلم من الماضي فهو لا يريد ان يقطع علاقته مع القادة الافريقيون كما حدث في الماضي.
وأضاف "اللاوندي" أنه لم يكتفي فقط بلقاء القادة ولكن قام بارسال وزير التعاون الدولي سحر نصر الي افريقيا لبحث قضية التنمية المستدامة.
وأشار خبير العلاقات الدولية الي أن السيسي يعلم جيدا ان مصر متواجدة في مجلس الامن لمدة عام وذلك لكي يتحدث عن أزمات وقضايا افريقيا بالكامل وليس مصر فقط.
واكد "اللاوندي" انا لقاءات السيسي المتكررة مع قادة افريقيا تؤكد دائما ان الرئيس يسعي الي حل الازمة مع اثيوبيا بحلول تقبل بها القاهرة، موضحا ان ماء النيل هو شريان الحياة للمصريين واثيوبيا تستخدمه أيضا في بناء نهضة جديدة بافريقيا لذا يتطلب الامر بين الطرفين ان يتلاقيا من اجل المصلحة وهو ما يقوم بفعله الان الرئيس.