بعد 30 يوم من التعويم، مازال الاستثمار محلك سر، فلم تشهد معدلاته تغيرًا ملموسًا، حيث لم يؤثر تحرير سعر الصرف بشكل مباشر على الاستثمار الأجنبي المباشر وإن كان حقق بعض الأرباح في الاستثمار الأجنبي الغير مباشر، جاذبًا الأموال الساخنة التى تهدف للربح السريع من خلال البورصة التى تعتبر الرابح الأكبر من قرار تعويم الجنيه.
ورغم تصريحات الحكومة حول تأثير التعويم على جذب الاستثمارات الأجنبية، نتيجة خفض قيمة الجنيه وهو ما يؤثر بشكل كبير على تقليل تكاليف الإنتاج، إلا أن الاستثمار مازال متوقفًا عند معدلاته وهو ما يثير التساؤل حول الأسباب التى أدت لذلك، وهل تعويم العملة وحده كفيل بخلق مناخ جاذب الاستثمار على النحو الذي سوقته الحكومة لتبرير قرار التعويم؟.
ومن جانبه قال الدكتور إيهاب الدسوقي أستاذ الاقتصاد ومدير مركز البحوث بأكاديمية السادات، إن تحرير سعر الصرف أحد العوامل المهمة في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر، ولكنة ليس العامل الوحيد والحكومة لم تسعى خلال الفترة الماضية لإصلاح باقى العوامل، وهو شئ غريب، في الوقت الذي كان من المفروض أن تستفيد فيه الحكومة من التعويم لخلق أثار إيجابية بدلًا من ترك الأثار السلبية تزيد من معاناة المواطنين.
وأشار أستاذ الاقتصاد ومدير مركز البحوث بأكاديمية السادات، في تصريحات خاصة إلى أنه مازالت معوقات الاستثمار قائمة حتى الأن سواء البيروقراطية أو صعوبة تخصيص الأراضى، وارتفاع التكاليف، فضلًا عن عدم خروج قانون الاستثمار الجديد إلى النور حتى الأن، موضحًا أن كل تأخير في قانون الاستثمار سيقابله تأخير في دخول الاستثمارات إلى مصر.
وأكد أنه كان يجب على الحكومة السعي في كافة الإجراءات الجاذبة للاستثمار في وقت واحد.
وقال الدكتور مصطفى إبراهيم، رئيس مجلس الأعمال المصري الأسترالي، إن صندوق النقد الدولى عندما يدخل في دولة يجعل المستثمر قلق لأن معناه أن هناك تذبذب في أسعار العملة، رغم ذلك أن هناك مستثمرين أجانب في مصر لا يعطيهم أحد الفرصة ومنهم المستثمرين الصينيون الذين يعانون الكثير من المشاكل والعراقيل.وطالب إبراهيم الحكومة بإدارة الملفات بشكل افضل، موضحًا أنه رغم أن الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم ومرشح أن يكون الأول إلا أنه يتم التعامل معه "بالحتة" على حد وصفه – مؤكدًا أن الدولة لا تعرف ماذا تريد. وأضاف أن قرارات الحكومة الخاصة بالاستيراد صعبة التفسير متسائلًا، لماذا لا تصدر الحكومة قراراتها كلها مرة واحدة ولماذا كل شهرين نفاجأ بقرار غريب، وهو ما يعكس تخبط الحكومة.وأوضح أن اهم عامل لجذب الاستثمار هو خلق مناخ إيجابي، وهو غير موجود فالحكومة خلقت مناخ سلبي نتيجة القرارات والشائعات والأخبار المتناقضة، فإذل كان معاك مليون جنيه عمرك ما تفكر تستثمرهم- على حد قوله.