أثر نقص الدواء على كافة المرضى، وتضاعفت آثاره على مرضى الهيموفيليا "نزف الدم" خاصة في ظل عدم توافر دواء الفاكتور طوال الشهور والسنوات الماضية لعلاجهم، وعدم توفيره في التأمين الصحي او العلاج على نفقة الدولة، مما جعلهم يعانون الأمرين وانتظار الموت نزفا في كل لحظة، بعد رحلة عذاب مستمرة مع المرض، بينما يهمل مسئولو وزارة الصحة شكاواهم في الوقت الذي رفعوا فيه سابقا صوتهم للبرلمان ومجلس الوزراء ووزير الصحة وكافة الجهات ولجئوا للمنظمات الحكومية لتوفير العلاج، بل هددوا بخطوات تصعيدية ضد وزارة الصحة والسكان في حالة عدم توفير علاجهم، وفي الوقت نفسه كانت وزارة الصحة تدعي توفير العلاج بشكل كامل للمرضى في المستشفيات، في ظل اتهامات ببيعه في السوق السوداء.
ويتعاطى المرضى جبرا عقار يسمي "الكرايو" لأن قرار العلاج على نفقة الدولة بالمستشفيات الحكومية لا يتعدى 2500 جنيها كل 180 يوميا، في الوقت الذي يحتاج فيه مريض نزف الدم ل 10 حقن في المتوسط شهريا، في الوقت الذي وصل فيه سعر الحقنة بالسوق السوداء إلى 15000 جنيها، وهي عبء كبير على المرضى، ولا يمكنهم شراءها، ويواجهون مضاعفات خطيرة للمرض، أهمها الحاجة لتغيير مفصل يتكلف علي الأقل نص مليون جنيه، وعمليات أخري كخلع الأسنان والبواسير.
من جانبه أكد محمود فؤاد مدير المركز المصري للحق في الدواء، على نقص عقار الفاكتور لمرضى الهيموفيليا، وأن المركز طالما نادى به ولم يستجب وزراء الصحة للمرضى، حتى أن الوزارة ضللت الرأي العام سابقا وادعت وجود العلاج، غير مراعية نقصه الشديد كباقي الأدوية بل وأكثر نظرا لأنه دواء مستورد من الخارج، الأمر الذي دفع المرضى لبدء سيل من الشكاوى والخطابات لرئاسة الجمهورية والنيابة الإدارية ومحاضر بأقسام الشرطة ضد وزير الصحة والمستشفى الممتنع عن توفير العلاج، وفي جميعها استغاثات لتوفير علاج آمن لهم، حيث أن أرواحهم مهددة بالخطر، ويصارعون الموت يوميًا دون علاج، منذ عام 2008 وحتى الآن، ويتوفى عدد من المرضى بين الحين والآخر.
وقال إن أكثر من 10 آلاف طفل بالصعيد مصابين بالهيموفيليا وينزف المريض أكثر من مرة يوميا من أقل كدمة أو جرح، وهو ما يشكل خطورة بالغة على حياتهم حيث من البعض يظل ينزف حتى الموت، وهناك 38 ألف مريض هيموفيليا في مصر، حسب الإحصاءات الرسمية، هذا بخلاف من لم تسجله وزارة الصحة بعد.
وأكد فؤاد على نقص دواء الفاكتور 8 و9 في آخر 3 شهور نتج عنه مضاعفات للمرضى ويباع في السوق السوداء الحقنة الواحدة 1500 جنيه، فضلا عن نقص حاد في الألبومين البشرى وأدوية منع الحمل وأدوية الصبغات وكلها تباع بالأسواق السوداء بأسعار مضاعفة.
وفي الوقت ذاته أكد مصدر مسئول بوزارة الصحة والسكان لـ"أهل مصر" على وجود علاج الفاكتور في المستشفيات بكميات كافية لعلاج المرضى، وأن الوزارة تسعى لحل مشاكل المرضى في هذا الصدد.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
