بعد توالى الأزمات وارتفاع حدة الضيق على سكان ميانمار، حثت حكومات 14 دولة، اليوم الجمعة، سلطات ميانمار على السماح باستئناف إيصال المساعدات إلى إقليم "أراكان" (غرب) المضطرب، الذي تقطنه أغلبية مسلمة.
وافادت تلك الدول في بيان مشترك، عن قلقها إزاء الوضع الإنساني في الجزء الشمالي من ولاية أراكان، بحسب مراسل الأناضول.
وتعد الدول الموقعة على البيان هي: تركيا، والنمسا، وبلجيكا، وكندا، والدنمارك، وفنلندا، وفرنسا، واليونان، وإيرلندا، وهولندا، وبولندا، وإسبانيا، والسويد، إلى جانب الولايات المتحدة.
ودعا البيان سلطات ميانمار لـ "تذليل جميع العقبات التي حالت حتى الآن دون استئناف إيصال المساعدات للمنكوبين".
ولفت إلى وجود عشرات الآلاف من الأشخاص ممّن هم بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، بما فيهم الأطفال الذين يعانون من سوء تغذية حاد، منذ نحو شهرين.
واعتبرت تلك الدول أنه من خلال السماح باستئناف إيصال المساعدات إلى المنطقة، فإن الحكومة بذلك لن تعالج الاحتياجات الإنسانية اللازمة فقط، بل ستبدأ أيضاً باسترجاع الثقة والأمل الذين لا غنى عنهما من أجل استعادة السلام والاستقرار للمنطقة.
وأشارت إلى ضرورة الوصول الكامل والغير مقيد للمنظمات الإنسانية إلى المنطقة، حتى تقوم بإجراء تقييم شامل للاحتياجات الإنسانية الحالية، دعمًا لاستجابة الحكومة الإنسانية.
كما لفت البيان، إلى أهمية إعادة تأمين الوصول إلى الأسواق، وتوفير سبل العيش للمواطنين.
وفي وقت سابق اليوم، أعربت الأمم المتحدة عن "القلق الحاد إزاء التطورات الحاصلة بولايات أراكان وشان وكاشين في ميانمار، كما دعت قوات الأمن إلى التصرف وفقًا لسيادة القانون".
وأمس أعلن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، اعتبار، اليوم "جمعة غضب" لما يحدث لمسلمي الروهينغا في ميانمار، ودعا مسلمي العالم للوقوف مع حق مسلمي الروهينجا في الحياة.
وقام الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان، بصفته رئيس اللجنة الاستشارية لولاية "أراكان"، بزيارة إلى ميانمار، الأسبوع الماضي، وسط دعوات دولية للتحقيق في أعمال العنف الأخيرة، التي أودت بحياة مئات من مسلمي الروهنغيا، في إقليم “أراكان" في الجنوب الغربي من البلاد على الحدود مع بنغلاديش.
ويعيش نحو مليون من مسلمي الروهينغا، في مخيمات بولاية "أراكان"، بعد أن حُرموا من حق المواطنة بموجب قانون أقرته ميانمار عام 1982، إذ تعتبرهم الحكومة "مهاجرين غير شرعيين من بنغلاديش"، بينما تصنفهم الأمم المتحدة بـ"الأقلية الدينية الأكثر اضطهادًا في العالم".
ومنذ شهرين تشن سلطات ميانمار عمليات عسكرية في الولايات الثلاثة المذكورة، أسفرت عن مصرع وإصابة مئات السكان المدنيين، وتدمير الممتلكات والبيوت في قرى يقطنها مسلمو الروهنغيا، فضلا عن تهجير مئات آخرين إلى بنغلاديش.